عبَر الفرنسي أولاند والروسي بوتين عن حقيقة تعاطيهما مع الأزمة السورية واعتبارها طاولة لمصالح تدار فيها كؤوس العنب ولامكان فيها للناطور سواء أكان النظام أو المعارضة الاَ كثنائي يلعبان لصالح مصالح غير سورية ويحققان أهدافاً ببعضهما البعض ولكن لنتائج غير سورية أيضاً.
يستميت النظام في الدفاع عن سلطة خسرها بفعل الاستبداد والفساد ولا يتوانى عن استخدام أي سلاح ومهما كانت نتائجه مشوهة لسورية تأكيداً لموقفه الثابت مابين السلطة والدمار .
وتنبش المعارضة قبوراً مضافة لمقابر النظام ايماناً منها بالجدلية نفسها وتحت سقفيَ السلطة والدمار وهي تسعى لاستغلال الفرصة التاريخية لازالة ما أمكن من هيكل دولة مركبة بطريقة هشَة من ناحية ومعقَدة من ناحية أخرى .
ايران هي الأخرى تجد في نظام الأسد بُعداً عربياً تحتاجه باستمرار لحماية نفوذاً متصلاً بأهدافها الاستراتيجية في منطقة تحرص فيها على توفير دور أساسي يتحكم بسياسات دول الجوار ويضعها في مرتبة موازية أو متجاوزة لقوتيَ تركيا واسرائيل .
لذا تناور سياسياً بطريقة مكشوفة وعسكرياً تساهم بما يحتاجه النظام للبقاء داخل المعادلة وتعتقد أن الحرب وبامتداداتها كافة أفضل بكثير بالنسبة لها من تسويات أو بدائل لن تكون سورية في الوضعية التي هي عليه داخل عرين الأسد .
أي أن سورية بلا أسد استهداف مباشر للُب المصالح الايرانية ومنزع خطر يعيد الدولة الايرانية الى الوراء في منطقة أوسطية دفعت ايران فيها الكثير من الامكانيات كيَ تصل الى ما صرح به المسؤول الدبلوماسي الايراني مُفاخراً بامتلاك الجمهورية الاسلامية لمفتاح المنطقة .
روسيا وجدت نفسها فجأة في منطقة محظورة عليها وفي سوريا هامشاً أميركياً أتاح لها فرص الشعور بحجم القوة الموروثة من الاتحاد السوفياتي . لذا تتشبس بأظافر خارجيتها بالنظام في سوريا في محاولة منها لاستدراج العرب وخاصة الخليجيين الى بزار مفتوح على المصالح الروسية لاكتساب استثمارات تنعش من خمول وجمود اقتصادها في مقارنة مع قوى أخرى مثل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان والصين .
هؤلأ هم اللاعبون الأساسيون في الملعب الداخلي للأحداث السورية والدول المعنية دولياً مثل فرنسا وألمانيا وبريطانية وعربياً مثل المملكة العربية السعودية ومصر وقطر واقليمياً مثل تركيا واسرائيل تتوزع مصالحهم وفق مشتهيات متقاربة أحياناً ومتباعدة في أحيان أخرى ألاَ أنهم مجرد أدوار تتوزع وفق رغبات الولايات المتحدة ولا يستطيعون اللعب خارج قواعد اللعبة الأمريكية . لذا يتم استنزاف الجميع في سورية لصالح الولايات المتحدة والكلَ يسعى لارضاء السيَد الآمر في السياسات الدولية ويحاول التسديد وفق الأهداف الأمريكية ولا يكترث لمخاضات الولادة المجنونة في سورية أو لبقاء هيكل دولة غير قادرة على ادارة ما كانت تديره في السابق لصالح مصالح دولية واقليمية .
من هنا يشرب الجميع أنخاب الحرب في سورية ويعصرون خمرهم من دماء السوريين ولا نعجب من نخب فرنسي وروسي على القبر السوري لأن المنطقة الخضراء في الربيع العربي هي الواحة السورية .