في حادث مأساويّ، توفّيت الشابة الأردنية - العراقية فرح قصّاب بعدما خضَعت لعملية شفط دهون في مستشفى تجميل في النقاش.
وفي التفاصيل، كشف مصدر مطلع على حيثيات القضية لـ "الجمهورية" أنه "كما بات معلوماً، فإنه نحو الساعة الرابعة ورد اتصال هاتفي من إحدى مستشفيات التجميل في المتن لمستشفى "سيدة لبنان"، يُسأل فيه عن وجود مكان فارغ في العناية الفائقة لنقل مريضة كانت تجري عملية شفط دهون وتعرّضت لمضاعفات أدت الى تدهورٍ في صحتها، بهدف تحديد حالتها نظراً لعدم وجود غرفة عناية فائقة في مستشفى التجميل، علماً أنّ أهلها وزوجها الذين كانوا معها في المستشفى أبلغوا بأنها تعرّضت لجلطة وليس تشمّعاً في الكبد كما تبيَّن لاحقاً"، مضيفاً: "على إثر ذلك نُقلت في سيارة إسعاف من النقاش الى جونية، إلّا أنها وصلت وكان قلبها ورئتاها قد توقفوا عن العمل، خصوصاً أنّها وصلت متأخّرة بسبب زحمة السير".
وأوضح أن "التقرير الأولي يفيد بأنّ الضحية أصيبت بتشمع في الكبد"، لافتاً الى أن "الجهاز الذي استُعمل يعمل على الليزر ويحوّل الدهون لنوع من الزيوت التي يتم شفطها توازياً مع شد للجلدة في الوقت نفسه، وهي إبرة تُغرَز في الجسم، وحجم الجرح الذي تُسبّبه 2 ملم، وتتسبّب بحرارة قوية جداً تحت الجلد تؤدي الى إذابة الدهون".
وأشار المصدر الى أنه "لا يمكن إجراء هذه العملية إلّا في مناطق معينة من الجسم وإلّا لا تؤدي الى نتيجتها المرجوة، ومنها البطن والخصر، والمستشفى الذي أجريت فيه هو الوحيد الذي يستخدم هذه التقنية"، مؤكّداً أن "العملية لا تتسبب في تشمع الكبد خلال وقت قصير كما حصل مع الضحية". وتجدر الإشارة الى أنه عام 2012 شطب إسم الطبيب المعني من نقابة الأطباء نتيجة شكوى رفعت ضده.
بدوره، أكد والدها أنّ "فرح توفيت في عيادة التجميل وليس في مستشفى "سيدة لبنان" الذي نقلت إليه"، متسائلاً "عن سبب عدم نقلها الى مستشفى اقرب، اذ إنّ نقلها استغرق ساعتين بسبب الزحمة"، كما استغرب "أن تتوفّى ابنته الرياضية بجلطة كما قالوا له"، فيما اشار زوجها الى أنّ "فرح دفعت 50 الف دولار تكلفة العملية التي اكدوا لها انها سهلة".
وفور تبلغه الخبر، تابع وزير الصحة العامة غسان حاصباني القضية، وأوضحت الوزارة أن "شابة غير لبنانية وصلت متوفاة الى مستشفى "سيدة لبنان" في جونية، من أحد مستشفيات التجميل في ساحل المتن. وفوراً تحرّكت وزارة الصحة العامة في اتجاه مستشفى التجميل المذكور حيث كوّنت ملفاً عن الأمر وطلبت وقف أيّ أعمال فيه بأمر من حاصباني، في انتظار انتهاء تحقيق مديرية العناية الطبية في القضية. كما تمّ ضم تقرير الطبيب الشرعي للملف، لكي يصار الى تحديد أسباب الوفاة، فيبنى على الشيء مقتضاه وتتخذ الإجراءات اللازمة".
وفي المعلومات أيضاً، أنّ إحدى السفارات تحرّكت من أجل الإطلاع على ملابسات القضية، في وقت أكّد مصدر أمني لـ"الجمهورية" أن "قوى الأمن الداخلي، وفور علمها بما حصل، باشرت التحقيقات في الحادثة فوراً لكشف الملابسات، وقدّ إطلعت على عدد من الأمور خصوصاً ما حصل خلال العملية في عيادة التجميل وما بعدها، وما إذا كانت فرح توفيت بسبب عملية التجميل أو كانت تعاني من مشاكل سببت مضاعفات أخرى"، لافتاً الى أنّ "القضاء سيأخذ مجراه في القضية وتقرير الأطباء الشرعيين سيكون أساسياً".
وأشار المصدر الى ان "قوى الأمن الداخلي تجري تحقيقاتها، إضافة الى وزارة الصحة"، نافياً وجود أيّ موقوف حتى مساء أمس "في إنتظار جلاء التحقيقات وإتضاح الصورة النهائية".
وفي السياق، قال نقيب الأطباء ريمون الصايغ لـ"الجمهورية" إنّ وزارة الصحة ستجري تحقيقاً أولياً في القضية وستستمع اليوم إلى المعنيين بالملف، وذلك في حضور نقابة الأطباء أو ممثلين عنها، موضحاً أنه يمكن لوزير الصحة أن يحيل الملف إلى النقابة لإبداء الرأي العلمي. وكشف أنّه أبلغ بعض الرسميين بما حدث، وأنّ الطبيب المعنيّ اتّصل به وأبلغه رسمياً بما حدث.
وإذ أكّد أن لا تهاون، "وأننا كنقابة سنذهب إلى النهاية في الموضوع لكن من دون ظلم أحد"، وجّه نداءً حذّر فيه من "أنّ عمليات التجميل ليست لعبة، إنما هي عمل جراحي وطبّي وقد يؤدي الى كارثة ويجب التعامل معه جدياً"، داعياً المرضى الى "عدم التعامل مع هذه العمليات عشوائياً لأنه موضوع خطير ويمكن أن يؤدي الى مضاعفات".
قوى الأمن الداخلي تجري تحقيقاتها توازياً مع القضاء ووزارة الصحة.