يوشك دونالد ترامب أن يدخل التاريخ عبر اكتشاف ثوري مذهل في حقل علوم الإرهاب، يوازي اكتشاف نيكولاس كوبرنيكوس في حقل علوم الفلك، فإذا كان كوبرنيكوس دشن نموذجا إرشاديا تفسيريا يناهض القول بمركزية الأرض في الكون كجسم ثابت في مركز المجموعة الشمسية التي سادت لقرون خلافا لتعاليم بطليموس، عبر تأسيسه لبرادايم جديد ينص على القول بمركزية الشمس، فإن ترامب تجاوز الأطر التفسيرية السائدة في العلوم الاجتماعية والإنسانية عموما، والحقل الإرهابوي خصوصا، باكتشافه أن قطر تشكل مركز الإرهاب العالمي.
 

الاكتشاف الترامبي الثوري المناهض لأسلافه من سدنة وخبراء الإرهاب، حدث بعد أن تجاوز ترامب ذاته في لحظة استنارة عقب زيارته إلى المنطقة في أول جولة خارجية له افتتحها بزيارة الرياض في 21 أيار/مايو 2017، فهناك تجلت عبقرية الاكتشاف وانقدحت شرارة الإبداع في خضم التأمل في ماهية الإرهاب وجذوره وتمركزه وتمظهره، ففي تلك اللحظة التاريخية تلقى ترامب الحكمة وغمرته الأنوار الإرهابوية واستولت عليه فكرة مركزية "قطر" في عوالم الإرهاب، ونظرا لتواضعه العلمي المشهود وعدم الضن بالحقيقة، فقد عزا الفضل لأهله، حيث قال ترامب: "خلال زيارتي للشرق الأوسط أكدت على ضرورة وقف تمويل الأيدولوجية المتطرفة. والقادة أشاروا إلى قطر – انظر!"!!

كشفت الأزمة الخليجية بما لا يدع مجالا للشك أن مصطلح "الإرهاب" ذاتي غير موضوعي، لا يتوافر على مصداق خارج أطر المصلحة والقوة، رغم سهولة تبيّن حقيقته الابستمولوجية المعرفية كظاهرة عنف سياسيي، وإمكانية التعرف على أسبابه وجذوره السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وارتباطه بالتدخلات الإمبريالية الخارجية والتعسفات الدكتاتورية المحلية، ومع ذلك فإن الحرب الإرهاب مجسدا بتنظيم الدولة الإسلامية وسلفه تنظيم القاعدة يشكل حدثا ثانويا في تاريخ المنطقة، تخفي حقيقة التنافس واستراتيجيات الهيمنة والسيطرة وطبيعة صراع المشاريع.

في سياق لعبة الحرب على الإرهاب جاء حصار قطر كمغامرة أمريكية جديدة، تعمل على تفكيك المنظومة السياسية الخليجية وتفتيت المجتمع الخليجي الأكثر استقرارا وتماسكا في المنطقة، كما فعلت سابقا في العراق بحجج مشابهة، وفي مناطق عديدة، وعلى الرغم من أن ظاهر النزاع يشير إلى أن المسألة خليجية بحتة، إلا أن الحقيقة تؤكد على ضلوع الولايات المتحدة وقيادتها، كما فعلت مع الانقلاب التركي الفاشل.

في زمن سيطرة مفهوم "الإرهاب" على دوافع الفاعلين، لم يكن غريبا أن تكون تهمة قطر تتلخص بـ"دعم الإرهاب"، كذريعة لاتخاذ سلسلة إجراءات ترمي إلى عزلها، وقطع العلاقات الدبلوماسية معها، لكن الغريب أن الولايات المتحدة التي طالما امتدحت الجهود القطرية بمحاربة الإرهاب، واعتمدت على قاعدتها العسكرية الرئيسية في المنطقة في قطر كمحطة رئيسية متقدمة في حرب الإرهاب، تتماهى مع الحملة تماما، قائلة على لسان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه يدعم الإجراءات التي اتخذتها دول عربية ضد قطر، وصرح أن عزل قطر يشكل "بداية نهاية" الإرهاب، وخلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروماني كلوس يوهانيس، دعا ترامب قطر إلى العودة إلى صفوف الدول وطالب دولا أخرى لم يسمها بالتوقف فورا عن دعم الإرهاب ونشر الكراهية.

