بين عشية وضحاها تبين أن دولة قطر هي التي تدعم جميع الحركات الإرهابية والمتطرفة والمقاومة بشقيها السنية والشيعية من داعش إلى الأخوان المسلمين وحزب الله وأنصار الله وغيرهم وتستهدف إسقاط عدد كبير من الأنظمة العربية لتبرير قطع العلاقات معها وفرض الحصار عليها.
وفعلًا حُصرت دولة قطر من قبل جميع جيرانها العرب وهم المملكة السعودية والبحرين والإمارات ولم يبق لها ممر بحري وجوي إلا إيران.
إقرأ أيضًا: مرحبًا بقطر في الهلال الشيعي
إيران تعرف جيدًا بأن قطر لا تملك المكونات الإستراتيجية لدولة قوية ولا تملك قوة الصمود أمام الوصاية السعودية في الأمد البعيد ولهذا طالبت إيران على لسان المتحدث بإسم وزارة الخارجية بهرام قاسمي جميع الأطراف الجلوس على طاولة الحوار وحل الخلافات فيما بينهم عبر الطريق الدبلوماسية بدل الإستقواء بالدول الإستكبارية.
كما غرد وزير الخارجية محمد جواد ظريف على تويتر: "إن الجيران تظل جيرانًا، والجغرافيا لا يمكن ان تتغير، والحل ليس بالضغط أو التهديد وأن الحوار ضروري خاصة في شهر رمضان المبارك".
موقف إيران الحازم ينشأ من معرفتها بأن التقرب إلى قطر خلال هذه الأزمة يسبب في المزيد من الضغوط عليها كما يدخل إيران إلى صراع جديد هي في غنى عنه نظرًا للظاهرة الترامبية المسيطرة على البيت الأبيض.
فإن إيران التي جمدت قسمًا من انشطتها النووية المسموحة بعد مجيئ ايران تستغني عن تخصيب الأزمة مع السعودية والبحرين وترامب الذي ظهر في موقع المدافع عنهما وكان لافتا دعوة المرشد الاعلى خلال خطابه بمناسبة الذكرى السنوي لوفاة الإمام الخميني إلى حوار بين الشعب البحريني والحكومة البحرينية وتأكيده على أن القضية البحرينية شأن داخلي مما يدل على أن إيران لا تريد التصعيد في المجال الإقليمي.
إقرأ أيضًا: روحاني يتجاوز عاصفة تهمة التزوير
لا شك في أن إيران مستفيدة من فرض الحصار على قطر، إذ لم يبق لقطر ممر جوي وبحري إلا مع إيران، وفور إغلاق الدول الثلاث حدودها الجوية مع قطر إستبدل الطيران القطري الممر الجوي الإيراني بها، كما أن قطر ستتحول إلى سوق جديد للمحاصيل الغذائية الإيرانية، ومع هذا لا تريد إيران ملأ الفراغ السعودي لقطر حيث أن المتغيرات الواقعية لا تسمح بذلك وبناء عليه تتجنب إيران خلق إصطفاف جديد وجبهة جديدة أو المحاولة لإضافة عاصمة جديدة على العواصم العربية التي تتشكل هي معها محور المقاومة، حيث أن محور حزب الله للمقاومة لا يجتمع مع محور الإخوان المسلمين للمقاومة الذي ترعاه قطر.