أكدت موسكو والرياض نيتهما تعزيز التعاون في المجالات المختلفة. وشدد ولي ولي العهد السعودي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، على امتلاك البلدين «آلية واضحة لتجاوز كل التباينات»، وأكد الرئيس فلاديمير بوتين ارتياح بلاده إلى مستوى «التنسيق السياسي والعسكري والعمل المشترك لمعالجة الأزمات الإقليمية، بما في ذلك في سورية».
وأجرى بوتين أمس، جلسة محادثات موسعة مع الأمير محمد بن سلمان والوفد المرافق له، استهلها بتوجيه الشكر إلى السعودية على دعمها البلدان المنتجة للنفط داخل منظمة «أوبك» وخارجها، وأبدى ارتياحه لمستوى تطور التعاون الثنائي، وقال إن بلاده «تتطلع لقيام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بأول زيارة إلى روسيا».
وزاد بوتين أن روسيا والسعودية «تعملان معاً للتوصل إلى حل للأزمة السورية»، مشيداً بتواصل «الاتصالات على المستوى السياسي وبين العسكريين في بلدينا والتعاون في مسائل تسوية الأزمات، بما في ذلك في سورية». وأضاف أن روسيا والسعودية «تعملان معاً لدفع التسوية السياسية في سورية».
وعلى رغم أن الحوار تطرق إلى عدد من الملفات السياسية، بينها الوضع في سورية والعلاقات مع إيران، لكن ملف العلاقات الثنائية والتعاون في المجالات المختلفة، خصوصاً ملف الطاقة، برز خلال حديث الرئيس الروسي والأمير محمد بن سلمان.
وشدد بوتين على أهمية موقف الرياض في المحادثات المتعلقة بأسواق النفط،، مؤكداً أن الجهود المشتركة للبلدين تسمح بتحقيق الاستقرار في الأسواق الدولية.
وأكد الأمير محمد بن سلمان امتلاك الطرفين «الكثير من النقاط المشتركة» وأشار إلى وجود «آلية واضحة لتجاوز كل التباينات».
وشدد على «عدم وجود تناقضات أو خلافات بيننا وبين موسكو حول سوق النفط». مشيراً إلى أن لدى السعودية وروسيا «المزيد لننجزه على صعيد تعزيز التعاون».
وأعلنت موسكو توقيع أربع مذكرات تعاون في المجالات الاقتصادية بين البلدين خلال الزيارة.
وقالت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» إن موسكو تولي على الصعيد السياسي أهمية خاصة لزيارة ولي ولي العهد السعودي، خصوصاً في هذه المرحلة، «لأن موسكو تتطلع إلى تعزيز التنسيق مع الأطراف الإقليمية المهمة وخصوصاً السعودية، في تثبيت وقف النار في سورية». وعلى الصعيد الثنائي، لفتت المصادر إلى المحادثات التي أجراها وزيرا الطاقة ألكسندر نوفاك وخالد الفالح خلال الزيارة، وركزت على تطوير التعاون في المجالات المختلفة، وخصوصاً في مجالي التقنيات الحديثة والاستثمارات المتبادلة.
وأكد بيان أصدرته وزارة الطاقة الروسية في ختام اللقاء اهتمام شركات النفط الروسية بالمشاركة في مشاريع الطاقة في السعودية. وأشارت أوساط الوزارة إلى أن التعاون المثمر في مسألة تقليص إنتاج النفط والمحافظة على استقرار الأسعار، يشكل خطوة أولى نحو توسيع التعاون والدخول للمشاركة في مشاريع عملاقة تطرحها السعودية حالياً على الجانب الروسي للمشاركة في الاستثمارات فيها».
وكان نوفاك أشار إلى أن بين المشاريع المشتركة المطروحة للبحث إنشاء مراكز أبحاث مشتركة لتطوير وإدخال التقنيات المتقدمة في مجال النفط والغاز، منها مشروع لصناعة معدات نفطية لاستخدامها، إضافة إلى بيعها في أسواق أخرى.