هكذا تتجلى خرافة "حرب الإرهاب" على الطريقة الأمريكية بأنصع صورها، فدولة قطر التي كانت تعتبر أحد أهم الشركاء في الحرب على الإرهاب، باتت متهمة برعاية الإرهاب، رغم أن كافة الوثائق والتقارير الرسمية الأمريكية التي صدرت منذ إعلان سياسة "الحرب على الإرهاب" لم تشر إلى أي دور قطري، بل أشارت إلى تورط دول مشاركة في حصار قطر. 

كان إدوارد سعيد قد خلص في مرحلة مبكرة من سيادة عصر "الإرهاب" إلى تعريف طريف ودقيق للإرهاب بحيث يصبح "هو أي شيء يقف في وجه ما نرغب "نحن" في "فعله"، فمع نهاية الحرب الباردة بحثت الولايات المتحدة عن عدو دائم ووجدت ضالتها بمفهوم "الإرهاب"، وهو اسم مفروض غير مفترض تحدده سلطة القوة وفق المصالح القومية، ففي أحد تبصرات إقبال أحمد عام 1998 قال: "أسامة بن لادن يشكل مؤشرا على أشياء ستأتي"، وعندما طلب منه بارساميان أن يوضح ما ذهب إليه، قال إقبال: "لقد غرست الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وجنوب آسيا بذورا سامة جدا هي الآن في طور النمو، بعضها نضج وبعضها لم يزل في طور النضوج، ونحن نحتاج إلى فحص الأسباب وراء غرسها وما الذي تمخضت عنه وكيف ينبغي أن تحصد. إن الصواريخ لن تحل المشكلة".

لاحظ إدوارد سعيد أن الإرهاب أصبح بمثابة ستار تمت صناعته منذ نهاية الحرب الباردة على أيدي صناع السياسة في واشنطن، شأنهم شأن مجموعة كاملة من الناس من أمثال صامويل هنتنغتون وستيفن إميرسون والذين يملكون حصتهم من ذلك الإصرار.

وقد تم فبركة المسألة لإبقاء السكان خائفين، غير آمنين، ولتبرير ما ترغب الولايات المتحدة فعله على سطح الكوكب. وبهذا، فإن أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة، سواء تمثلت بالنفط أو بمصالحها الجيو-استراتيجية في أي مكان آخر، أصبح يوصم بالإرهاب، وهو بالضبط ما دأب عليه الإسرائيليون منذ أواسط السبعينيات فيما يخص المقاومة الفلسطينية لسياساتهم، ويؤكد سعيد على أن كل تاريخ الإرهاب يجد جذوره في السياسات التي انتهجتها الإمبريالية.

لا يقتصر خلل حرب الإرهاب على نموذج الحرب والعدالة الجنائية، بل إن عدم تبني تعريف محدد لـ"الإرهاب"، ساهم في خلق حالة من التشوش الدلالي وفقدان المصداقية، بحيث أصبح سلاحا تستخدمه سلطة الدولة الديكتاتورية في مواجهة الخصوم السياسيين، أو الأعداء المفترضين فمصطلح الإرهاب بات يستخدم من قبل الأطراف المتصارعة لأهداف سياسية، وتحول إلى مفهوم ذاتي غير موضوعي؛ فالإرهاب بحسب جوزيف مسعد "اسمٌ غير مفترض، وإنما مفروض دائما؛ فالمفهوم التصنيفي الذي يحوله من ممارسة إلى هوية مفهومُ خاص لا يتسم بالتعميم، ففي الوقت الذي تصف سلطة الدولة بعض الممارسات بالإرهاب، وتنعت مرتكبيه "بالإرهابيين"؛ فإن جميع من يوصفون بالإرهابيين يرفضون هذا الوصف المفروض عليهم من طرف الدولة".

