في تقييمه للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب لموقع “صوت أمريكا”، أكد خبير الشأن التركي في مجلس العلاقات الخارجية ستيفن كوك أن اتجاه أمريكا لتسليح وحدات حماية الشعب الكردية عوضا عن الجيش التركي في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي لم يكن قراراً مفاجئًا.

وذكّر كوك باتخاذ تركيا قرارًا بالتدخل المباشر في هذه الحرب لن يناسب مصالحها لأسباب خاصة بها في الوقت الذي كان فيه باراك أوباما يبحث عن حليف له على الساحة في يونيه/ حزيران عام 2014 مما اضطر أمريكا إلى البحث عن حلفاء آخرين، ومع تطوع الأكراد في المنطقة بدأ تحالف بين الجيش الأمريكي ووحدات حماية الشعب الكردية.

وأكد كوك أن خيار تركيا هذه منطقي، مفيدا أن تركيا هي من اتخذت قرار تعاون الولايات المتحدة مع وحدات حماية الشعب الكردية.

وكان إعادة القس البروتستانتي أندرو كريج برونسون المعتقل في تركيا في إطار تحقيقات محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز إحدى القضايا التي طرحت خلال لقاء أردوغان وترامب. وأوضح كوك أن قضية برونسون الذي يصر ترامب على إعادته يمكن تناولها في إطار المعاملة بالمثل ضاربا على هذا مثالا من مصر، حيث أفاد كوك أن ترامب حقق نجاحا مماثلا مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي، فأثناء زيارة السيسي لواشنطن طرح ترامب مسألة الزوجين الأمريكيين المعتقلين في مصر بـ”ادعاءات زائفة”. وبعد فترة قصيرة من عودة السيسي إلى مصر تم إخلاء سبيلهما بقرار من المحكمة.

من الصعب ابتزاز الولايات المتحدة من حيث المبدأ

وأشار كوك إلى أن إدارة ترامب تعتقد أن بإمكانها تحقيق الشيء نفسه لصالح برونسون المعتقل بصورة غير قانونية، مضيفًا أنه في حال تناول القضية من منظور تشاؤمي فإن برونسون قد يكون كبش فداء للمقايضة مع غولن. ووصف كوك هذا الاعتقاد بالتقييم الخاطئ للنظام الأمريكي على مستويات عدة، مؤكدًا على صعوبة ابتزاز أمريكا من حيث المبدأ، وأن مسألة إعادة كولن في يد وزارة العدل والقضاة الأمريكي.

وأوضح كوك أن الشعب والمسؤولين الأمريكان غير مسرورين من تسييس تركيا للمسألة.

قضية ضراب أهم من مسألة غولن

أفاد كوك أيضا أن ثقة الأمريكان بأن غولن لن يحظى بمحاكمة عادلة في تركيا يصعِّب مسألة إعادته، مشيرا إلى أن قضية رجل الأعمال الإيراني الأصل رضا ضراب مسألة استثنائية تفوق أهمية مسألة إعادة غولن.

وأضاف كوك أن وجود غولن في الولايات المتحدة يخدم الحكومة التركية على الرغم من انزعاجها من وجوده هناك، إذ إنها قد تستغله لمصالحها السياسية. وذكر كوك أن قضية ضراب تصدرت لقاء أردوغان الأخير مع أوباما.

يُذكر أن مقال كوك بعنوان “لترقد تركيا في سلام” الذي كتبه في مجلة فورين بوليسي عقب محاولة انقلاب الخامس عشر من يوليو/ تموز كانت قد أثارت جدلا كبيرا.

(زمان التركية)