يفرض النظام النسبي وفق القانون الإنتخابي الذي يقسم لبنان إلى 15 دائرة إنتخابية تحالفات جديدة على القوى السياسية، إذ إن حسم النتائج في بعض الدوائر لا يبدو سهلاً، خاصة في ظل تشابك التحالفات وإختلاطها بين قوى الرابع عشر من آذار والثامن منه.
ففي حين يصعب معرفة نتائج معركة زحلة قبل معرفة مع من سيتحالف تيار "المستقبل" والكتلة الشعبية والثنائي الشيعي، تبدو نتائج معركة "جزين – صيدا" في ذات الخانة الضبابية، لكن رغم تعدد إحتمالات التحالفات في هذه الدوائر تبقى التحالفات منطقية ومقبولة مهما كانت، لتظهر معضلة جديدة في دائرة الشمال المسيحية "بشرّي – الكورة – البترون – زغرتا" قد تؤدي إلى تغيير نتائج الإنتخابات.
فالقانون المطروح حالياً ضمّ 4 أقضية مسيحية في الشمال وجعلهم دائرة واحدة، الأمر الذي سيخلق مشكلة حقيقية للقوى المحلية في هذه الدوائر في ظل قوّة التحالف المسيحي في فرض الواقع الإنتخابي الذي يريده، لكن في أفق التحالفات، هناك تحالف قد يقلب بعض المعايير والنتائج في حال حصوله.
وهنا يشير بعض المراقبين إلى مشكلة التحالف بين الخصمين التاريخيين، أي حزبي "القومي" و"الكتائب"، فقد بات لزماً على الحزبين التحالف إذا ارادوا منافسة مع الثنائي المسيحي القوي في هذه الاقضية.
فحضور النائبين بطرس حرب وسامر سعادة المقبول في البترون و"المردة" القوي في زغرتا، لابد أن يترافق مع حضور القومي الوازن في الكورة لتشكيل مواجهة مقبولة مع التحالف المسيحي الذي يمكنه من دون تحالف "القومي" و"الكتائب" في لائحة واحدة أن يسيطر على مجريات المعركة الإنتخابية في ظل تفوّق كبير له في بشري وتقدم في كل من البترون والكورة.