استراتيجية التسمية في هذا السياق بحسب جاك دريدا لا تأتي اعتباطا وإنما تقع في قلب استراتيجية السيطرة والهيمنة في لعبة القوة، إذ "يجب أن نرى فيها استراتيجيات وعلاقات قوى، فالقوى المهيمنة هي القوى التي تتمكن في ظروف معينة من فرض تسميتها ومن ثم فرض التأويل الذي يناسبها وبالتالي إضفاء الشرعية على هذه التسميات، بل وتقنينها على المسرح القومي والدولي. 

فبعد تاريخ طويل ومركب نجحت الولايات المتحدة في التوصل إلى اتفاق لحكومات أمريكا الجنوبية فيما بينها، على أن تخلع رسميا اسم الإرهاب على جميع حركات المقاومة السياسية المنظمة ضد النظم الحاكمة أو النظم التي فرضت في حقيقة الأمر على الحكم".

على الرغم من الخطابات البلاغية المتواترة من سدنة الإمبريالية والدكتاتورية بالتفريق بين "الإسلام" و"الإرهاب"، إلا أن سياسة الحرب على الإرهاب مشبعة بالأثر الاستشراقي الجامع بين المفهومين عبر التسمية الاستشراقية الرائجة حول "الإرهاب الإسلامي فالغرب كما يشدد إدوارد سعيد في كتابه "تغطية الإسلام": "لا يرى في المسلمين أكثر من مشاريع إرهابيين أو مزودي نفط... ومعرفة الغرب بالإسلام والشعوب الإسلامية ليست وليدة الهيمنة والمواجهة فحسب، وإنما أيضاً ثمرة لثقافة كراهية غريزية". 

إن الاكتشافات الترامبية حول الإرهاب ليست جديدة في الولايات المتحدة، إذ تسيطر الرؤية الاستشراقية الثقافوية على مجمل الآراء باعتبار نظرية "كلهم متشابهون"، فيما تفرض السياسات والمصالح نزعة براغماتية في النظر إلى المسلمين باعتبارهم "متباينون"، وقد اشتهر ترامب بكونه يتوافر على رؤية استشراقية شديدة التطرف حول الإسلام باعتباره دين الإرهاب والتطرف، وقد حفلت حملاته الانتخابية بالحديث عن "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، ولم تكن عباراته المتطرفة مجرد رطانة في سوق التنافس الانتخابي، فعقب فوزه بالرئاسة دوام على تكرار عبارته الأثيرة، وفي خطابه أمام الكونغرس في 28 شباط/فبراير الماضي تحدث حول ضرورة حماية الشعب الأمريكي من "الإرهاب الإسلامي المتطرف"، وشدّد في خطابه على الكلمات الثلاث: "متطرف. إسلامي. إرهابي".

لقد كشفت الأزمة الخليجية أن الولايات المتحدة تعتمد في تدبير سياستها الخارجية على نهج يقوم على فلسفة "براغماتية" تستند إلى تحقيق "المصلحة القومية الأمريكية" بصرف النظر عن شخصية الرئيس في أمريكا والإدارات المختلفة، وعلى الرغم من اللغط والجدال حول الفروقات بين إدارة أوباما وخلفه ترامب إلا أن كلاهما ينتمي إلى ذات الفلسفة البراغماتية الأمريكية بوجوهها المتعددة الإمبراطورية والإمبريالية والحقوقية، إذ تقوم سياستها الخارجية في الشرق الأوسط على الحفاظ على "الأمن والاستقرار" لضمان إمدادات "النفط"، وحماية أمن المستعمرة الاستيطانية الإسرائيلية في فلسطين، وذلك من خلال الالتزام بدعم الأنظمة الاستبدادية وحماية تلك المصالح من "الإرهاب" أبناء المنطقة.

