عمليات استشهادية وانغماسية في وسط بيروت
 

في كانون الثاني الماضي، فكّك جهاز الامن العام خلية تابعة لتنظيم داعش الارهابي كانت تخطط للقيام بعمليات انتحارية، تستهدف شخصيات سياسية وامنية في وسط بيروت.فوقع الخيار على احد الموظفين في شركة سوليدير الذي تم تجنيده للتنفيذ، وكان هذا الموظف مصطفى حسن الصفدي (26 عاما) المسؤول في الشركة عن التحكم بكاميرات المراقبة والاهتمام بصيانة المولدات الكهربائية ومطالب سكان بناية «تراس بيروت».

إلقاء القبض على الصفدي الذي انقذ وسط بيروت ولبنان، كشف عن المخططات التي كان تنظيم داعش الارهابي ينوي تنفيذها بعمليات«استشهادية وانغماسية»، والتي امتدت الى احد مراكز الجيش اللبناني ومباني حسينيات، وفق ما ورد في تقرير قاضي التحقيق العسكري الاول رياض ابو غيدا في قراره الاتهامي الذي اصدره امس طالبا عقوبة الاعدام كحد اقصى للموقوفين الصفدي والفلسطيني محمود عبد الرحيم ولكل من الفارين حمزة الصفدي والفلسطينيين ابراهيم عبد الرحيم شقيقي الموقوفين المذكورين، وزياد ابو النعاج وبهاء الدين حجير.

اعترف الصفدي بكافة التفاصيل، «بدّي فجّر المبنى بساكنيه وبكرا بتشوف»، هكذا«اسرّ» لشقيقه الفار حمزة الذي جنّده، والموثّقة بمحادثات هاتفية بينه وبين حمزة الذي يقاتل في الكتيبة الخضراء التابعة لداعش ومعظم عناصرها من الانتحاريين.في تلك المحادثات تمنى مصطفى «الاستشهاد وتكون عمليتي من اقوى العمليات وأُرزق بالفردوس الاعلى..انا مللت من هذه الدنيا وحياتنا الحقيقية في الجنة..بدّي فجّر مبنى تراس بيروت ويلّي فيه بعد المبايعة وتُكتب لي الشهادة».

في اعترافاته الاولية يروي مصطفى الصفدي ان شقيقه حمزة طلب منه اللحاق به الى سوريا حيث «ارض دولة الخلافة»، وسيؤّمن له منزلا وزوجة صالحة ومالا وفيراً،وقد طلب منه التواصل مع الفلسطيني الموقوف محمود عبد الرحيم الذي سيساعده على الانتقال الى سوريا والالتحاق بالتنظيم، وقد التقى به بالفعل في منزله في صيدا عدة مرات حيث كانا يتداولان في مواضيع الدولة الاسلامية وتأييدهما لاعمالها «بذبح المرتدين الكفرة وتنفيذ عمليات استشهادية وانغماسية».

واشار ابو غيدا في حيثيات قراره ان الموقوف الصفدي وصف شخصيا في افادته انه «كان ينوي القيام بعملية ارهابية ضخمة في وسط بيروت وقال:«نفسي ان تكون عمليتي ضربة مدمّرة» مضيفا ان مكانها هو احد مبنيين في الوسط كان يعمل موظفا فيهما:«مبنى نور غاردن» او«مبنى تراس بيروت»، فضلا عن محادثاته مع شقيقه الفار حمزة حيث قال له:«بدّي فجّر المبنى بساكنيه وبكرا بتشوف»، وبذلك تكون نيته الجرمية واضحة بالقتل والتفجير وايجاد حالة ذعر، غير انه لم يستطع اكمال مشروعه الارهابي لسبب خارج عن ارادته، المتمثل بالقاء القبض عليه خلال تحضيره للعملية الارهابية.

 

المستقبل