في تقريره، كشف كوغلن أنّ ديبلوماسيين غربيين يعتقدون أنّ الأمير السعودي يقف وراء القرار المفاجئ الذي أخضع قطر إلى إحدى أقسى أنواع العقوبات التي شهدتها الديبلوماسية الحديثة، معتبراً أنّ الأمير الشاب (31 عاماً) الذي يرى كثيرون أنّه القوة الفعلية التي تحكم السعودية، يسعى بإطلاقه شرارة "العدوان الديبلوماسي" على الدوحة إلى تحدّي نفوذ أميرها الأمير القطري النشيط الشيخ تميم بن حمد آل الثاني البالغ من العمر 37 عاماً.
في السياق نفسه، لفت كوغلن إلى أنّ ديبلوماسيين في المنطقة يضعون التدابير التي اتخذتها الدول الخليجية ضد قطر في خانة الموقف الديبلوماسي الأكثر حزماً الذي اتخذته السعودية بعد تعيين بن سلمان وزيراً في العام 2015.
وعن بن سلمان، تحدّث كوغلن عن المبادرات الحكومية الكثيرة التي أخذ على عاتقه مسؤولية إطلاقها، على الرغم من أنّه ولي ولي العهد ومن أنّ إبن عمّه الأمير محمد بن نايف (57 عاماً) المتمرّس أكثر منه يشغل منصب ولي العهد. إلى ذلك، أكّد كوغلن مساهمة الأمير محمد بمباركة والده الملك سلمان بن عبد العزيز في صياغة سياسة المملكة الخارجية وفي الإشراف على خطط خصخصة عملاق النفط السعودي شركة "أرامكو".
كوغلن الذي شدّد على عزم الأمير الشاب السير ببرنامج التغيير الجذري هذا على مستوى الإصلاحات المحلية واعتماد سياسة خارجية أكثر حزماً على الساحة العالمية، رأى أنّ رغبته في أن تظهر الرياض موقعها البارز في العالم السني سبب اندلاع الأزمة الديبلوماسية مع اليمن.
وبالعودة إلى الأزمة المندلعة بين دول الخليج وقطر، أوضح كوغلن أنّ موقف السعودية، التي يصنّف ولي ولي عهدها إيران بعدو الرياض اللدود، إزاء قطر كان متوقعاً بعدما أعرب أميرها الشيخ تميم عن دعمه لطهران.
توازياً، أشار كوغلن إلى أنّ الآمال بتحسن العلاقة بين الدوحة والرياض بعد سنوات من التوتر كانت مرتفعة بعد وصول الشيخ تميم الذي تلقى علومه في بريطانيا إلى سدة الحكم في العام 2013.
في هذا الصدد، لفت كوغلن إلى أنّ الشيخ تميم الذي أكّد أنّه مقرّب من البلاط السعودي أوحى بأنّه مستعد لتخفيض نبرة أكثر أجزاء السياسة القطرية استفزازاً بالنسبة إلى الرياض، قبل أن تعود قناة "الجزيرة"، التي اعتبرها الكاتب أحد أسباب الخلاف الخليجي-القطري الرئيسية، إلى خطابها المعادي للرياض.
ختاماً، شدّد كوغلن على أنّ الشيخ تميم واقع في أخطر أزمة بتاريخ بلده الصغير بعد إعلان تأييده لطهران، متخوّفاً من تأثيرها على آمال الدوحة في استضافة مباريات كأس العالم أو "الفيفا" في العام 2022.
("لبنان 24" - Telegraph)