على أبواب الحرب، أو الحصار، أو الإنقلاب أو أي تسمية أخرى، فما من وصفٍ دقيق للمشهد الخليجي حتى الساعة، وما يجري حالياً هو عملية بدأت بقطع العلاقات مع دولة قطر ومحاصرتها إقتصادياً وسياسياً وإجتماعياً، وصولاً إلى التّمهيد إلى حربٍ عسكرية.
والكل مترقب لردة فعل الدولة القطرية خصوصاً بعد أن رفضت الخارجية القطرية وضع البلاد تحت الوصاية، وحتى الآن تُشير المعلومات إلى ثمة رفض قطري للإستسلام للضغوط؛ فهل ستكون قطر وحيدة في مواجهة هذا التّحالف (السعودي، الإماراتي، البحريني، المصري، اليمني والليبي)؟
وماذا عن مواقف كل من الولايات المتحدة الأميركية، تركيا، وإيران؟
إقرأ أيضاً: مرحبًا بقطر في الهلال الشيعي
بعد مواقف الأمير القطري تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني الأخيرة، أعلنت المملكة العربية السعودية بالتعاون مع دولة الإمارات، البحرين، مصر، اليمن وليبيا قطع علاقتها مع دولة قطر، وبعدها تلتها الإجراءات التالية:
- قطع العلاقات الدبلوماسية وإطلاق السفارات وطرد الرعايا.
- فرض خنق وتضييق سياسي وإقتصادي على قطر، وإتهامها بتقديم الدعم لإيران.
- فرض حصار بحري وجوي صارم.
- إتهام قطر برعاية الإرهاب.
- سحب الإستثمارات وإغلاق الحدود البرية والأجواء والمياه.
- السعي إلى ضم دول خليجية إلى هذا التّحالف كالكويت.
- وقف بث قناة الجزيرة عن قمرَي عربسات ونايلسات، و قنوات مموّلة من قطر.
- السعي إلى تغيير القيادة القطرية وفقاً لتنازلات سياسية وأمنية، وإستعداد شخصيات من العائلة الحاكمة للقيام بإنقلاب على الأمير الحاكم.
- وأخيراً، تدخل عسكري سعودي مباشر.
إقرأ أيضاً: إيران الممر الوحيد المتبقي لقطر
وسط كل تلك الإجراءات، أرجأ أمير قطر خطابه أمس، مقرراً تأجيل إلقاء كلمة للشعب القطري، في وقت قرَّرت فيه الدوحة عدم الرد بإجراءات مماثلة، وذلك لمنح دولة الكويت الفرصة للعمل على إنهاء تلك التّوترات.
وبدوره قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، "إن الدوحة مستعدة لقبول جهود الوساطة لتخفيف التوتر".
ومن جهة أخرى، تُرجح المعلومات إلى أن تتجه قطر إلى المواجهة لا بل التّهديد، حيث لفتت صحيفة الديار إلى إمكانية "تهديد قطر بتسريب أسماء دول متورطة بالإرهاب في المنطقة، ونشر بعض الوثائق السرية المرتبطة بدور الإستخبارات السعودية والإماراتية في تمويل وتجهيز مجموعات مسلحة عملت إنطلاقاً من الأراضي اللبناني، وتم تنسيق هذا الأمر مع مجموعات عمل تم فرزها لهذه المهمة من قبل أحزاب وتيارات سياسية تورط عدد من قياداتها ونوابها والمحسوبين عليها في بعض الأجهزة الأمنية."
أما الولايات المتحدة من جهتها، فقد أعربت عن صدمتها من قرار السعودية حسب ما أفادت وكالة رويترز، مع العلم أن معلومات كثيرة أشارت إلى أن التدخل العسكري السعودي سيكون بتغطية أميركية.
ومن جهته، أعلن البيت الأبيض أمس الإثنين أنه ملتزم بالعمل على تخفيف حدة التوتر في الخليج، محاولاً تهدئة الأجواء بين قطر والسعودية.
ولأميركا أسبابها التي تدعو إلى تعزيز التّهدئة، حيث أوضحت الوكالة "أن قطر تستضيف أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط في "العديد"، وهي نقطة إنطلاق للضربات التي تقودها الولايات المتحدة على الجماعة المتطرفة المسلحة التي استولت على أجزاء من سوريا والعراق".
إقرأ أيضاً: زلزال سياسي يضرب دول الخليج العربي
وبدورها أعلنت طهران إستعدادها لتأمين السلع الرئيسية للدوحة في ظل الحصار الخليجي، بإعتبارها المنفذ البحري والجوي الوحيد لقطر.
أما تركيا الحاضن الإقليمي لقطر، أكدت أنها ستقدم كل أشكال الدعم لإعادة الوضع إلى ما كان عليه، وأوضح وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو في تصريحاته أنه يتوجب مواصلة الحوار في كل الظروف وحل المشكلات بطريقة سلمية.
وأخيراً، إن الأزمة عميقة جداً بين دول التعاون الخليجي، إذ يرجح الكثيرون أن قمة الرياض هي السبب لاسيما بعد مجيء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي سرَع في توتر العلاقات وصولاً إلى قطعها كلياً مع قطر.
وتلك الإجراءات لم تأتي نتيجة تصريحات الأمير القطري الأخيرة أو الأخبار الملفقة التي نُشرت على وكالة الأنباء القطرية بعد تعرضها للإختراق، فالكل يؤكد على أن سياسة السعودية والإمارات تتعارض مع سياسات قطر الإقليمية.
وتُشير المعلومات أن قطر قد تضطر إلى أن تُلبي بعض المطالب السعودية، مثل طرد الإخوان المسلمين، والإنصياع لبعض السياسات السعودية، وعدم البحث عن إستقلالية القرار القطري، أو قد تضطر إلى المواجهة ورفض الإنصياع.