إجتمع أكاديميون إيرانيون وروس متخصصون في العلاقات الدولية في العاصمة الروسية موسكو لبحث أوضاع العالم المتوترة مع تركيز على أوضاع المنطقة العربية.
ظهر خلال الندوة تباين الرؤى بين الطرفين وأهم الخلافات بينهما كانت في القضية السورية والحلول اللازمة لها، وبينما انطلق الأكاديميون الإيرانيون من المقاربة المثالية إلى الموضوع التي تتوقع إعادة المياه إلى مجاريها عبر إشراك الإسلاميين المعتدلين في السلطة ودعم الإسلام المعتدل والمتسامح ولجم المتطرفين وإقصائهم يرى نظراؤهم الروس بأن الحل الأمثل هو تكوين دولة علمانية في مرحلة ما بعد الأسد، مما يعني بأن الروس لا يعتبرون نظام البعث في سوريا الأسد نظامًا علمانيًا حقيقيًا وهذا ما إعترض عليه الباحثون الإيرانيون الذين ذكّروا بأن النظام البعث في سوريا نظام علماني والعلمانية ليست الحل.
إقرأ أيضًا: مكونات السياسة الترامبية: قصف وإبتزاز وعسكرة العلاقات الخارجية
يبدو أن إيران وصلت إلى القناعة بأن تهميش الإسلاميين من السلطة في البلدان الإسلامية ليس طريقًا للحل بل هو جزء من المشكلة، وأن قمع الإسلاميين ودعم الأنظمة العلمانية يفاقم الأزمة، ولكن الروس على العكس لا يرغبون في إشراك الإسلاميين أو ترويضهم في المجتمع المدني.
وفيما يتعلق بمستقبل الإرهابيين بعد إنتهاء الأزمة السورية فإن الإيرانيين يرون بأنهم سوف يشكلون مصدرًا للفوضى والإنفلات الأمني بعد العودة إلى بلدانهم، خاصة وأنهم حصلوا على خبرات عسكرية ميدانية في معارك القتال في سوريا والعراق، ويزعم الأكاديميون الإيرانيون بضرورة إدماج هؤلاء المقاتلين في مجتمعاتهم عبر ترويضهم ودعم القراءات المعتدلة للإسلام منعًا لصعود المتطرفين.
ولكن الروس ينطلقون من مقاربة واقعية ويفكرون بحصتهم في سوريا في مرحلة ما بعد الأسد، إن الروس يرون بأن إيران تدعم بقاء دولة علوية في سوريا حفاظًا على محور الممانعة أو الهلال الشيعي، ولكن الروس لم يقدموا إجابة واضحة على التساؤل الإيراني فيما إذا يوجد في سوريا حزب قوي يصلح لملء فراغ حزب البعث.
إقرأ أيضًا: إيران ... إنتصار أهل السنة بفوز روحاني
يرى الأكاديميون الروس بأن الأزمة السورية مرشحة للإستمرار لسنوات وسوف تنتهي بالتجزئة وأن خارطة سوريا في العام 2011 أصبحت جزء من تاريخ لن يعود وأن التجزئة هي مصير الأزمة السورية.
وفي المقابل يرى الإيرانيون بأنه لم يعد الحديث عن إلغاء بشار الأسد مجديا حيث أن إلغاءه يسبب في تفاقم الأزمة في سوريا، وتلك حقيقة إعترفت بها الولايات المتحدة التي تخلت عن فكرة إلغاء الأسد كجزء من الحل.
بينما تلح إيران على بقاء الأسد تفكر روسيا على تعزيز مواقعها على شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
باحث ايراني