لا يتقبل الانسان عادةً فكرة فقدان شخصٍ أحبّه وكنّ له مشاعر الحب والاهتمام، رغم أنه لم يعطه حقّه، وخال انه سيعود ليحصل عليه ساعة يشاء. إنها المجانية في الحب، التي تتحوّل مع الوقت الى رهان خاسر. هذا لا يعني ان مشاعر الحب موقتة، ولكن قد يكون الوقت كفيلاً بقلب الصفحة أو تغيير الصورة المكوّنة عن الحبيب في ذهن الشخص. لكن المحبوب لا يعي ذلك، ويخال أن الشخص الذي يحبه سيبقى وفياً له، ولذلك يضعه في خانة متأخرة من اهتماماته. ويعود ليطالب به عندما تفشل طموحاته التي عادةً ما تبنى أيضاً على أسسٍ خاطئة. فلماذا يعود الحبيب دائماً بعد فوات الأوان؟
تقول المعالجة النسقية التحليليلة إليانا القاعي لـ "النهار" إن "كل فرد يُعاني على طريقته الخاصة بعد انتهاء قصّة حبّه، فكيف بذلك الشخص الذي يكون ضامناً شريكه الى الأبد ويجد فجأة أنه خسره"؟ وتشير الى أن "هذا النوع من الأشخاص يريد الحصول على ما يريد ويعتبر نفسه الرابح الأول والأخير في كل شيء، لذا من الصعب عليه تقبل الخسارة، وبخاصة أن قرار التخلّي لم يكن قراره". ماذا عن النتائج التي تترتب على هذا النوع من الخسائر؟ تجيب أن "الشريك الخاسر يُمكن أن يشعر بالغضب الشديد ليس لأنه خسر أحداً، إنما لأنه يعتبر أن هذه الخسارة قد مسّت نرجسيّته وكرامته فيصبح التلاعب والانتقام همّه الأول والأخير".