دعد صليبي إسم يمنحنا كل يوم قصيدة فمن هي هذه القصيدة ؟
. سأتكلم عن دعد أولاً ثم أخبرك من هي القصيدة….دعد تشبه سلمية مدينتها..تأبى أن تستريح أو تركن للنسيان..تحب العطاء كحقول الأرض الشاسعة..دعد..إنسانة حالمة ,مرهفة الحس,طموحة دون حدود,متمردة,لا هي سعيدة ولاهي حزينة,,,تعلمت أن الحياة ليست هينة وأنها تحتاج إلى الثبات…قاومت,صمتت,صرخت,ظلت تحلم بالابتسام………….
….أما القصيدة: فهي الابنة الروحية التي تمنحني حالة صفاء لا نهاية لها…
أتنقل معها من زرقة الماء إلى زرقة السماء…من صفاء السكون إلى تردد الأصداء..تنقلني إلى حيث الحقائق دون رياء….
…………………………………………….
. دعد صليبي في “وريقات ندية ” أحبك بسيطا في تصرفاتك ,هاديء النبرة معتزا دون غرور ,احبك ذلك النبض الموغل داخلي هل ما زالت الاوراق ندية ؟ هل يستطيع الشعر أن يعبر إلى كل الحب ؟
.وستبقى الأوراق ندية وسيبقى الحب يرفدها بماء الحياة لتنتعش وتتألق أكثر..فالحب الإنساني يعطينا سنوات حافلة بالخصب والشعر..ومن هنا ..من أوسع بوابة يمكن للشعر أن يعبر إلى الحب لأنه الحنين العميق القادم من القلب وأي شعر لا يمهر بشفاه الحياة ويتلون بسخونة الواقع وينهض من الناس ولأجلهم ,محكوم عليه بالسقوط والدخول في متحف البرودة.
………………………………………………….
. بين زهرة البنفسج ودعد صليبي ربما حكاية وربما أكثر ما هي هذه الحكاية ؟ ما هو هذا العطر …؟
.حكايتي مع البنفسج أزلية ..حكاية عشق قبل أن تولد البشرية… البنفسج حضوره مبهج في حياتي,همسه يوحي بانسكابات أنيقة غير رتيبة,يغري العصافير والطيور المحلقة في السماء كيما تقترب منه وترتشف من عذوبته..فكيف بي وأنا المتيمة بهذه الزهرة الندية وهذا اللون الآسر..وذلك العطر الساحر.
…………………………………………………
. أريدها نظرة من عينيك لكل حرارة الشوق أريدها زادا في غيابك ثم أرحل … إلى أين ترحل دعد من الحب ؟ إلى أين تهرب ؟
.ليس من سبيل إلى الحياة سوى الحياة ذاتها وليس من مهرب من الحب إلا الحب عينه…فما أوسع باحة القلب ……….حين نكتب عن الوطن,,عن المطر,,عن البنفسج,,عن الحبيب..نحتاج إلى كل الحب لنلون به حياتنا وأعمارنا مهما تقدمت وطالت,,فكيف أهرب منه وهو أسمى المشاعر وأرقاها ..وهو من يذيب مخاوفي فكلما واجهت المخاطر اكتسبت مزيداً من الجسارة وازداد تمسكي بالمواجهة والحياة.
. عندما كنت اكتب أسئلتي إلى دعد صليبي اشتد المطر وكان ثمة عاصفة , هل من علاقة بين الشعر والحب و المطر ؟
.السماء متواطئة معي عزيزي..إنها تعرف ولهي بالمطر بل إنها تدرك أن مطرها يدفئ برودة خواطري ويحط في عالمي كما أنداء الصباح على الزهور وكم يسعدني أن يكون هذا اللقاء وسط جنون الطبيعة وتلاطم أمواج البحر…,وسط التماع البرق ودوي الرعد..صفير الرياح وتلاطم أمواج البحر وها أنا أكتب أجوبتيوالمطر يواكبني ويعانق نافذتي…فالحب كالهواء,,كالمطر لا نعرف من أي جهة يأتينا
الحب ليس كلمة تقال ولقاء نرتب له بعد أن ننجز سائر الأعمال….
إنه فعل إيمان عظيم وبحر ثقة كأغوار التاريخ يثقل الجو بالهذيان ,,يهزّ القلب والمشاعر معاً..فيأتي الشعر ليدونه بأحلى قصائد….
………………………………………………….
