منذ اللحظة الأولى لإنطلاق مسلسل "الهيبة"، نجح الكاتب هوزان عكّو ومخرجه سامر البرقاوي في جذب المشاهد العربي إلى أحداثه التي تقع في إحدى القرى اللبنانية النائية.
من كندا إلى لبنان، تنتقل "عليا" (نادين نجيم) لتنفيذ وصيّة زوجها المتوفي والتي تقضي بدفنه في بلده الأم، لتفاجأ بأفراد عائلته المشبوهة أعمالهم. تنطلق الجنازة في موكبٍ ضخم "مدجّج" بالسيارات الفخمة الرباعية الدفع، يعرقلها لدقائق حاجز للدرك حاول التدقيق في محتوى التابوت، وبعد خذله من قبل "جبل" (تيم حسن) تكمل الجنازة طريقها بشكل طبيعيّ إلى المثوى الأخير.. في لفتة تنتقد في طيّاتها "هيبة الدولة" التي تبدو منتقصة في العديد من مناطق "الأمن الذاتي" في لبنان.
تصل "عليا" إلى منزل أهل زوجها، حيث تكون حماتها منى واصف بانتظارها.. تلك الممثلة "العملاقة" التي تجسّد "الهيبة" في كافة أدوارها. تلك الشامخة بعاطفتها تجاه ابنها الذي فقدته في بلاد الغربة، و"الزعيمة" في ضيعتها والمبدعة في حركاتها ونظراتها التي تصلنا بحرفية عالية.
أمّا نادين نجيم الآتية من عالم مختلف عن ذاك الذي عاشته في البلاد الأوروبيّة، فتسحرك بهدوئها ورقيّها وحرفيتها في التمثيل. وهي تسعى جاهدة لإبعاد وحيدها عن بيئته الحاضنة لكلّ أنواع "البلطجيّة" و"السلاح" الذي بات يشدّ إبنها الوحيد إليه تماماً كأعمامه "جبل" (تيم حسن) و"صخر" (أوس مخللاتي). تلك السمراء الجميلة بأدائها العميق، تنقلك إلى "غير عالم"، عالم يرفض الخضوع لشريعة "الهيبة" وقوانينها، فتبدأ معركتها مع شقيق زوجها تيم حسن الذي شكلت معه ثنائيّا مميّزا في أكثر من مسلسل في السنوات الأخيرة.
ولا يقلّ تيم حسن سحراً في الأداء الجدّي الجاذب، فيتفوّق في تجسيد شخصية "المافياوي" بـ"جبروت راقي"، لا يُحيجه لفرض سلطته نبرة عالية، بل لـ"هيبة" رجل محنّك بالوراثة. وبالتأكيد لا يمكننا أن نغفل أدوار جميع الممثلين في المسلسل الذين يشكلون فريقاً متجانساً مبدعاً، إستطاعوا نقلنا من خلاله إلى عالم "الهيبة" يومياً على شاشتي الـmtv والـmbc دراما.