لاتزال قناة الجزيرة تعرض تقارير عدة تندد بقطع العلاقات مع قطر، وتدافع عن دولة قطر وعن مواقفها، وكانت الدول التي أعلنت مقاطعة دولة قطر قد إتخذت إجراءات بوقف بث قناة الجزيرة عن قمرَي عربسات ونايلسات.
وذكرت شبكة الجزيرة إنها تعرضت لهجمات عدة وعملية قرصنة على جميع الأنظمة والمواقع الإلكترونية ومنصات وسائل التواصل الإجتماعي، ورغم ذلك إن خدماتها لا تزال تعمل، ولكن الهجمات مكثفة وتتخذ أشكالاً متنوعة."
وفي هذا السياق، كتب كيفين بونياه في موقع بي بي سي الإخباري تحت عنوان "الأزمة الخليجية: هل يمكن أن تنجو الجزيرة؟" ما يلي:
تثور مخاوف كبرى من أن مستقبل القناة قد يكون في خطر كبير نتيجة الأزمة الأخيرة التي تشهدها منطقة الخليج، ولقد تسببت الجزيرة سابقاً في أزمات دبلوماسية بين قطر وعدة دول أخرى منها مصر، المملكة العربية السعودية، العراق ودول أخرى، وربما تكون أبرزها تلك الأزمة التي نشبت بين مصر وقطر بعد سقوط نظام حسني مبارك، وجاءت بعد أزمات سابقة بين البلدين للسبب نفسه.
إقرأ أيضاً: هل تستسلم قطر؟
وقبيل الأزمة الأخيرة قررت عدة دول حظر موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت وضمنها الإمارات العربية والمملكة العربية السعودية ومصر والبحرين.
وأقدمت السعودية على إغلاق مكتب قناة الجزيرة في الرياض وسحبت ترخيص عمل القناة مؤكدة أنها تدعم "مخططات الحوثيين الإرهابية" خلال المعارك التي تخوضها المملكة معهم على حدودها الجنوبية الغربية.
وقد تكررت هذه النبرة والإتهامات كثيراً في التعامل مع الجزيرة التي تنفيها دوماً وتؤكد استقلال سياستها التحريرية بشكل كامل.
وتحدث الكاتب عن إمكانية إدخال تعديل على السياسة التحريرية للقناة ذاكراً "أن تعديل السياسيات التحريرية في وسائل الاعلام سيكون شرطاً أساسياً في المفاوضات مع قطر، وقد لا تُغلق قناة الجزيرة لكن قد تتغير سياستها التحريرية بينما تواجه شبكة التلفزيون العربي في لندن سيناريو الإغلاق التام".
إقرأ أيضاً: قطر ليست مستعدة للإستسلام، وروسيا تتدخل
هذا وتوقع الكاتب الإماراتي سلطان سعود القاسمي، "أن يطالب جيران قطر بإغلاق الجزيرة كشرط لقبول أي وساطة لتسوية الأزمة، وهو الأمر الذي قد يشكل ضربة لطموحات قطر الإعلامية ولمستقبل موظفيها الذين يزيد عددهم عن 3 آلاف شخص سواء في الدوحة أو في مختلف أنحاء العالم."
وتحدث الكاتب عن تغيير لهجة القناة إذ ذكر أنه "في عام 2007 ترددت أنباء مفادها أن قطر تعهدت بتغيير سياستها لإسترضاء السعودية وإنهاء أزمة دبلوماسية معها، وبناءً على ذلك صدر قرار في الجزيرة بعدم تناول أحداث تمس السعودية دون الإستشارة مع القيادات العليا، وذلك حسب ما أكد أحد العاملين في غرفة التحرير بالقناة لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية قائلا "جميع الأصوات السعودية المعارضة إختفت من الشاشة".