. دعني أحطّ رحالي على شطآن عينيك … ماذا ستقولين هنا ؟ هل يجد الكاتب ذاته في الكتابة ؟
.في الشعر أو الخاطرة تعودت أن أدلي بدلوي في بئر وأترك للقارئ البحث والتأويل…يسألوني: :
لمن تكتبين ..يأي عيون تتغزلين..لمن كل هذا الفيض من المشاعر وهذا القدر من الحنين…وأنا أقول: أكتب مع اختلاف ألوان السماء وعمق تنهدات العشاق وباسم كل النساء ولكل الرجال الرجال…وبكل العيون الجميلة سأتغزل..وبكل حرف راقٍ سأعجب وبكل قامة سامقة سأفتن …ولكل الجمال سأكتب
وما حروفي إلا زهرات أزين بها حديقتي لتجتمع فيها كل الألوان…
انثر بذور الحب فوق الصخور تتفتح زنابق أهديها لكل القلوب العاشقة وكل الأحباب,,فتستحم روحي تحت ضوء أشعة تطفئ تعطش القلوب إلى الأمل والحياة.
………………………………………………………
. يقولون في كل شاعر مجموعة من الشعراء , أي شاعر يسكن دعد صليبي إلى أي قصيدة تستريح ؟
.مع الشاعر الخالد نزار قباني كنت أصغي لموسيقى الأحرف فأجدها ترنيمة سماوية عذبة تنسحب على جماليات الحياة كلها ومع محمود درويش تعلمت ماذا يعني المد والجزر,,الليل والنهار,,الصيف والشتاء..تعلمت معنى الانتماء…وأما أحلام مستغاني فقد تأملت معها القمر الذي يشكو الغربة ولا يتنازل عن كبريائه…ومن محمد الماغوط عملاق الشعراء والذي كان شاهداً على حقائق التاريخ تعلمت العفوية والبساطة وعرفت أن وراء كل باب حكاية.
………………………………………………….
. وأنا الجالسة في حضن التعب … لماذا أنت تعبة هل هو تعب الحب ؟
.أشد سجون الحياة قسوة أفكار نؤمن بها لا نستطيع أن ندعها ولا نحن قادرين على تحقيقها…التعب ما هو إلا انحباس للفكر في معاني الألم والقلق واللأمان أما الحب فهو الملاذ والآمان والحضن الدافئ واستراحة المحارب……….
. كيف ولجت دعد عالم الكتابة ما هي الدوافع ما هي المؤثرات ؟ ومتى يشتعل القلم بلهيب الروح ؟
.منذ طفولتي وروحي مشحونة بالشعر والشاعرية ..هناك حالة تماهي مع أطوار الحياة ..التوحد الحميم بما فيه من روعة وفتنة وجمال..الليل ونسائمه العليلة ,,سطوع الشمس ثم لطافة الابتراد ..الحب,,الألم,,الخوف,,الغضب,,كلها حالات دفعتني للكتابة ولطالما أحببت الجلوس مع الوحدة والخلوة مع نفسي حيث كانت الخيالات رؤى تشاكسني,,تتألق في لغة واضحة صريحة ..فيحدث تناغم بين الأحلام والصمت والأمل…
…………………………………………………
. لا بد للبداية من تاريخ ماذا يمثل هذا التاريخ لدعد صليبي هل تتذكر دعد كلماتها الاولى في الشعر؟
.من دفتر اصفرّت أوراقه ..من كنزي الذي أداريه برمشي …اخترت لكم من بداياتي تلك الأحرف بما فيها من عفوية وبساطة دون أي تعديل أو تصويب وقد كتبتها في المرحلة الثانوية من دراستي التي كانت العمر الأجمل واللحظات الأبقى في الذاكرة ..كانت البراءة والصفاء والنقاء…فاقبلوها على علّاتها…
هل تذكر يوم اعترفت لي بحبك
هل تذكر كم اعتلى الخجل محياي
كم صبغت الحمرة حينها وجنتاي
كم ارتبكت,عجزت عن النطق شفتاي
كم وجدتني ضعيفة ترتعش يداي
أردت الهرب فما حملتني قدماي
لكنك أمسكتني وعن الهرب منعتني
وبعصبية واضطراب صارحتني
أعلنت عليك الحب يا من ملكتني
يامن بطغيان أنوثتك سحرتني
وبحبك الغالي ودون تردد أسرتني
هلّا إلى طلب به أحلم أجبتني
لا تخجلي واعترفي بأنك أحببتني
…………………………………………………..
. والآن بعد كل هذه السنين من الكتابة هل أنت راضية عن صوغ الكلمات في الشعر النثر ؟
.اليوم أنا أحمل ذاكرة تتكئ على الماضي ,تتحدث عن الحاضر,ترنو إلى المستقبل…مازلت أتساءل حتى اليوم في خواطري…مالون الحزن ؟؟ مالون الأمل ؟؟؟…كل تلك السنوات قضيتها في الكتابة وما زلت غير قادرة على تحديد تلك الألوان ومازال ليلي دون نوم وسكوني دون هدوء..مازلت عاشقة للحرف ,,هاوية مدعوة إلى إشباع رغبة الفضول والتعلم أكثر في زمن إشباع رغبة الفضول والتعلم ………..أكثر في زمن يمتنع فيه الجواب عن الحضور وتيقى الأسئلة معلقة.