هل تعلم معنى قوله تعالى : { وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾. ♢ السورة ورقم الآية: آل عمران (161).
ج - أي لا يمكن لنبي من الأنبياء أن يخالف مبدأ المساواة الذي هو روح العدل حين توزيع الثروات العامة كالزكاة والصدقات والكفارات والخمس ( على القول بوجوبه ) أي لا يمكن لنبي من الأنبياء أن يميز ماليا من الثروات العامة أولاده وإخوته وأصهرته والخواص المقربين من عشاقه عن سائر أبناء المجتمع لأن ذلك التمييز يتنافى مع مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات - ( ومبدأ المساواة هو قلب العدل وروح العدالة ) - وعلى ضوء هذه الحقيقة القرآنية التي نعشق الحياة والموت والبعث في ظل الإيمان بها لا نتردد في الإفصاح دائما عن قناعتنا التالية : ( لا نؤمن بأي مرجعية أو سلطة سواء كانت دينية أم سياسية أو بحزب سواء كان دينيا أم سياسيا حينما يغلل بتوزيع الثروات العامة - ( زكاة وخمس وصدقات وضرائب وهبات وكفارات ) - لا نؤمن بشرعية كائن بشري ولو كان متقدسا حينما يغلل في توزيع الثروات العامة حتى ولو فتح مشارق الأرض ومغاربها بشعارات الإسلام وشعائره ولو أحيا طقوس الإسلام ومناسكه ولو بكى وتباكى في صلواته ومناجاته .
إقرأ أيضا : كمال الشريعة لا يعني تماميتها
ولا نؤمن بشرعية كائن بشري مهما كان دينه ومذهبه ونفوذه وسلطانه وفقهه وعلمه وإجتهاده طالما لا يؤمن بوجوب تخصيب مبدأ المساواة في الحقوق والواجبات.
روي عن الإمام علي (ع) { لو كان المال لي لسويت بينهم فكيف وإنما المال مال الله } المصدر نهج البلاغة .
وأيضا لا نؤمن بأي مخلوق طالما لا يؤمن بوجوب تخصيب مبدأ المساءلة والمحاسبة والشفافية في الأموال العامة وطالما لا يؤمن بمبدأ حرية النقد والإنتقاد وحرية المعارضة والإعتراض بالوسائل الإعلامية كافة وهذه من مبادىء الحق والعدل والخير والقسط التي من عرفها عرف بها أهل الحق من أهل الباطل وأهل الحرية من أهل الإستبداد وأهل العدل من أهل الظلم.
إقرأ أيضا : ماذا صنع الإسلام لحماية الناس من إستبداد الحاكم ؟
قال علي بن ابي طالب : { إعرف الحق تعرف أهله وإعرف الباطل تعرف أهله الرجال تُقَاس بالحق وليس الحق يُقاس بالرجال }.
وعلى ضوء نور هذه الحقائق الدينية والعقلية والوجدانية والواقعية عزمنا منذ البلوغ على العيش في هذه الحياة والموت فيها للمثول أمام ملائكة الحساب ونحن مؤمنين بخطورة العقلية الدينية والسياسية السائدة في المجتمعات المسلمة التي تقيس مبادئ الحق بالرجال بدل أن تقيس الرجال بمبادئ الحق ؟! والتي تريد أن تعرف مبادئ الحق عن طريق عشقها للرجال بدل أن تعرف الرجال عن طريق عشقها لمبادئ الحق ؟!