لم يكن يعلم والد الطفلة لميس أن مطالبته بالراحة وعدم الإزعاج سيؤدي إلى إنهاء حياة طفلته، لم يكن يعلم أن كلامه سيتحول إلى إطلاق نار، وإلى رصاصة طائشة قضت على عالم البراءة والطفولة الذي كانت تعيشه طفلته، والسبب التّفلت الأمني والرصاص الطائش الذي لا رقيب له ولا حسيب.
"لميس"، اليوم ترقد في سلام، وتحرسها أجنحة الملائكة، أخذها الله وهي شهيدته، فهي إرتفعت اليوم إليه عروسًا في الجنة.
إقرأ أبضًا: نانسي إبنة لـ 18 عامًا: بدي عيش وإشفى
وفي التفاصيل، أقدم المدعو "م.و" على خلفية خلاف فردي على إطلاق النار بإتجاه منزل حسن نقوش في حي الشروانة بعلبك، ما أدّى إلى إصابة إبنته لميس بجروح بليغة في الرأس تسببت في وفاتها.
وأفاد مصدر أمني أنه لدى مرور القاتل "م.و" من أمام منزل عائلة الطفلة، بدأ بالتشفيط في سيارته ما دفع والد الطفلة حسن نقوش إلى الخروج والمطالبة بعدم التشفيط أمام المنزل، ولكن المدعو رفض ذلك ودار تلاسن كلامي بين الطرفين، إنتهى بإقدام صاحب السيارة على إطلاق النار بإتجاه المنزل، لتطير إحدى رصاصاته وتصل إلى أحلام لميس وتخرق أسفل رأسها، ما دفع بمطلق النار إلى الفرار فيما تم نقل لميس إلى إحدى المستشفيات القريبة من المحلة حيث لم تفلح كل الجهود في إنقاذها وتوفيت متأثرة بإصابتها.
إقرأ أيضًا: 3 حالات إنتحار في أقل من أسبوع.. السلاح المتفلت يقضي على شبابنا
وقد لاقى مقتل الطفلة لميس إستنكارًا واسعًا في بعلبك حيث علت الأصوات مطالبة وزيري الداخلية والدفاع بوضع حد لتفلت سلاح القتل المنتشر بين أيدي المجرمين العابثين بأمن المواطنين، وهذا الأمر يبدأ بتوقيف كافة التراخيص العشوائية الصادرة عن تلك الوزارتين.
ماذا بقي للبنانيين ليقولوه بخصوص الرصاص العشوائي؟ علهم يعددون أسماء الضحايا واحدًا تلو الآخر، ويعددون أسماء المجرمين كذلك، ويتوجهون مباشرة للسلطات المعنية بطلب وقف إعطاء رخص السلاح العشوائية، وعدم الرضوخ لأي ضغط سياسي أو عشائري يحول دون توقيف المجرمين والإقتصاص منهم قانونيًا، تلافيًا لتكاثر وتكرار هذه الحوادث.