معادلة جديدة ميّزت دراما رمضان 2017 حيث صعدت الدراما اللبنانية بثقة، وسط تنافس الثنائي القوي: مصر وسوريا، الأولى حشدت نجومها لمواجهة الهيمنة السورية على السوق الفضائية العربية، والثانية وازنت ما بين الحارة وقصصها، والحكايات المدنية من مجتمع هذه الأيام، فحافظت على ماء الوجه ولم تنكسر.

ما راهنّا عليه مع بداية الشهر الكريم، ثبت أنه صائب، وبات على لبنان مسؤولية كبيرة مع ثبوت إرتفاع منسوب المشاهدة للأعمال المنتجة لبنانياً" الهيبة" (نادين نسيب نجيم، وتيم حسن) وإن أسهم فيها سوريون (المخرج سامر برقاوي، والنجم تيم حسن، وآخرون) و"بلحظة" (للسوري الأب واللبناني الأم أسامة الحمد، مع زياد برجي، عن نص للبنانية نادين جابر) بينما "لآخر لحظة"( المخرج أسد فولادكار، يدير كارين رزق الله، وبديع أبو شقرا) في صيغة لبنانية خالصة وناجحة، وفق حال "أدهم بيك" ( مع يوسف الخال) حيث بالإمكان محاسبة العمل على أنه محلي مئة في المئة، وبالتالي مقارنته مع المعروض من الانتاجات العربية الأخرى.

ونأسف لأن أقلاماً تطاولت على الانتاج السوري لرمضان 2017 ، لأن ما إطلعنا عليه لا يستأهل هذه القسوة أبداً، فـ "طوق البنات" في حلقاته الجديدة، يستحق الثناء ومباركة من وقفوا أمام الكاميرا (رشيد عساف) أو خلفها، في مقابل رتابة وتكرار أحداث الجزء التاسع من"باب الحارة" لكنه يحظى مع ذلك بنسب مشاهدة مرتفعة نظراً لما كانت الأجزاء الأولى زرعته في مخيلة المشاهدين. ويصعب تجاهل الثنائي "عبد المنعم عمايري" و"كندة حنا" في "لست جارية"، وهذه المواجهة الرائعة التي تؤثر إيجاباً في المشاهد.في مقابل سؤال كبير نطرحه حباً بالأعمال التي تحمل توقيع أسماء كبيرة سورية- عربية من وزن المخرج حاتم علي، لماذا يمر عمل ضخم مثل "أوركيديا" تكلف تصويره 5 ملايين دولار (شارك في ميزانيته المنتج التونسي العالمي طارق بن عمار) من دون أي ضجيج أو تأثير رغم وجود نجوم مؤثرين ( جمال سليمان، عابد فهد، باسل خياط، سلافة معمار).

وواضح أن مصر إستنفرت نجومها ومنتجيها وقامت بحملة واسعة دعت فيها كل الفاعلين لكي يتواجدوا في أعمال جديدة لهذا العام، وكالعادة تصدّر عادل إمام (عفاريت عدلي علام) الجموع، لكنه لا يقدم جديداً، ولا يغير جلده، وكذلك "أحمد السقا" في "الحصان الأسود" حضور عادي جداً رغم وزنه السينمائي الجيد، ونكاد لا نصدّق أن الفنانة الرائعة "يسرا" يمر عملها الجديد" الحساب يجمع" مرور الكرام، وكأنه بكل بساطة غير موجود، وفي الصورة الإيجابية الفنانة "ميرفت أمين" في"من يطفئ الشمس" لكن العمل عانى من المساءلة لأن عبارة (cc خائن) (وتعني الرئيس السيسي) ظهرت في خلفية أحد المشاهد من دون قصد، وتمت إزالة المشهد بالكامل لإثبات حسن النية.

المؤكد في السياق أن الوجبة الرمضانية من الدرامات العربية لم تكن دسمة، لكنها تعبُر مع جمهور بات جاهزاً لكل شيء، إستناداً إلى واقع يتبدل بسرعة ولا يعرف إستقراراً.

الميادين