قد يبدو لبنان بعيداً جغرافياً عن الخلافات الخليجية، أو التّفجيرات الإنتحارية الأخيرة في إيران، لكن ذلك لا يعني أنه لن يتأثر بكلتا الحادثتين، ولا شك أن ما يحصل في المنطقة له تأثيراته وتداعياته على لبنان، خصوصاً أن لبنان منقسم إلى فريقين، قد يؤيد البعض المقاطعة الخليجية لقطر ويرفضها الآخر.
وكذلك الحال في ما حصل في إيران بعد التّفجير الإنتحاري في مقر مجلس الشورى الإيراني، فلبنان ذلك الذي لم يترك مسألة داخلية إلا واختلف أفرقاءه عليها، حتماً سيختلف على الأمور الإقليمية والدولية.
إقرأ أيضاً: عمليات التجميل: جَمِلي عقلك قبل شكلك
وفي الأزمة الخليجية، وقطع العلاقات بدولة قطر، سيبدو موقف لبنان صعباً، خصوصاً أن المملكة العربية السعودية لم ترحم قطر الشقيقة من مواقفها الأخيرة المعارضة لقراراتها، فكيف لها أن ترحم لبنان إذا حاول دعم قطر؟
ويبدو أن لبنان في هذه الحالة يسلك طريق الحياد كأفضل وسيلة له ولشعبه، ولن يتدخل في الشؤون الخليجية، وسيحاول قدر المستطاع المحافظة على علاقاته التجارية والسياحية مع دول الخليج، دون التّطرق إلى أزماتها وخلافاتها السياسية.
لكن لحزب الله موقف آخر، فلن يمل أمينه العام السيد حسن نصرالله من مهاجمة السعودية والبحرين، وإبداء وجهة نظره من التّطورات الحاصلة، ولن تمل الأطراف السياسية اللبنانية من التّعليق سلباً أو إيجاباً على الأزمة الخليجية كوجهة نظر على الأقل دون موقف رسمي لبناني محدد.
إقرأ أيضاً: مسرحيات الإجرام في لبنان: اعتقلوا زعران الطرقات
أما عن التّفجيرات الأخيرة في إيران، كانت الإدانة الطريق الأسهل على الأطراف اللبنانية، ولكن إدانة عن إدانة تختلف، فهناك إدانات على شكل الشماتة أو على الأقل تحميل إيران مسؤولية ما وصلت إليه، وإدانات أخرى على شكل إتهامات، وأبرزها ما صرح به وزير الصناعة حسين الحاج حسن، حيث إعتبر "أن دولة عربية لم يسمها، تقف وراء الهجمات الإنتحارية في إيران".
وبدوره دان حزب الله في بيان له، التّفجير الإنتحاري في مقر مجلس الشورى الإيراني، ورأى أن "هذه الجريمة المزدوجة هي محاولة للمس بأمن الجمهورية الإسلامية واستقرارها، والتأثير على قرارها الثابت في الوقوف إلى جانب حركات المقاومة في المنطقة، وعلى موقعها كقلعة متينة في مواجهة الهيمنة والإستكبار والإرهاب".
وأخيراً، الأفضل للبنان أن يكون على الحياد، لأنه لا ينقصه توترات وأزمات جديدة، فحتى أزماته الإنتخابية لم يحلها بعد!