بعلبك بإسمها الذي كان منذ عهد التاريخ للحضارات منارة مشرقة ، بضوء شمسها المطلة من شرق لبنان ، بعلبك التي تغنى بها عمالقة التاريخ و كتابها و شعراء الأمجاد ، هي لؤلؤة بيضاء عجز المنقبون عن فهم ماهيتها ، هي أرض الرومان و الإغريق و الفنيقيين و هي جغرافية التاريخ و فلسفة الفن و منبع المعارف التي أذهلت الدنيا في الماضي بعظمة الهندسة و صعوبة الإنجاز.
هي بسحرها و بجمالها و بمحبة ناسها الطيبين كنز ثمين و سفينة العالم و مفتاح الحضارات.
إقرأ أيضا : هل إستطاع إفطار بعبدا إنهاء الخلافات الإنتخابية؟
نعم هذه هي مدينة بعلبك ولا تتعجب من ذلك و لطالما تغنى الكل بها , أبناؤها ومحبيها الأصليين كخليل مطران و سعيد عقل و جبران و كل مرء مرَ بها و تركت له أثرا جميلاً لن ينساه حتى الممات ، ولكن تغير الزمان عنها و صارت تغدو اليوم كالزهرة المتفتحة اللامعة ولكن ومكسورة الظهر بعبث أبناءها الجدد الذين جاؤوها بالفوضى فتحول الخير معهم إلى ساحات إقتتال فغابت الحكمة عن أهلها و ناسها و تفشت أمراض الأحقاد من جديد ، و بعيدا عن الوجدانيات, بعلبك بإسمها الذي كان منذ عهد التاريخ كانت للحضارات منارة مشرقة ، سأحكي بكلماتي المتواضعة ما يحصل في تلك المنطقة في هذه الأيام ، لقد أصبحنا في عام ٢٠١٧ وما زالت منطقة بعلبك تعاني ما تعانيه من إنخفاض في مستوى البنى التحتية وغلاء المعيشة و سيطرة الفقر على معظم عائلات تلك المنطقة وفي وضع مأساوي ، وكل هذا لا يكفي أهل المنطقة من إهمال و مماطلة من قبل الدولة إلا أن الأمن أيضا بات في مستوى غير مقبول فسيطرة الأحزاب و خصوصا الثنائي الشيعي والذي بتدخله بالقوة و أقصد هنا قوة السلاح و السياسة ، حول بعلبك غابة تسكنها كل الحيوانات المفترسة ، حقا وضع غير مقبول، تفلت السلاح في كافة المناطق اللبنانية يشكل خطرا كبيرا على حياة المواطنين اليومية إذ أن تدخل الأحزاب بأداء الدولة يجعل من القوى الامنية و الجيش عاجزين عن محاسبة المتورطين ، فكل ذئاب المنطقة يحملون هاتفا يجعلهم قادرين على التخلص من أي مأزق و فقط بمكالمة بسيطة لمسؤول حزبي في المنطقة يخرج من السجن بخمس دقائق .
إقرأ أيضا : 5 حزيران الهزيمة المستمرة!!
نعم , أيضا لا تتعجب هكذا صارت منطقة الأمجاد ، و كل تلك الذئاب معدودة و معروفة وموجودة و كل المواطنين في البقاع يعرفون يد الدولة الحديدية و كيف بإمكانها إيقاف كل مرتكبي الجرائم و حاملي السلاح غير الشرعي.
من هنا معالي وزير الداخلية نهاد المشنوق يعرف حتما ما يجري و كل يوم و نعرف مواقفه الجريئة و لكن كل الناس في المنطقة يشكون مطالبهم للدولة إذ وبلمح البصر كلما نزلت القوى الامنية على الأرض تختفي كل سيارات المطلوبين و كل من يعملون ضد الدولة و القانون لذلك هل للدولة دور وسلطة للقبض على هؤلاء الخارجين عن سلطة القانون ؟
أم أننا علينا أن ننتظر ٣٠ سنة إضافية لنصل إلى حلول في تلك المنطقة ؟!