تعيش إيران وسط إقليم متفجر، فمن الشرق جارتها أفغانستان التي تعيش فوضى عارمة منذ الغزو الأميركي عام 2001، وإلى الحدود الغربية جارتها العراق الذي يعاني المصير الأفغاني نفسه عقب الغزو الأميركي عام 2003، وبعد ذلك بثمانية أعوام اندلع الصراع في سوريا، فهل ستنزلق إيران إلى الفوضى بعد سنوات من الهدوء؟
 

علما ان إيران تدخل في كل هذه الصراعات الثلاثة؛ أفغانستان والعراق وسوريا، وتمولها بالمال والسلاح والرجال، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

وتُعتبر إيران دولة قومية فاعلة تتمتع بسلطات مركزية قوية وتحتكر القوة والمال، وفي العام الماضي كان الرئيس حسن روحاني في زيارة إلى أوروبا، وكان يتفاخر هناك بأن بلاده الأكثر أماناً واستقراراً في الشرق الأوسط.

من وجهة نظر الكثير من الإيرانيين ومن ضمنهم التيار الإصلاحي، فإن عدم وجود حرية سياسية أو اجتماعية يمكن أن يكون ثمناً للأمن الذي تنعم به إيران.

إلا أن يوم السابع من حزيران كسر حالة الأمن المعتادة في إيران، فقد شهدت العاصمة طهران هجمات انتحارية نفذها تنظيم "داعش"؛ ففي الساعة العاشرة والنصف صباحاً هاجم مسلحون مبنى البرلمان، أهم مرفق ديمقراطي إيراني، وأيضاً ضريح الخميني، الذي يُعتبر مؤسس إيران الإسلامية عقب ثورة 1979.

17 شخصاً على الأقل قُتلوا في تلك الهجمات، بالإضافة إلى 40 شخصاً أصيبوا جراء العمليات التي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عنها، غير أن الحرس الثوري الإيراني سرعان ما اتهم السعودية والولايات المتحدة بالمسؤولية عن تلك الهجمات، إلا أنه وبعد أن مضت أيام على الهجوم بدأت التحقيقات تشير إلى ثغرات أمنية أدت إلى حصول هذه الهجمات.

منذ أن أعلن تنظيم الدولة قيام خلافته عام 2014 وكانت إيران تتفاخر بأن قواتها المسلحة منعت الجهاديين من دخول إيران، حيث سبق لقادة الحرس الثوري الإيراني أن أعلنوا أن التنظيم لن يكون بإمكانه الاقتراب من الأراضي الإيرانية على مسافة 25 ميلاً.

في عام 2014، نشر تنظيم الدولة الإسلامية تقارير نفتها إيران، بأن عناصره تمكنوا من التسلل إلى الداخل الإيراني عبر الحدود العراقية، وبعد عامين من ذلك اعترف قائد القوات البرية الإيرانية بأن التنظيم نجح فعلاً في تجنيد مقاتلين بين السكان السُنة في إيران (يبلغ نسبة السُّنة في إيران نحو 9% من نسبة السكان البالغة 79 مليون نسمة).

وفي شباط من العام الحالي، أعلن المدعي العام الإيراني أنه تم إلقاء القبض على خلية تابعة للتنظيم قرب طهران كانت تخطط لعمل تفجيرات في ذكرى الثورة.

سبق الهجوم الأخير في طهران أن نشر التنظيم قبل نحو شهرين شريطاً باللغة الفارسية تعهد بمهاجمة إيران وأن التنظيم سيغزو إيران ويعيدها تحت لواء السُّنة.

الخوف الآن هو أن تتعرض إيران لمزيد من الهجمات التي تشنها عناصر جهادية؛ بسبب مواقف إيران من القضايا السنية في المنطقة.

 

 

(نيويورك تايمز ـ الخليج اونلاين)