ورد في صحيفة "المستقبل": نفث دخان سيجارته الأولى على شرفة منزل الضحية، بعدما دخلها ليلاً بواسطة التسلق، لينتقل بعدها الى غرفة النوم حيث شاهد الضحية تغطّ في نوم عميق، فجلس بقربها لحوالى نصف ساعة ودخّن سيجارة أخرى، وهي لا تزال نائمة، الى أن أيقظها بعدما أحضر سكيناً من المطبخ وراح يطعنها الى أن فارقت الحياة بعد 27 طعنة. ولم يكتفِ القاتل بذلك بل حاول مجامعة الضحية بعد مقتلها ثم عدل عن ذلك بعد سرقته مبلغ مليون ليرة، لكنه قبل أن يفرّ هارباً بالطريقة نفسها التي دخل فيها، عرّج على المطبخ وتناول تفاحة، الى أن فضح نفسه وهو بحالة السكر الشديد حين أخبر صديقاً له عن قتله امرأة وسرقتها.
وكان شقيق المغدورة سامية ل. قد عثر عليها جثة في منزلها في محلة الأونيسكو في العاشر من آذار الماضي، وبعد حوالى الشهر، في السابع من نيسان من العام نفسه اشتبهت عناصر حراسة مجلس النواب في محلة عين التينة بشخص سوري يدعى مجد، الذي اعترف بأنه شارك مع مواطنه المتهم أحمد الناصر (20 عاماً) بجريمة قتل المغدورة وسرقة مبلغ مالي منها، ليعود وينفي مشاركته في الجريمة التي نفّذها الناصر حيث أخبره الأخير، وهو بحالة سكر ظاهر بانه قتل امرأة بعدة طعنات.
وكان القاتل الناصر موقوفاً لدى مفرزة بيروت القضائية منذ 11 آذار اي بعد يوم من الجريمة، وبمقارنة البصمة الوراثية العائدة له، تبين أنها تطابقت مع عدد من آثار البصمات المرفوعة من مسرح الجريمة.
وبالتحقيق معه كرر القاتل إفادته الأولية طالباً العفو، مقراً بأنه بادر الحسنى بالشر، موضحاً أنه ليلة الجريمة وأثناء مروره قرابة التاسعة مساء من أمام منزل الضحية حيث يجمع الخردة على عربته، شاهدها تقف على الشرفة فطلب منها أن تعطيه مبلغ ألفي ليرة، وقامت بالفعل برمي المبلغ، حينها أخذ المال واتكأ على سيارة لحوالى الساعة وهو يفكر في كيفية الدخول الى منزلها بواسطة التسلق.
اقترب الناصر من حائط المنزل الكائن في الطابق الأول وتسلقه الى أن وصل الى الشرفة حيث دخن سيجارة ومن ثم توجه نحو الباب الحديدي زحفاً وحاول فتحه فلم يستطع، فأدخل يده من الباب الزجاجي المكسور فلم تصل يده الى القفل، حينها عمد الى كسر قطعة من الزجاج بيده ووصل الى المفتاح وفتح الباب ودخل المنزل.
بدخوله خلع القاتل حذاءه، ثم توجه الى إحدى الغرف فشاهد المغدورة نائمة على السرير، فجلس بالقرب منها لحوالى نصف ساعة ودخن سيجارة أخرى وهي لا تزال نائمة، بعدها توجه الى المطبخ وأحضر سكيناً وعاد الى الغرفة حيث شاهد قفازات على السرير بالقرب من الضحية فلبسها بيديه وجلس مجدداً بالقرب منها وعمل على إيقاظها، فسألته عن هويته ومن فتح له الباب فأجابها بأنه "جن" وبأنه هو من فتح الباب حينها نزلت عن السرير وبدأت بالصراخ فوضع يده على فمها لمنعها وأعادها الى سريرها ووضع وسادة على وجهها، وعندما قاومته طعنها بالسكين في بطنها، ثم طعنها عدة طعنات في صدرها وعنقها، وعندما استرخت وهي لا تزال تتنفس وتحرك يديها طعنها في صدرها طعنة أخيرة أدت الى إلتواء رأس السكين. واستمر القاتل في وضع الوسادة على وجه الضحية حتى تأكد أنها توقفت عن التنفس، حينها استراح على الأريكة في الغرفة المجاورة ودخن سيجارة قبل أن يفتح جميع الخزائن بحثاً عن شيء يسرقه، فلم يجد إلا أدوية وملابس، ثم عاد الى الغرفة حيث المغدورة وحاول مجامعتها لكنه صرف النظر عن الموضوع، فانتعل حذاءه وجلس على الأريكة ودخن سيجارة أخرى تاركاً السكين قرب الضحية كما القفازات، ثم توجه الى المطبخ وتناول تفاحة وغادر المنزل بالطريقة نفسها التي دخل فيها، واتجه الى منزله في منطقة مار الياس وهو يجر عربته، حيث أخبر ماجد وأقرباء له عن جريمته.
وأفاد ماجد أن القاتل أعلمه بالجريمة بحضور والده وعمه وخاله وبأنه سرق من الضحية مبلغ مليون ليرة.
وبيّن تقرير الطبيب الشرعي أن المغدورة قد تلقت 27 طعنة سكين.
وكان قاضي التحقيق الأول في بيروت عسان عويدات قد أصدر أمس قراره في القضية فطلب عقوبة الإعدام للقاتل أحمد الناصر.