اشار النائب محمّد قباني الى ان الأجواء في لبنان كانت قبل سفري إلى الولايات المتحدة الأميركية تركز على وجود عقوبات أميركية تتعدّى حزب الله وتصل إلى حلفائه، وكان هناك تداول لما أُدعي انه مسودة لهذه العقوبات، ضمن هذا الجو الساخن، غادرنا إلى الولايات المتحدة الأميركية، وهناك كانت لنا لقاءات مع مسؤولين أساسيين معظمهم من أعضاء الكونغرس وبينهم أو معهم أعضاء من مجلس الشيوخ وبعض أعضاء وزارة المال ومجلس الأمن القومي الأميركي. وكان تركيزنا على ان هناك مسؤولين يعملان كلٌّ على حدة، لتقديم مسودة قانون يسمونها "Bill" وهي توازي ما يعرف في لبنان باقتراح قانون، من كل لقاءاتنا استنتجنا ان ما سُمي بالمسودة هو غير دقيق، وبالتالي لا وجود لمسودة كهذه. اتكلم هنا عن سفري الذي تمّ في منتصف شهر أيّار الماضي، كما استنتجنا ان هناك شيئاً ما يُعد، لكنه ليس ما سُرِّب إلى الصحافة اللبنانية.
اضاف في حديث صحفي، هناك مسؤولان يعملان على ذلك الأوّل هو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي آد رويس، وقد اجتمعت به ومع اركانه، واجتمعنا مع الجهة الأخرى التي تعد اقتراح القانون وهو السيناتور روبيو، وهو لم يكن في واشنطن عندما سافرنا، لكنني اجتمعت مع طاقمه الذي يحضر للنائب المعلومات والمسودة التي يقترحها، تبين لنا من الجهتين انه في ذلك التاريخ لم يكن هناك شيء جاهز، بل كانت مجرّد أفكار يتم تداولها ولكن حتماً هناك امراً سيصدر، وعلمنا انه قد يحصل اتصال بين الرجلين أي رويس وروبيو لتوحيد الجهود في هذا الإطار. كان عملنا شاقاً وعقدنا 29 اجتماعاً بين الكونغرس ومجلس النواب وكنا نقضي النهار كلّه من دون استراحة غداء، ركزنا في حديثنا على ان لبنان ضرورة كنموذج للديمقراطية والتعددية في منطقتنا وهو ضرورة ليس فقط لسكانه من اللبنانيين إنما للمنطقة والعالم وللولايات المتحدة الأميركية، التي تشكّل القطب الأقوى في العالم. وكانوا يوافقون بالطبع على هذا الكلام، وقلنا ان هناك دعامتين في لبنان، الأولى: الجيش ومن خلفه قوى الأمن الداخلي وسواها وهذه القوى الأمنية تواجه الإرهاب الداعشي واخواته على الحدود، وفي الداخل ان الدعامة الثانية فهي القطاع المصرفي الذي يُشكّل الضمانة لقدرة لبنان على الاستمرار في الحياة الاقتصادية والنقدية. وأكدنا لهم أيضاً أن أي مساس بالقطاع المصرفي يوجه ضربة إلى لبنان وهي ضربة قاسية، في الوقت الذي يستقبل فيه لبنان مليون ونصف مليون نازح سوري بالإضافة إلى نصف مليون لاجئ فلسطيني، وهو بلد صغير لا يتعدى عدد سكانه الـ4 ملايين، كانوا متفهمين لوجهة نظر اللبنانيين، وكان قائد الجيش العماد جوزف عون قد سبقنا إلى الولايات المتحدة بأسبوع تقريباً، وارتاح المسؤولون الأميركيون لادارته والحوار معه، وقالوا انهم لن يقصروا في دعم الجيش، وقلنا لهم اننا علمنا بوجود نية لتخفيض الموازنة المخصصة لدعم الجيش وتلك المخصصة لدعم اليونيفل، وقوات اليونيفل، بالنسبة لنا ضرورية لحفظ الأمن في الجنوب. الأجوبة كانت مختلفة، ولكن لم تكن هناك أجوبة سلبية وهناك من وعدنا بأنه سيبذل جهده لتأمين التخفيض من اعتمادات أخرى. لأن هناك عدّة أنواع من الموازنات منها ما هو للخارجية ومنها ما هو للدفاع ولمجلس الامن القومي وغير ذلك. كانت خلاصة زيارتنا ناجحة، وقرأنا ان رئيس لجنة الشؤون الخارجية الاميركية يقدم شهادته امام الكونغرس وقد لاحظنا ان رويس رجل متفهم، لان الجميع يعلم ان اللوبي الصهيوني موجود في الولايات المتحدة الاميركية ويمارس ضغوطاً مستمرة وبالتالي إذا زرنا الولايات المتحدة الأميركية مرّة أو مرتين في السنة، فالمهمة لن تكون سهلة مع وجود لوبي يقيم بشكل دائم في واشنطن ونيويورك، قمنا بمحاولات لفهم ما هو المطلوب.، وكذلك كانت زيارة لجمعية المصارف إلى الولايات المتحدة وكانت جيدة وفهمنا انهم ينتظرون حاكم مصرف لبنان الدكتور رياض سلامة. وكان احد المسؤولين في مجالس الأمن القومي وهو مطلع على أوضاع لبنان يقول: لماذا ينتظر رياض سلامة التجديد له ليأتي؟ هل يريد ان يأتي قوياً، وهو قوي طالما انه حاكم لمصرف لبنان وسمعته عالمية وجيدة. وقالوا لنا ان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما اتخذ قرارات مهمة في مجلس الأمن ضد المستوطنات، وكان قد بقي له يوم واحد أو اكثر وجنّ جنون الإسرائيليين، أرادوا القول لا داعي لأن ينتظر سلامة التجديد له، فهو محترم ومسموع.