طرحت زيارة رئيس حركة حماس في قطاع غزة، يحيى السنوار، إلى مصر العديد من علامات الاستفهام حول أهداف حركة حماس من هذه الزيارة، التي تأتي في وقت تمر فيه الحركة بضغوط سياسية واقتصادية هي الأصعب منذ فوزها بالانتخابات التشريعية قبل نحو عشر سنوات.
وفي أول زيارة خارجية له منذ انتخابه لقيادة الحركة في غزة في شباط/ فبراير الماضي، وصل السنوار، الأحد، على رأس وفد سياسي وأمني رفيع المستوى من قيادة الحركة، في زيارة مفاجئة لم يكشف عن تفاصيلها حتى اللحظة.
ويضم الوفد شخصيات سياسية وأمنية، أبرزها عضو المكتب السياسي للحركة روحي مشتهى، وقائد الأجهزة الأمنية في غزة توفيق أبو نعيم.
تطوير العلاقات
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة حماس في غزة، حازم قاسم، إن "هذه الزيارة تأتي استكمالا لزيارات سابقة قامت بها قيادة الحركة في سياق التواصل والتنسيق المستمر مع الأشقاء المصريين، بهدف تطوير العلاقات الثنائية، وبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة".
وأوضح قاسم لـ"عربي21" أن الوفد "سيناقش الوضع الإنساني في غزة في ظل الحصار الإسرائيلي المفروض عليه، ودور مصر في التخفيف من هذا الحصار، وضرورة فتح معبر رفح للمسافرين الفلسطينيين"، الذي لا يزال مغلقا منذ نحو ثلاثة أشهر، بالإضافة إلى ضبط الأمن على الحدود، لما له من مصلحة قومية وأمنية للجانبين"، على حد قوله.
ويرى كثير من المراقبين أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة، فهي الجولة الخارجية الأولى للسنوار، الذي جاء انتخابه زعيما لحركة حماس في غزة لافتا، باعتباره أول شخصية عسكرية تتقلد مثل هذا المنصب في حماس منذ تأسيسها قبل ثلاثين عاما.
رؤية ومواقف الحركة
أما نائب رئيس كتلة حماس البرلمانية في المجلس التشريعي، يحيى موسى، فقال لـ"عربي21" إن زيارة وفد الحركة للقاهرة برئاسة السنوار تأتي في إطار "نقل الحركة لرؤيتها السياسية القادمة للأشقاء المصريين، واستعراض مواقفهم تجاه التطورات والأحداث التي شهدتها المنطقة مؤخرا".
وتشهد العلاقات بين الجانبين نوعا من التوتر، في أعقاب الاتهامات المتكررة للمسؤولين المصريين للحركة بالتساهل في عملية ضبط الحدود، والسماح لـ"الإرهابيين" بالتسلل إلى سيناء لتنفيذ عمليات ضد الجيش المصري، وهو ما نفاه قاسم، قائلا: "حماس حريصة على الحفاظ على الأمن القومي المصري، ولن تسمح بأن تكون الحدود الجنوبية لغزة متوترة تحت أي ذريعة كانت"، كما قال.
ملفات سياسية وأمنية
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة، مأمون أبو عامر، إن هذه "الزيارة التي يقودها السنوار للقاهرة ستأخذ طابعا سياسيا وأمنيا على حد سواء، "ففي الشق السياسي، ستحاول الحركة استعراض رؤيتها المستقبلية بعد انتخاب قيادتها الجديدة وتولي السنوار قيادة الحركة في غزة".
أما في الشق الآخر، فسيكون ملف "الأمن على الحدود حاضرا وبقوة في اجتماع الجانبين، وما سيترتب عليه من تقديم الجانب المصري تسهيلات تجارية وإنسانية لسكان غزة، ومحاولة فتح معبر رفح لمرور الحالات الإنسانية"، على حد قوله.
وأضاف أبو عامر لـ"عربي21": "مصر ترى في حركة حماس لاعبا مهما ومؤثرا في القضية الفلسطينية، لذلك ستحاول القاهرة توضيح رؤيتها ودورها المستقبلي في إدارة الملفات العالقة كملف الجنود الإسرائيليين الأسرى، الذين تحتجزهم حركة حماس منذ الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة صيف 2014"، وفق تقديره.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، جهاد حرب، إن زيارة وفد حماس إلى الأراضي المصرية تأتي في "إطار محدود مرتبط بالموضوع الأمني، والحفاظ على الحدود، ومنع هروب المجموعات المسلحة في سيناء، لافتا إلى أن ذلك قد تقابله مجموعة من التسهيلات المصرية لقطاع غزة.
وبيّن حرب في حديث لـ"عربي21" أن "رئاسة يحيى السنوار لوفد الحركة تؤكد على أن الملفات الأمنية ستحضر بقوة في اجتماعات الطرفين أكثر من الموضوعات السياسية"، كما قال.
خالد أبو عامر