توجهت الأنظار أمس، إلى منطقة جرود عرسال اللبنانية المتداخلة مع الأراضي السورية بعدما شهدت منذ الفجر اندلاع اشتباكات بين المسلحين السوريين المتواجدين فيها، وتحديداً بين تنظيم "داعش" من جهة و "سرايا أهل الشام"، وهو فصيل ينتشر عناصره في منطقة نفوذ "جبهة النصرة"، من جهة أخرى، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المسلحين، وسمح الجيش اللبناني، ومن ضمن مرات نادرة، بنقل جرحى مسلحين إلى مستشفى لبناني.
وأوضح مصدر إسلامي متابع لما يجري في الجرود ، أن ما حصل أمس، هو نتيجة الدعوة الأولى التي وجهها الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصر الله إلى المسلحين في جرود عرسال منتصف الشهر، حين قال إنه "في ضوء كل التطورات في سورية، في دمشق وفي الغوطة الشرقية والمنطقة الحدودية، أنتم تخوضون معركة في الجرود ليس لها مستقبل، ونحن جاهزون لأن نضمن تسوية مثل كل التسويات التي تجري ويمكن التفاوض على الأماكن التي يذهب إليها المسلحون بأسلحتهم الفردية وعائلاتهم"، ثم جدد دعوته قبل يومين بأن "لا أفق لمعركتكم ولا أمل لكم ومسار الحرب القائمة في سورية والعراق أخذ منحى مختلفاً تماماً لذلك فلتكن هناك الفرصة المناسبة لإنهاء هذا الملف بأفضل وسيلة".
وذكر المصدر الإسلامي أنه حصلت مفاوضات في ضوء هذه الدعوات تقضي بانسحاب مسلحي "جبهة النصرة" وفق ترتيب معين، وأن تتسلم "سرايا أهل الشام" أماكنها، والأخيرة هي عبارة عن فصيل يضم مجموعات من "الجيش السوري الحر"، وهذه السرايا ليست في موقع عداء مع الأجهزة الأمنية اللبنانية. ويبدو أن تنظيم داعش غير موافق على هذا الأمر ويريد إبقاء المنطقة في حال توتر ومفتوحة لاستخدامها كما يريد، فاقتحم عناصره مواقع السرايا فجراً بعدما عمدوا إلى تخوين مسلحي جبهة النصرة و سرايا أهل الشام، وساند مسلحو النصرة مسلحي السرايا في رد محاولة الاقتحام الداعشية.
وأشار المصدر الإسلامي إلى أنه تم نقل 6 مسلحين جرحى إلى مستشفى "الرحمة" في عرسال لا تعتبر حالتهم خطرة، في حين تم نقل 4 جرحى إصاباتهم بالغة إلى مستشفى فرحات. وأكد المصدر أن هؤلاء الجرحى نقلوا تحت شرط أن يعودوا بعد معالجتهم إلى الجرود. وتردد أن الشرط تم بالاتفاق مع الأجهزة الأمنية اللبنانية.
ورأى المصدر أن الحديث عن عشرات القتلى بين صفوف مسلحي "داعش" مبالغ فيه، والرقم قد لا يتجاوز 6 قتلى. لكن الإعلام الحربي المركزي لـ "حزب الله" نقل على تويتر صوراً من مواقع إلكترونية لـ "جبهة النصرة" لجثث عشرات القتلى من "داعش" مكدسة بعضها فوق بعض أو داخل شاحنة. وذكرت النصرة أن عدد القتلى تجاوز الـ33 قتيلاً.