يقول خبراء غربيون إن المواجهة بين قوات التحالف الدولي والمحور الإيراني باتت علنية للسيطرة على الحدود السورية العراقية.
ويرى هؤلاء أن المواجهة بالنسبة لطهران حتمية لجهة ارتباطها بمستقبل نفوذها في البلدين، وأن محاولاتها التقدم على مستوى هذا الجانب ستستمر على الرغم من أن التدخل الغربي لمنع ذلك بات مباشرا.
وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية، الثلاثاء، أن تواجد الميليشيات المدعومة من قبل إيران والمساندة للنظام السوري قرب منطقة التنف جنوبي سوريا، يشكل تهديدا لقوات التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”.
وقال المتحدث باسم البنتاغون العقيد جيف دافيس، في تصريحات صحافية، إن الميليشيات المقربة من النظام السوري تواصل حشد قواتها حول المنطقة التي أعلنت الولايات المتحدة أنها منطقة “فاصلة”.
وأكد أنهم شاهدوا القوات المذكورة (الميليشيات) تقوم بدوريات في شمال وغرب التنف، وأن قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة ألقت منشورات من الجو لتحذير القوات الموالية لبشار الأسد من أجل الابتعاد عن المنطقة.
وأضاف “لا يمكن القبول بتلك الدوريات (التي تقوم بها الميليشيات)، ولا بوجود تهديد للعناصر المسلحة في منطقة الفصل، هذا يهدد التحالف”.
وحذر دافيس، من أنه “في حال رفضت القوات المدعومة من قبل النظام مغادرة المنطقة، فإن الولايات المتحدة سوف تخطو خطوات في إطار مبدأ حماية القوات”.
وتدور اشتباكات بين القوات السورية المدعومة بالميليشيات، وفصائل المعارضة السورية، التي تدعمها الولايات المتحدة الأميركية ودول غربية، على محاور في البادية السورية، وذلك إثر هجوم معاكس لمقاتلي الفصائل على مواقع لقوات النظام في ريف حمص الجنوبي الشرقي.
وتحاول القوات السورية السيطرة على أراض شمال شرقي البادية لتعزيز الحزام الأمني حول دمشق وتمهيد التقدم نحو دير الزور المحاذية للحدود العراقية.
وفيما يبدو الموقف الأميركي الميداني حاسما في الجهة السورية من الحدود مع العراق، لم يصدر عن واشنطن أي رد فعل واضح حول زحف قوات الحشد الشعبي في العراق نحو حدود البلاد مع سوريا، على الرغم من أن الأمر يصب في نفس الخطط الإيرانية للسيطرة على الحدود بين البلدين.
وحذر الناطق الرسمي باسم “قوات سوريا الديمقراطية” طلال سلو ميليشيات الحشد الشعبي من دخول الأراضي التي تسيطر عليها القوات في محافظة الحسكة شرقي سوريا. وأكد سلو”سنتصدى لأي محاولة من قبل الحشد الشعبي للدخول لمناطق سيطرة قواتنا”.
وكان أمين عام منظمة بدر والقيادي بالحشد الشعبي الموالي لإيران هادي العامري، قد أعلن الاثنين عن وصول قوات الحشد إلى الحدود العراقية السورية، فيما أكد أنه سيتم البدء بعملية عسكرية لتطهير الحدود حتى القائم.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، عن وضع خطة بالتنسيق مع ميليشيات الحشد الشعبي لتأمين حدود بلاده مع سوريا، في خطوة قال إنها “تستهدف عزل مسلحي تنظيم داعش في العراق عن أقرانهم في سوريا”. وأعلنت قيادة عمليات الجزيرة والبادية في محافظة الأنبار أن عمليات تحرير المناطق الحدودية العراقية مع سوريا سيشترك بها الجيش العراقي وفصائل الحشد والعشائر مشيرة إلى انسحاب الحشد فور التحرير.
ويرى مراقبون للشؤون الإيرانية أن طهران عازمة على الهروب إلى الأمام واستخدام سياسة حافة الهاوية مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجر الأميركيين إلى مواجهة حول الشأن الحدودي السوري العراقي، لما للأمر من أهمية قد تحدد مستقبل النفوذ الإيراني في المنطقة برمتها.
وتقول مصادر أميركية إن حراك القوات التابعة لدمشق والميليشيات الشيعية في سوريا كما قوات الحشد الشعبي في العراق، هدفه فرض أمر واقع ميداني يطيح بالترتيبات الجدية الجارية لعزل الحدود السورية العراقية ومنع أي تواجد لإيران وميليشياتها هناك.