ما عادت المرأة راضية عن ما تراه على مرآتها، ما عادت راضية عن حجم عينيها، عن حجم أنفها، أو حتى شكل وجهها ككل، لا بل وصلنا إلى مرحلة تغيير كافة ملامح الجسد وشفط الدهون، وتكبير وتصغير أو حتى إلغاء أجزاء من الجسد بشكل مبالغ فيه يصل إلى حد الهوس.
ما عادت علبة المكياج تكفيها، ما عاد قلم الكحل يكفي لرسم ملامح عينيها، وما عاد أحمرالشفاه يُقنعها، وأمورٌ كثيرة ما عادت تُرضيها عن شكلها الطبيعي، تُريد التّصنع، وأن تبدو باهرة وملفتة أمام من يراها، تأثرت بالعادات الجديدة المُدمرة، وبالفنانة المفضلة لديها، وفي الواقع قد تكون أجمل من مئة فنانة.
إقرأ أيضًا: مسرحيات الإجرام في لبنان: اعتقلوا زعران الطرقات
ولكن هذا لا يعني أن ننكر دور التجميل كفن وإبداع وعالم واسع من الطب يرتبط بكفاءة الطبيب، هذا الطب الذي إستطاع تجميل عيوب كثيرة يحتاجها أي إنسان، لكن فكرة الهوس لدى بعض النساء والشباب حتى زادت عن حدها، دمرت صورة الجمال الطبيعي، وأوصلت المرأة إلى حد الهوس والمبالغة، لتصبح لعبة إصطناعية يبحث الناظر في ملامح وجهها عن ولو جزء طبيعي واحد صنعه الله، ولكن لم يبقى شيئاً طبيعياً!
ولا شيء مستحيل مع التجميل، فحقنة واحدة بإستطاعتها تغيير الكثير، وعملية جراحية بإمكانها إختراع جمال مُلفت، تبدأ بتجميل تشويه أو عيب معين، لتنتهي بصنع إمرأة إصطناعية لن تتعرف على نفسها.
وقد لا تدرك بعض النساء أن رغبتها في تغيير شكلها قد تؤدي بها إلى الموت عبر خطأ طبي، لكنه في الأساس قد يكون خطأ في إتخاذ القرار، خطأ في التّفكير والتّأثر بعادات جديدة، والأهم عدم ثقة المرأة بجمالها، وتغير نظرة المرأة لنفسها، فماذا عن وجهة نظر الرجل بها؟
يبحثُ الرجل عن المرأة الطبيعية التي تُزين جمالها بأساليب بسيطة كقصة الشعر، المكياج البسيط، المرأة الطبيعية بكل ما للكلمة من معنى، يقول علي "أنه يفضل الجمال الطبيعي، يكره التّجميل والتّصنع، والأهم أن تكون الفتاة على طبيعتها".
أما رضا، يجيب مُتساءلاً " لشو التجميل؟ ما في بنت مش حلوة"، مضيفاً "المرأة جميلة من الداخل قبل الخارج، والجمال نسبي وليس مطلق، وأنا ضد عمليات التّجميل إذا كانت غير ضرورية، وأعتقد أن المرأة التي تُجمِل نفسها ظناً منها أن الرجل سيُحبها أكثر ويُعجب بها، هي بالتأكيد تعاني من عدم الثقة بالنفس، وللأسف هذا ما تعاني منه أغلب السيدات لاسيما في لبنان" وختم قائلاً: "كل البشر حلوين" ، طالما أنه قد ورد في القرآن "إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" والجمال هو جمال الأدب والعفة والأخلاق.
أما فادي يجيب "طبعاً أُفضل المرأة بدون عمليات تجميل، على أن تكون جميلة لا قبيحة، أما كل عمليات "النفخ والشفط" وغيرها غير ضرورية، فبإمكان المرأة أن تعتني بلياقتها البدنية ونحافتها عبر الرياضة فلماذا كل هذه العمليات؟؟"
إقرأ أيضًا: مريض السرطان يعيش معه ولا يعرفه، قصص من الواقع
قد تكون عمليات التّجميل ضرورية لا بل مهمة في بعض "الحالات الإستثنائية"، ولكن إن كانت المرأة سليمة وشكلها جميل فلِمَ تحتاج إلى كل هذا التجميل لا بل التّصنع؟ ولنفترض أنها خاطرت لإجراء كل هذا التغيير، فمن يضمن لها نتيجة مرضية؟ فهل فكرت أن الموت قد يمكن أن يكون تلك النتيجة؟؟ فلنُجمل داخلنا وعقولنا قبل أشكالنا.