أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أمس الثلاثاء، أنّ على ألمانيا أن تُدرك أنها لا تستطيع أن تُملي على تركيا ما تريد وتسيّرها كما تشاء.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده جاويش أوغلو مع نظيره الغابوني باكومي موبيليه بوبيا، مساء الثلاثاء، في العاصمة أنقرة التي يزورها الأخير.

وأوضح جاويش أوغلو أنّ تركيا ليست دولة يتم تحديد أجندتها من الخارج، ولم تعد كما كانت عليه في السابق.

وعلق الوزير التركي على تصريحات المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي قالت إنّ بلادها ستحسم أمرها حيال الانسحاب من قاعدة إنجيرليك أو البقاء فيها بعد محادثات أخيرة مع أنقرة، قائلاً في هذا الصدد: “نرى أنّ الألمان يدعمون كل أمر يتعارض مع مصالح تركيا، وبرلين تمارس شتى أنواع الضغوط على مواطنينا وخاصة من أيّد التعديلات الدستورية منهم”.

وأردف جاويش أوغلو: “على الألمان أن يدركوا بأنهم لن يستطيعوا أن يملوا قراراتهم علينا، فتركيا لم تعد كما كانت سابقاً، وإننا على تواصل دائم مع وزير الخارجية الألماني سيغمار غابريال، والأخير سيجري زيارة إلى أنقرة الاثنين القادم لإيجاد حل للأزمات القائمة بيننا”.

وأضاف أنّ تركيا “تعتبر واحدة من أهم البلدان الأوروبية، وأنقرة لا تتخذ مواقف ضدّ الاتحاد الأوروبي ومجلسه، وإنما تعارض ازدواجية المعايير التي تتبعها تلك المؤسسات تجاه تركيا”.

وتابع جاويش أوغلو في هذا الخصوص قائلاً: “الاتحاد الأوروبي ومؤسساته، خيّبت آمال تركيا عندما تأخرت في التنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي جرت منتصف تموز/ يوليو الماضي، وعلى الاتحاد الأوروبي أن ينظر إلينا على أننا شركاء حقيقيين له”.

وتطرق جاويش أوغلو إلى اللقاءات الأخيرة التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع القادة والزعماء الأوروبيين، مبيناً أنّ اللقاءات كانت بنّاءة ومفيدة.

ودعا الوزير التركي الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بوعوده حيال فتح فصول جديدة بخصوص انضمام تركيا إلى عضويته، وتطبيق اتفاق الهجرة المبرم في آذار/ مارس العام الماضي، إضافة إلى تعهداته بإلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك الراغبين في زيارة منطقة شنغن الأوروبية.

تجدر الإشارة إلى أن تركيا لم تسمح لمسؤولين الألمان زيارة قاعدة “إنجيرليك” في تركيا مما تسبب ذلك توترا بين البلدين حتى أن وسائل الإعلام الألمانية ذكرت دراسة ألمانيا الانسحاب من “إنجرلك” وفتح قاعدة عسكرية في الأردن.

ويذكر كذلك أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتهم ألمانيا قبيل الاستفتاء الدستوري الذي شهدته تركيا بالممارسات النازية وذلك عدم سماح ألمانيا مسؤولين الأتراك إقامة دعاية الانتخابية في بلادها.

(زمان اتركية)