لا تزال المشاورات بشأن القانون الإنتخابي الجديد تراوح مكانها، وبالرغم من الأجواء الإيجابية التي تعكسها وسائل الإعلام إلا أنّ المشاورات لا تزال على حالها دون تقدم مع إصرار التيار الوطني الحر على إدخال العامل الطائفي في إحتساب الأصوات.
طالب النائب في كتلة التغيير والاصلاح ابراهيم كنعان بعد اجتماع الكتلة يوم أمس بتحديد عتبة النجاح للمرشح على أن تكون 40% من الحاصل الإنتخابي ضمن طائفته، ذلك لأننا في نظام يتطلب تأمين تمثيل فعلي لا يكون على حساب من يمثل منطقته وطائفته ودائرته، ولم تكتف التيار بالحاصل الإنتخابي (مجموع عدد المقترعين مقسماً على عدد المقاعد)، كشرط لفوز أيّ لائحة بمقعد واحد، بل ذهب أبعد من ذلك عبر إدخال مشروع رئيس الحزب جبران باسيل التأهيلي بشكل أو بآخر الى النظام النسبي في محاولة لعودة القانون التأهيلي الذي أعده رئيس التيار جبران باسيل.
إقرأ أيضًا: تفاصيل الخرق الأمني في إيران
التيار الوطني الحر لا يزال يمعن في محاولات تكريس الطائفية كخيار إنتخابي وغير إنتخابي، وقد باتت العصبية المذهبية والطافية تتحكم بسياسية التيار الوطني الحر كخيار يعمل عليه دائمًا، من نغمة حقوق المسيحيين الى نغمة جديدة بالمطالبة بإحتساب أصوات الطائفة في القانون الجديد لا يزال التيار الوطني الحر يمعن بوضع العراقيل أمام إنجاز القانون الجديد في محاولة أصبحت مكشوفة تعبّر عن سياسة التيار الطائفية في كل الإتجاهات.
وتأتي مطالب التيار العوني حول قانون الإنتخاب لتعيد الى الاذهان طروحات الإنعزالية السياسية والأحلام القديمة وإن هذه المواقف لا تدل على أننا امام اتفاق قريب من الحل، ما لم يتراجع أصحاب المطالب التعجيزية عن مطالبهم التي أثارت اشكاليات سياسية كبيرة وخطيرة، في اللحظة الأخيرة.
إقرأ أيضًا: هكذا نجت الضاحية من عملية إنتحارية جديدة
هل أصبح شعار التغيير والإصلاح شعارًا طائفيًا؟ وهل بالطائفية وحدها يستطيع التيار تطبيق شعاراته وأهدافه؟ إن التمادي في إعتماد اللغة الطائفية في البلاد من قبل التيار الوطني الحر وفرض هذه اللغة على قانون الإنتخاب هو تأجيج جديد للصراعات الطائفية في البلاد وقد دفع لبنان في السابق ثمنًا غاليًا للتخلص منها.
التغيير والإصلاح شعار أفرغه التيار الوطني الحر من محتواه وأهدافه لينقلب التيار على نفسه كفريق طائفي لم يعد يهمه سوى أصوات المسيحيين وهو مسعى خائب في ظل الرفض الوطني الكبير لمحاولات توظيف قانون الإنتخاب في بازار الحسابات الطائفية الضيقة.