أحد المفارقات الأساسية أن ترامب وجد ضالته في تحقيق رؤيته الخاصة بالإرهاب في مكان خارج الولايات المتحدة التي تتوافر على رؤى متعددة جدل المقاربات في التعامل مع الإسلام السياسي، تنقسم بين أنصار نظرية "كلهم متشابهون" التي تنظر إلى "الإسلام المتشدّد" كتيار واسع ومتماسك ومتجذّر في الدين وليس في السياسة التقليدية، وأنصار نظرية "كلهم متباينون" الذين يعتبرون أن ميدان السياسة الإسلامية ينقسم بين مجموعة واسعة من الأطياف الإيديولوجية والسياسية المتنافسة.

توضح السياسة الأمريكية القديمة والجديدة أنها لا تحفل بحليف، فقانون "جاستا" وهي التسمية المختصرة لقانون العدالة ضد رعاة الإرهاب الذي يسمح لذوي ضحايا هجمات 11 سبتمبر بمقاضاة الدول، صمم لمقاضاة الحكومة السعودية، وبحسب الرئيس السابق أوباما في حواره الصحفي الشهير مع مجلة "أتلانتيك" الأمريكية؛ فإن "دول الخليج والسعودية تؤجج الصراع الطائفي في المنطقة، وتنتفع بالمجان من خلال دعوتها لأمريكا للحرب دون المشاركة فيها" وأضاف في تصريحاته التي عرفت إعلاميا باسم "عقيدة أوباما"، أن "المنافسة الإقليمية بين السعودية وإيران أدت إلى تغذية النزاعات في اليمن والعراق وسوريا"، مطالبا المملكة بضرورة مشاركة المنطقة مع إيران، وعلل أوباما محاججته من خلال تأريخ التطرف بالقول: "لأن السعوديين والدول الأخرى دفعت بالأموال، وأعداد كثيرة من الأئمة والأساتذة، نحو البلاد، ففي التسعينات، مول السعوديون بشدة المدارس الوهابية، التي تعلم النسخة الهوياتية من الإسلام والتي تفضلها العائلة الحاكمة السعودية"، وعندما سئل أوباما "أليس السعوديون أصدقاءك؟" ابتسم وقال: "الأمر معقد".

لا يختلف ترامب عن أوباما في رؤاه الكلية، بل هو أشد في رؤيته حول الإرهاب والتطرف والإسلام، وعلاقة الدول العربية والإسلامية، وطرق محاربته، لكن متطلبات السياسة الأمريكية البراغماتية الفجة تتعامل في ظل ترامب مع منطق المقاولة والابتزاز، فالرئيس الذي تعهد كسابقيه بالقضاء على الإرهاب، أدرك سريعا تلك الخرافة، فوعوده الانتخابية بمواجهة إيران وحلفائها، وتنظيم الدولة الإسلامية وسلفها القاعدة، لم تجد صدى في التقرير الأخير لأنساق الإرهاب الذي أكد على صعوبة المهمة، ولم يكشف ترامب عن أي استراتيجية توضح طبيعة الآليات للحد من النفوذ الإيراني وتنامي الجماعات الإرهابية، سوى تكرار الوصفة السحرية بالاعتماد على الدكتاتوريات المحلية، وقد برهنت مناطق النزاع عن فشل ذريع في مواجهة إيران وحالة من العجز عن تقويض نفوذها، الأمر الذي يتطلب قفزة في المجهول بالبحث عن عدو متخيل تمثل في دولة قطر. 
  
