أزمة النفايات لا تزال ترمي بأثقالها وأعبائها وانبعاثاتها على كاهل اللبنانيين؛ وجديدها "المذري"، كارثة بيئيّة مخفيّة على ساحل المتن!
فالروائح المنبعثة على الساحل المتني والتي تكاثر التساؤل عن مسبباتها، إنكشف مصدرها وبات جليّاً للمواطن سبب "مناعته" المكتسبة لمكافحة "أمراض النفايات" والتعايش مع بيئة حاضنة للملوّثات والأمراض.
ولمعرفة أسباب هذه الروائح المنتشرة في الهواء، والتي طالت كلّ من برج حمود، الدورة، الدكوانة، جل الديب، الزلقا، الجديدة، وصولاً الى روميه وبصاليم حتى بيت مري؛ لا بدّ من اكتشاف ما يحصل في مكبّ النفايات القديم ببرج حمود.
وقد نشرت صفحة "صحة ولادنا خط أحمر"، فيديو يحمل عنوان "ماذا يحصل في مكب برج حمود في الخفاء"، يظهر عدد من الشاحنات محملة من "جبل النفايات" تنقل نفايات غير مفرزة، مواد بلاستيكية ومواد عضوية في طور التخمر.
هذه الشاحنات تفرغ، كما هو واضح بالفيديو المنشور، حمولتها من دون احتواء أو عزل على الشاطئ بالقرب من البحر.
أمّا عن المكان "المستحدث" لطمر هذه النفايات، فقد أظهرت صور تداولها ناشطون عبر موقع "فيسبوك" أنّ نفايات مكبّ برج حمّود تردم في البحر مقابل مجمع CITY MALL. واعتبر الناشطون أن ما يحصل "مجزرة بيئيّة مخفيّة".
تبعاً لتفشي النفايات وانبعاثاتها، لابدّ من ذكر الكوارث المرتقبة، وهنا حدّث بلا حرج إذ أن هذه النفايات غير المعالجة ستختلط مع مياه البحر، ما يؤدي إلى ارتفاع نسب البكتيريا والمواد الكيميائية السامّة في البحر؛ كما ان تفكك المواد البلاستيكية إلى احجام صغيرة سيهدد الثروة السمكية.
إضافة إلى ذلك، ستنشر التيارات البحرية هذه الملوّثات على الساحل اللبناني وسواحل البلدان المجاورة، ما سيشّكل خطراً لمحبّي الرياضات المائية نظراً لتسببها بأمراض جلدية وفطريات.