امتيازات عديدة قد يحصدها الرجل الذي يفكر في الزواج من الفتاة المستقلة مادياً. ورغم الاعتقاد السائد عند بعض الرجال بعدم قدرة الفتاة المستقلة على إنجاح الحياة الزوجية، إلا أنها فعلياً قادرة على تدبُّر أمورها دون العودة إلى زوجها، بخلاف المرأة المعتمدة مادياً على زوجها فإنها تُعامل على غرار: “يفقد الإنسان كرامته حين يعجز عن الإنفاق على نفسه”.
فحين تتخذ المرأة المستقلة مادياً قرارها في بناء علاقة عاطفية مع الرجل، في الوقت الذي تكون فيه مرتاحة نفسياً، يعني أن اختيارها كان لشخصه وذاته، وليس لأوضاعه الاقتصادية.
فكيف ينظر الرجل للمرأة المستقلة مادياً؟
أوضح الباحث وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي أن "نظرة الرجل للمرأة المستقلة مادياً تختلف من رجل لآخر، وتخضع عملية التقييم لها حسب دورها الذي تؤديه في المنزل، ومدى مساعدتها في تنظيم شؤون الأسرة".
وقال الخزاعي إن "بعض الرجال يجدون فيها تلك المرأة المتمردة، التي تستطيع الإنفاق على نفسها، ولا تحتاج لوجود رجل في حياتها، لذلك لا يفضلون الارتباط بها، وخوفاً من فرض رأيها في كل ما يتعلق بشؤون المنزل".
بالمقابل، هناك فئة من الرجال ترى ضرورة الارتباط بالمرأة العاملة، بهدف التشارك في توفير الإمكانيات المادية الجيدة للأسرة، وتحسين الظروف المعيشية للأسرة، بينما فئة أخرى تفضّل الارتباط بالمرأة العاملة كي تتّكل عليها في مصاريف المنزل كله، تحديداً إذا كان دخل الزوج غير كافٍ.
وبيّن الخزاعي أن "هناك خطورة من وراء ارتباط الرجل بالمرأة المستقلة مادياً، خصوصاً إذا كان دخلها الشهري أعلى من دخل زوجها، بحيث يبدأ بالضغط عليها كي تترك العمل تخوفاً من سيطرتها على الأمور المنزلية، أو تصبح المنافِسة له في كل الأمور الحياتية".
وبحسب تفسير الخزاعي، فإن "السبب وراء ازدياد حالات الطلاق في المجتمع العربي، يرجع إلى عمل المرأة التي لا تستطيع التوفيق بين العمل ومتطلبات المنزل وتربية الأبناء، فتصبح عالقة بين مسؤوليات العمل وبين مسؤوليات العائلة ومسؤوليات الزوج الذي قد يعتمد عليها في نفقات المنزل بصفة كبيرة. هذه الأسباب تجعل الزوجة العاملة تطلب الطلاق، بمقابل حفاظها على عملها واستقلالها اقتصادياً ومادياً، كي تنفق على نفسها دون الحاجة للآخرين".
(فوشيا)