يمكن فهم قائمة الـ (59) وقائمة الـ (12) منظمة ومؤسسة أو جمعية غالبيتها مؤسسات خيرية مسجلة لدى الأمم المتحدة الإرهابوية التي صدرت مؤخرا من طرف الدول المناهضة لقطر حول الكيانات والشخصيات التي يفترض أن قطر تدعمها، في سياق رؤية ترامب بتوسيع المدارك الإرهابوية التي لم يتمكن ترامب من اعتمادها في بلده أمريكا، نظرا لما تنطوي عليه من مجازفة تهدد الأمن القومي الأمريكي، ذلك أن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كحركة إرهابية يعمل على تنامي إيديولوجية تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة، كما أن وضع الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين على رأس الشخصيات في قائمة "الإرهاب" يصعب تبريره.

لعل وضع الدكتور يوسف القرضاوي على لائحة الإرهاب هو أكبر كارثة يمكن تخيلها، فهو العالم الإسلامي الأبرز في العالم، وقد تلقى تكريمات وجوائز عديدة من ذات الدول التي صنفته كإرهابي وكان قبل نحو شهرين ونصف فقط زار المملكة العربية السعودية كأبرز شخصية في المؤتمر الإسلامي الذي احتضنته مكة المكرمة، والتقاه وقتها رئيس هيئة كبار العلماء مفتي المملكة عبد العزيز آل الشيخ، وحصل على أرفع جائزة في المملكة، وهي جائزة الملك فيصل، كما حظي بتكريم في دولة الإمارات العربية التي منحته قبل سنوات جائزة الشخصية الإسلامية الأبرز، وإذا تجاوزنا الحفاوة والتكريم فالقرضاوي يعتبر شخصية معتدلة بأطروحاته بالمقارنة مع الشخصيات الدينية الرسمية، بل تعتبره تلك المؤسسات متساهلا في جملة اجتهاداته وفتاواه ومنها تلك المتعلقة بالفنون والموسيقى ومسألة المرأة، حيث تشن عليه تلك الأطراف حملة شعواء باعتباره داعية للتحلل والسفور والتبرج.

هكذا لم تكن الحملة على قطر بعيدة عن الثورة الترامبية والرؤية الأمريكية، فقد جسدت زيارة ترامب للمنطقة معنى "الحرب على الإرهاب" واقتصاداتها، عبر إطلاق يد الدكتاتوريات في خيارات المعالجة العسكرية الأمنية، والتخلي عن بلاغة الخطابات المتعلقة بالأسباب والشروط والظروف المنتجة للإرهاب، وفي مقدمتها انسداد أفق التغيير الديمقراطي السلمي، والنهج السلطوي الاستبدادي، والإفقار والتهميش والبطالة، والإقصاء والاستبعاد والاستئصال، والهيمنة والتسلط والإخضاع، وباتت قيم الديمقراطية والتعددية والحقوق والحريات مجرد أدوات استعمالية للتحكم والسيطرة في شعوب المنطقة.

خلاصة القول أن مغامرة ترامب بدعم وتأييد حصار قطر لا تنفصل عن الرؤية الأمريكية، فعلى الرغم من بروز أصوات أقل حدة في عداء قطر، إلا أنها تذهب معه في تلك المغامرة، وإذا ما فشلت الحملة سوف تأخذ خطوة إلى الخلف كما فعلت عشية فشل الانقلاب العسكري في تركيا، وإذا ما نجحت كما حدث عقب الانقلاب على الربيع العربي سوف تبارك تلك الخطوات.

في هذا السياق، لا تزال الحملة ضد قطر متماسكة، وهي تتمتع بدعم أمريكي، وعلى خلاف الأزمات الحقيقية التي تبدأ كبيرة ثم تشهد انفراجات، فإن الأزمة الحالية بدأت كبيرة، وأخذت تكبر أكثر، وعلى الرغم من أن ظاهر الأزمة هو "الإرهاب"، إلا أن باطنها الجيوسياسة والمصالح، وفي صلبهما السيطرة والهيمنة والصراع على النفوذ والثروة وتلك لعبة أمريكية بامتياز، فبكلمة أمريكية تصبح الأزمة شيئا من الماضي وسحابة صيف.