تتجه الأنظار هذه الأيام إلى الحدود السورية العراقية، في وقت باتت المنطقة هدفا لمعظم القوى المتصارعة، وسط تضارب المصالح.
وتسعى إيران من خلال ميليشيات الحشد الشعبي إلى فتح ممر بري يربطها من خلال العراق بسوريا، وصولاً إلى البحر المتوسط. ولذلك أهدافٌ سياسية وأمنية واقتصادية، على رأسها تأمين استمرارية دعم النظام السوري.

وسيطرت ميليشيات الحشد الشعبي، على قرية حدودية، وأعلن زعيمها هادي العامري، إطلاق معركة باتجاه قضاء القائم، بهدف توسيع السيطرة على المنطقة الحدودية.

ويتلاقى هذا التحرك مع خطط النظام السوري والميليشيات الموالية له، للسيطرة على معبر التنف القريب من المثلث الحدودي العراقي- السوري- الأردني. فضلا عن التحرك لفك الحصار عن مدينة دير الزور، بهدف فك حصار داعش عنها والوصول إلى الحدود العراقية.

لكن خطط طهران وبغداد ودمشق، تصطدم بمخططات أميركية تقضي بتسليم جانب من الحدود العراقية لعشائر الأنبار لتأمين طريق بري يربط بغداد بالحدود الأردنية- السورية، وكذلك إبعاد الميليشيات الإيرانية عن قواعدها في سوريا، وأبرزها في التنف.

في غضون ذلك، تسعى قوات كردية، مدعومة أميركياً، إلى السيطرة على الثلث الأخير من الحدود العراقية- السورية، حيث معبر ربيعة- اليعربية على رغم الخلافات بين واشنطن وأنقرة. وتخشى أربيل من سيطرة الحشد الشعبي على تلك المنطقة.

وتؤكد الخطط تراجع داعش وبدء انهياره، لتتوارث القوى المتصارعة تركته، على حساب سكان المناطق الأصليين، الذين يشاهدون بأم العين كيف ترسم الحدود والخرائط الجديدة بالدم والنار.