هل ينجح حزب الله في تطويع المجلس ورئاسته لصالحه بشكل نهائي؟
 

يشكل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في وعي كثيرين من الشيعة عنوانا كبيرا لكلمة الحق وإسترداد الحقوق التي ناضل من أجلها الإمامان موسى الصدر ومحمد مهدي شمس الدين وتوجا ذلك بولادة هذا المجلس.
لذلك فإن فلسفة قيام المجلس الشيعي الأعلى هو محاربة الفساد والإقطاع والتطرف الديني وصياغة خطاب إسلامي شيعي ذات بعد وطني عبر تدريب وتأهيل رجال دين ومشايخ يتوافقون مع أهداف الإعتدال والوطنية في بلد كلبنان.
ومن سمات هذا الخطاب المعتدل المفترض أن يكون هو سمة التغيير وسلاسة إنتقال السلطة بين أروقة هذا المجلس لكي يكون محطة ديمقراطية مشرفة في تاريخ الحوزات الدينية حيث يجب أن يوضع الرجل المناسب والكفوء في المكان المناسب.

إقرأ أيضا : هذا هو عدد النواب المسيحيين بالصوت المسيحي وفق القانون الجديد
وضمن هذا السرد لماهية المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى تأتي قصة وضع الشيخ القاضي عبد الحليم شرارة إستقالته بتصرف رئيس المجلس الشيخ عبد الأمير قبلان.
فالشيخ شرارة يشغل مركز مدير التبليغ الديني في المجلس والقاضي الشرعي في المحكمة الشرعية الجعفرية ببيروت وهو مسؤول عن إعداد رجال الدين في المجلس.
ولكون الشيخ شرارة من المقربين لفكر الإمامين الصدر وشمس الدين فقد كان بقاؤه في هذا المركز محط إعتراض من قبل حزب الله الذي يحاول قتل هذا الفكر في الوسط الشيعي والسيطرة على المجلس بأكمله.
ومعروف أيضا عن الشيخ شرارة أنه من رجال الدين النزيهين وذات الكف البيضاء وتاريخهم مشرف في المجلس وله فضل في تخريج العديد من رجال الدين الشيعة المعتدلين ذات الخطاب الوطني.
وبالتالي فإن حزب الله يحاول تطويع المجلس الشيعي الأعلى لسياسته ولسياسة إيران وإبعاده عن هويته الوطنية والعربية وإلحاقه بولاية الفقيه.

إقرأ أيضا : جوزيف في الدكان.. أضاع هويته فدفع 30 ألفًا بدل 13 ألف والدركي مش فاضيلك هلأ!
وهو يضغط من أجل ذلك على رئيس حركة أمل نبيه بري الذي في كثير من الأحيان يرضخ لهذه الضغوطات كما حصل في قصة الشيخ شرارة فإمتنع بري عن تأمين مبلغ 100 مليون ليرة للشيخ شرارة كمخصصات شهرية للعلماء والمشايخ ، ما فهم على أنه نية لدى بري الراضخ لإرادة حزب الله في هذا الموضوع للإطاحة بشرارة وتكريس هيمنة حزب الله على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد أن رفض القاضي شرارة ضم علماء دين محسوبين للحزب إلى هيئة التبليغ.
فهل ينجح حزب الله في تطويع المجلس ورئاسته لصالحه بشكل نهائي؟