شدد رئيس الجمهورية الأسبق أمين الجميل في كلمة له خلال افتتاحه ندوة بعنوان "حل الدولتين وما يستتبعه: التصورات الموازية لمستقبل القضية الفلسطينية وامكانيات التسوية"، على "أهمية الندوة لتزامنها مع ذكرى مرور 50 عاما على حرب عام 1967"، مؤكدا ان "بيت المستقبل منذ تأسيسه سنة 1975 يكرس قسطا كثيرا من نشاطه دفاعا عن القضية الفلسطينية لأنها قضية حق راسخة في ضمير ووجدان كل انسان، وعلى الرغم من غرق لبنان في الحرب الأهلية، لم يفقد بيت المستقبل البوصلة يوما ورفع لواء الحق الفلسطيني دون هوادة".
ولفت إلى "إحدى أهم منشورات المؤسسة وهي مجلة حاليات، خصصت ثلث مضمونها للقضية الفلسطينية"، مشيراً إلى انه "ليس من باب الصدف أن تنعقد هذه الندوة في لبنان، لما يجمع بلدنا بالقضية الفلسطينية، ليس أقله وجود مئات الآلاف من الرعايا الفلسطينيين مقيمين بشكل أو بآخر على الأراضي اللبنانية وأوجه الشبه عديدة والمعاناة بين القضيتين، اللبنانية والفلسطينية، نستعرض بعضهاـ الإحتلال وخشية لبنان على سيادته على كامل أراضيه وعلى كيانه وعلى نظامه السياسي الديمقراطي اضافة الى محاربة الإرهاب والأصولية والتطرف والسعي نحو الديمقراطية، وتحقيق التعددية".
وأكد أن "لبنان وفلسطين ضحيتا الصراعات العربية - العربية، ونزاعات الأنظمة العربية في ما بينها، وتدخل هذه الدول في الشأنين اللبناني والفلسطيني وغالبا ما أدى الى عرقلة التسويات أكثر مما ساهم في حلها. أما بالنسبة للوضع الراهن في فلسطين ورغم الأوضاع العامة في المنطقة، وبينما نشهد متغيرات جذرية على صعيد أنظمة وكيانات العالم العربي، تعود القضية الفلسطينية الى الواجهة وذلك بفضل مقاومة الشعب الفلسطيني وجهود السلطة السياسية والدبلوماسية والمبادرات الشعبية في بعض الدول الأجنبية مثل اوروبا واميركا وتحرك الرئيس محمود عباس وهناك معلومات عن مبادرات قريبة لدفع المسار الديبلوماسي لحل القضية الفلسطينية بعد شهر رمضان المبارك"، مشدداً على ان "يجب ألا تكون المساعي الدبلوماسية على ساحات أخرى على حساب القضية الفلسطينية، كذلك يجب عدم الوقوع بفخ إنتظار حلول مشاكل المنطقة بحجة أن تساهم في حل القضية أو أن نتعاون لحل قضايا ومشاكل الإقليم وبعدها نسوي الموضوع الفلسطيني. لأن اي تقدم على صعيد القضية الفلسطينية، يحث ويشجع على التعاون لحل المشاكل والنزاعات الأخرى. فالمنطق السابق لم يجد نفعا ولا يعقل ومن غير المجدي، تعليق جهود الحل للقضية الفلسطينية ريثما يحلون بعض مشاكلهم. هذا المنطق يعطل بشكل خطير الجهود الآيلة الى حل القضية الفلسطينية، فالأولوية هي للقضية الفلسطينية وهي القضية الام وبقدر ما نعمل على حلها نكون نعمل على حل الأزمات الأخرى في المنطقة ومشاكل الأصولية والإرهاب والتطرف الإسلامي، فيما العكس غير صحيح".