نشر الكاتب التركي أحمد نسين مقالا مثيرا بشأن المحاولة الانقلابية التي شهدتها تركيا في الخامس عشر من يوليو/ تموز.
وفي مقال له بعنوان “لماذا نفذ أردوغان هذا الانقلاب” أفاد نسين أن أردوغان الذي أقصته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اضطر لتنفيذ الانقلاب عندما بدأ بفقدان شعبيته داخل تركيا عقب تمكن حزب الشعوب الديمقراطي الكردي من الدخول إلى البرلمان كحزب مستقل، واضطر لإلقاء التهمة على طرف آخر.
وأشار نسين في مقاله إلى تصريحات رئيس لجنة التحقيق في المحاولة الانقلابية التابعة للبرلمان رشاد بتك على قناة خبر ترك،والتي زعم فيها أن حركة الخدمة كانت ستسيطر على الدولة في غضون عامين أو ثلاثة إن لم تنفذ محاولة الانقلاب في تلك الليلة، مفيدا أن كل الأسرار المتعلقة بالمحاولة الانقلابية مستترة في تلك الجملة.
وأضاف نسين أن عبارة رشاد بتك هذه دليل على عدم تنفيذ فتح الله غولن للمحاولة الانقلابية، متسائلا: لماذا سيبادر زعيم أو فريق في وضع كهذا على تنفيذ محاولة انقلابية في الوقت الذي لم يتبقَّ سوى القليل على سيطرتهم على الدولة؟
وأوضح نسين أن غاية ما يمكن أن تصل قوةغولن داخل الجيش هي رتبة اللواء كحد أقصى،ومن الممكن أن تكون هناك عدة لواءات لكنها لاتتمتع بالقوة الكافية لتنفيذ انقلاب مشيرا إلى أن هذا الانقلاب كان من تنفيذ الضباط التابعين لحلف الناتو، وتم استغلال جنود متعاطفين مع غولن خلاله، على حد زعمه.
وشدد نسين على أن الطاقم الذي أعلن جنرال أمريكي عقب الانقلاب أن السلطات التركية قامت بحبس ضباط حلفاء للولايات المتحدة هو طاقم مؤلف من ضباط حلف الناتو.
هذا وأكد نسين أن أردوغان كان يعي جيدا أن تركيا لن تغادر الناتو لتنضم إلى منظمة شنغهاي للتعاون، بقدر معرفته بأن تركيا لن تلجأ إلى الشريعة، مفيدا أن أردوغان كان مضطرًا لإعلان هذا بإصرار كي يغضب الضباط التابعين لحلف الناتو ومن ثم يبادر هؤلاء الضباط إلى التخلص من طاقم “أرجنكون” الداعمين لمنظمة شنغهاي.
يُذكر أن أردوغان والحكومة التركية سارعت عقب المحاولة الانقلابية باتهام غولن وحركة الخدمة بتدبير المحاولة الانقلابية، غير أن غولن رفض الاتهامات الموجهة إليه. ورفضت الحكومة التركية مقترح غولن بتشكيل لجنة دولية للتحقيق في المحاولة الانقلابية، إلا أن مؤسسات دولية كالمخابرات الأمريكية وحلف الناتو والمخابرات البريطانية والأوروبية والألمانية نشرت تقارير تستبعد نظرية تدبير حركة الخدمة للمحاولة الانقلابية، وتكشف يد أردوغان فيها وتوظيفها في تصفية معارضيه.
(زمان التركية)