بعد نكسة العام 1967 تعرض المشروع العربي القومي الذي كان يقوده الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر لضربة قوية ساهمت في إضعافه وإنهائه لاحقا.
ونتج عن هذا الوهن صعود تيار الإسلام السياسي، بداية السني منه من خلال حركة الإخوان المسلمين ولاحقا ولاية الفقيه بعد ثورة الإمام الخميني في إيران عام 1979.
بعد الثورة الإيرانية إنتشرت الأحزاب الدينية " الإسلام السياسي " خصوصا الشيعية منها في إيران والعراق ولبنان والشرق بأجمله وقدمت خطابا غرائزيا وغيبيا لا يحاكي تطلعات الشعوب ورغبتها في التغيير.
إقرأ أيضا : الغموض الإنتخابي هدفٌ مقصود
فكرست هذه الأحزاب الجهل والتخلف والتعصب والتطرف والإيمان الغيبي من دون وعي وبصيرة وإدراك وساهمت في تكريس ثقافة التكفير والإلغاء وكم الأفواه ومحاربة الآخر.
وتحول الشرق ذات الحضارة الراسخة في التاريخ إلى مأوى للشياطين والجهلة والكذبة وسارقي الهيكل والذي أدى لاحقا إلى تراجع في مستويات الفهم والإدراك وكبت لمشاعر ورغبات الشعوب العربية بالتغيير والديمقراطية.
ولم يقتصر الأمر على هذا بل تعداه إلى زرع ثقافة وسط المتدينين تدعو إلى العزلة عن الآخر ورفض الحقائق العلمية وتقبل الخرافات والأساطير.
إقرأ أيضا : لا صوت يعلو فوق صوت الرصاص في مدينة الموت
هذا الخطاب الديني المتطرف والغبي من هذه الأحزاب الدينية أدى إلى نفور الناس من الدين وهروبهم منه خصوصا فئة الشباب، فسجلت إحدى الإحصائيات في مصر حوالي 3 مليون ملحد في السنوات الماضية وعندما سألت مراكز دراسات بعض هؤلاء عن السبب لم يرجعوا الأمر إلى يقينهم بعدم وجود الله بل أرجعوه إلى الخطاب الديني السيء الذي يمارسه بعض رجال الدين والأحزاب الدينية.
والمضحك المبكي في الأمر أنه بعد أن تقع المصيبة تحاول هذه الأحزاب إرجاع السبب إلى مؤامرة الغرب على الإسلام والمسلمين.
متناسين أن أكبر مؤامرة حلت على المسلمين والإسلام هي وجود هذه الأحزاب الدينية التي لا تدافع إلا عن الأنظمة الديكتاتورية والظالمة في هذا الشرق وتبيض طناجر للظالمين.
وعليه، لكي يرتقي هذا الشرق إلى مراتب الحضارة، لا بد من إسقاط هذه الأحزاب وعزلها وإلغائها من أجل حفظ الدين والعباد والبلاد.