عندما قام زعيم أهل السنة في إيران مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي مبتسما أمام الحضور المحتفلين بمناسبة فوز الرئيس روحاني في صالة وزارة الداخلية لإلقاء التحية عليهم، صفّق له جميع الناشطين في حملة الرئيس حسن روحاني واقفين ومرددين شعار : نحبّك يا مولوي! وصعد مولوي منصة الصالة ليلقي كلمته التي لاقت ترحيبا واسعا من قبل الحضور وقال مولوي خلال كلمته:" إن الدين شأن فردي وعلاقة بين الإنسان والله." تلك الكلمة التي جرت على لسان زعيم أهل السنة تشكل ميثاقا وطنيا يجمع عليه جميع القوى الديموقراطية في إيران.
إقرأ أيضا : إيران : اتجاه لإلغاء نتائج الإنتخابات الرئاسية!!
كما أكد مولوي خلال رسالة تهنئته للرئيس روحاني على رفض الشعب الإيراني جميع أنواع التمييز الديني والعنصري والمذهبي.
وتمكن مولوي من تثبيت موقع أهل السنة المتحالف مع الإصلاحيين في إيران، وصمد أمام ضغوط المحافظين الذين طلبوا منه دعم مرشحهم ابراهيم رئيسي ومن المضحك المبكي أن المحافظين بعد فشلهم وخيبتهم من ضمّ زعيم أهل السنة إلى معسكرهم الانتخابي، التجأوا إلى إتهامه بأنه شيخ وهابي! بينما هو من علماء الأحناف وهذا يُظهر مدى الانهيار الأخلاقي عند المحافظين.
وكشف مولوي بعد إعلان النتائج بأنه رفض طلب المحافظين دعمه لمرشحهم وقال لهم كيف أدعم مرشحكم بينما أنتم لا تعترفون بنا؟!
إقرأ أيضا : البيئة الإسلامية تشوّه رمضان.. لا ليس هكذا يكون الصوم!
وفيما يتعلق بدور أهل السنة في فوز الرئيس روحاني نشير أولا إلى أن روحاني متقدم بسبعة ملايين على غريمه رئيسي، أي عدد أصوات أهل السنة تقريبا.
يشكل أهل السنة في إيران أغلبية السكان في ثلاث محافظات سيستان وبلوشستان وكردستان وأذربيجان الغربية. يكفي مقارنة بسيطة بين أصوات المنافسين الرئيسيين ( روحاني ورئيسي) لمعرفة مدى تأثير أهل السنة في نتائج الانتخابات. بينما حصل روحاني على 867 ألف صوت في محافظة سيستان وبلوشستان، لم يحصل غريمه رئيسي على أكثر من 313 ألف من الأصوات في تلك المحافظة. أما في محافظة كردستان حصل روحاني على 467 ألف صوت مقابل 155 ألف الذي حصل عليه رئيسي. وتفوق روحاني في محافظة أذربيجان الغربية بمليون و30 ألف صوت مقابل رئيسي الذي حصل على 473 صوت.
إقرأ أيضا : أعضاء تشخيص مصلحة النظام في إيران يُعرقلون إمدادات المقاومة
وهكذا حيثما يكون عدد سكان السنة أكثر فإن نسبة أصوات الرئيس روحاني هناك أكثر.
وهناك محافظات أخرى يشكل سكان أهل السنة أقليات فيها، ويقدّر عدد ناخبي أهل السنة 6.5 ملايين على أقل التقادير، ولا شك في أن أهل السنة أدوا دورا حاسما في الانتخابات الرئاسية.
رسّخ أهل السنة خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة تحالفهم مع الإصلاحيين وهم معا يتطلعون إلى مستقبل أكثر ديموقراطية وأكثر حرية.