حتى اللحظة لم يصدر القضاء اللبناني أي حكم قضائي يتعلق بقضية فرح جواد قصاب التي توفيت إثر خضوعها لعملية تجميل على يد الطبيب ذائع الصيت نادر صعب ومنذ وفاتها لم تعلن بعد الهدنة بسبب حرب شنها رواد العالم الإفتراضي عليه فأهانوه كإنسان وكطبيب على حد سواء..
تناقضات في قضية فرح غابت عن أذهان الذين اتبعوا عواطفهم في إطلاق الأحكام وإذ أن المعلومات التي روتها صديقتها في تسجيل صوتي مع والد الضحية تخالف تمامًا ما قاله طبيب العائلة بما يتعلق بالسبب الرئيسي الذي دفع فرح لإجراء عملية تجميل، أكدت الإعلامية نضال الأحمدية في تغريدة لها أن المعلومات التي تم تداولها حول الطبيب نادر صعب كلها كاذبة وسيقاضيهم مرفقة المنشور بعبارة "يا عيب الشوم على هيك مستور"، وتضامن الفنان الكوميدي شربل خليل مع د.نادر صعب قائلًا " إبداعك بمهنتك نادر والنيل منك صعب.. تحية لك بوجه حملة التجني عليك".
إقرأ أيضًا: 10 ضحايا على الأقل في أسبوع واحد.. من يقتل شباب لبنان بحوادث السير؟
هذا التضامن الذي يؤكد أن هناك حملة ممنهجة للنيل من شخص صعب تؤكده ما أثير من فترة من جدل حول مقطع تصويري لملكة جمال، الأمر الذي أدى لإمتعاض واسع على صفحات التواصل الإجتماعي .
إلا أن هذا الإمتعاض والإتهامات الواسعة التي شنت على صعب بتهمة "اللعب بخلقة الله" و"الجمال الطبيعي نادر وصعب" إلا من أشخاص وربما فتيات يقفن يوميًا ساعات وساعات أمام المرآة ليُظهرن للعالم جمالهن ويحاولن عدم الظهور إلا بوابل من مستحضرات التجميل.. أليس هذا أيضًا تغيير في فراسة الوجه؟
أسئلة كثيرة لم أجد إجابتها حتى الآن لماذا نهاجم صعب ونتهمه بما نحن نسعى اليه "الجمال السليكوني؟" لماذا نقول أن الجمال الطبيعي نادر وصعب ونحاول بشتى الطرق تغيير أنفسنا؟
الطبيب ليس "إله" إنما بشر قد يخطىء أو يصيب وما اللوم يقع إلا على الهوس والرغبة في الكمال فنادر صعب لم يصبح رقمًا صعبًا في الوصول إليه إلا بفضل نساء مجتمعنا المهووسات بالكمال، غير المقتنعات بأشكالهن..
وإن أردنا الحقيقة لإعتبرناه ضحية الهوس، ضحية عدم القناعة لكن السؤال الأهم "لماذا أخذت قضية فرح كل هذه الضجة الإعلامية علمًا أن في لبنان فتاة قتلت على يد طبيب تجميل أيضًا لكن شموع قضيتها إنطفأت بسرعة البرق؟