بعد موسمٍ شاق شهد مطباتٍ عدّة، أُسدلت الستارةُ على بطولة لبنان في كرة السلّة، بتتويج الرياضي بيروت بطلاً على حساب جاره هومنتمن بيروت بنتيجة (4-2) في مجموع مباريات السلسلة النهائي.وكان هومنتمن المرشّح الأوفر حظاً لإحراز اللقب نظراً لتصدُّرِه الدور الأول للبطولة، ثم الدور الثاني، حتى إنه نجح في التقدم على الرياضي (2-0) في الدور النهائي، قبل أن تنقلب الأمورُ رأساً على عقب بسبب إصابة نجمه فادي الخطيب وغيابه بالتالي عن المباراتين الحاسمتين.
والحقيقة تُقال إنّ هومنتمن كان يستحق اللقب، إلّا أنّ تشكيلته كان ينقصها اللاعبُ الاحتياطي المميَّز القادر على ملء فراغ أيِّ لاعبٍ بارز مؤثر مثل الخطيب أو الثلاثي الأجنبي، رغم أنّ المدرب جو مجاعص غيّب أبرز لاعبيه نديم سعيد عن المباريات كلاعبٍ أساسي من دون معرفة السبب.
في المقابل، امتاز النادي الرياضي بخبرة لاعبيه وبهدوء أعصاب مدرّبه احمد فران (36 عاماً)، خصوصاً أنّ الفريق قدّم مبارياتٍ دفاعية رائعة قادها نجمُه الأول جان عبد النور الذي كانت له اليدُ الطولى في بقاء الكأس في خزائن النادي.
ولا شك أنّ غياب الخطيب كان له أثره الأكبر في انتفاضة الرياضي، وتغيير مسار الدور النهائي، وهذا الأمر يحصل في جميع الرياضات الجماعية، خصوصاً كرة السلة في لبنان وفي الدوري الأميركي للمحترفين أيضاً، وما حصل مع فريق سان أنطونيو سبيرز أخيراً بإصابة نجميه طوني باركر وكاوهي ليونارد الذي أدّى الى هزيمته أمام غولدن ستايت ووريرز (0-4) في مجموع مباريات الدور النهائي للمجموعة الغربية، لهو أفضل دليل على ذلك.
المباراة الأولى
وفي إحصاءات الدور النهائي، جاءت المباراة الأولى على ملعب هومنتمن لتُنذِر بإمكانية تتويج بطل جديد للبنان بعدما سيطر الحكمة والرياضي على اللقب في التسعينات وفي الألفية الثانية، ولم يكسر احتكارهما سوى الشانفيل عام 2012. فقد نجح هومنتمن في الخروج فائزاً بفارق 4 نقاط (61-57) بعد مباراة دفاعية بامتياز شهدت تألّقَ رباعي هومنتمن دواين جاكسون إذ سجل (21 نقطة و12 ريباوندز وتمريرة حاسمة واحدة)، وكيفن غالواي (12 نقطة و11 ريباوندز و6 تمريرات حاسمة)، وفادي الخطيب (10 نقاط و4 ريباوندز و4 تمريرات حاسمة)، وآتر ماجوك (10 نقاط و2 ريباوندز). وفي المجموع سجل الفريق 61 نقطة و39 ريباوندز و11 تمريرة حاسمة 9 كرات مسروقة (ستيل)، مقابل 15 «تيرن أوفر».
وفي صفوف الرياضي الذي غاب عنه في هذه المباراة هدافه برانكو سفيتكوفيتش، كان العنصر الأجنبي هو الفعّال، إذ سجل ألادي أمينو (21 نقطة و11 ريباوندز)، وادغار سوزا (11 نقطة و3 ريباوندز و6 تمريرات حاسمة). وفي المجموع، سجل الفريق 57 نقطة و45 ريباوندز و14 تمريرة حاسمة و9 كرات مسروقة (ستيل)، مقابل 15 «تيرن أوفر».
المباراة الثانية
وفي المباراة الثانية التي جرت على ملعب المنارة، أكد هومنتمن مرة جديدة أنّ انتصاره الأوّل لم يكن وليد صدفة أو ضربة حظ، إذ نجح في التفوّق على غريمه في عقر داره بفارق 3 نقاط (82-79)، بفضل خمسة لاعبين نجحوا في تسجيل 10 نقاط وأكثر.
إذ سجل دواين جاكسون (23 نقطة و8 ريباوندز وتمريرتين حاسمتين)، وفادي الخطيب (18 نقطة و7 ريباوندز و4 تمريرات حاسمة)، وكيفن غالواي (17 نقطة و6 ريباوندز و11 تمريرة حاسمة)، وايلي شمعون (11 نقطة وريباوند واحد)، وآتر ماجوك (10 نقاط و13 ريباوندز). وفي المجموع سجل الفريق 82 نقطة و41 ريباوندز و17 تمريرة حاسمة و9 كرات مسروقة (ستيل)، مقابل 18 «تيرن أوفر».
وفي صفوف الرياضي، سجل ألادي أمينو (26 نقطة و10 ريباوندز وتمريرة حاسمة واحدة)، واسماعيل أحمد (13 نقطة و2 ريباوندز و3 تمريرات حاسمة)، وعلي حيدر (11 نقطة و3 ريباوندز وتمريرتين حاسمتين، وأمير سعود 10 نقاط و7 ريباوندز و3 تمريرات حاسمة). وفي المجموع سجل الفريق 79 نقطة و42 ريباوندز و20 تمريرة حاسمة و9 كرات مسروقة (ستيل)، مقابل 12 "تيرن أوفر".
المباراة الثالثة
ومع انتهاء المباراة الثانية، أصيب هومنتمن بإرباك شديد بعد تأكد إصابة نجمه فادي الخطيب بارتجاج قوي في الدماغ، وبضربة في ركبته، ما جعله يخوض المباراة الثالثة من دونه، الأمر الذي أدّى الى خسارة الفريق المباراة الثالثة على أرضه وبين جماهيره بفارق 9 نقاط (64-73)، لتبدأ الأمور بالإنقلاب رأساً على عقب.
الرياضي استفاد كثيراً من غياب الخطيب، لأنه خفّف الضغط عن لاعبيه، وبات الفريق قادراً على مراقبة باقي لاعبي هومنتمن وشلِّ حركتهم، وهذا ما حصل. إذ اكتفى هومنتمن بتسجيل 64 نقطة، منها 24 لدواين جاكسون، و15 لهايك غيوقجيان، إضافة الى 42 ريباوندز و14 كرة مسروقة، مقابل 18 «تيرن أوفر» ارتكبها لاعبوه.
أما الرياضي، فسجل 73 نقطة، منها 18 لعلي حيدر، و17 لجان عبد النور، و14 لكل من برانكو سفيتكوفيتش وألادي أمينو، إضافةً الى 47 ريباوندز و15 تمريرة حاسمة و10 كرات مسروقة، مقابل 22 "تيرن أوفر".
المباراة الرابعة
وفي المباراة الرابعة التي أُقيمت على ملعب الرياضي بغياب فادي الخطيب، أكد بطلُ لبنان مجدداً أنه لن يتخلّى عن لقبه بسهولة، ونجح في إدراك التعادل (2-2) في مجموع المباريات، بفوزه على هومنتمن (86-75)، بفضل خمسة لاعبين نجحوا في تجاوز حاجز العشر نقاط.
إذ سجل ألادي أمينو (22 نقطة و7 ريباوندز وتمريرتين حاسمتين)، وجان عبد النور (16 نقطة و3 ريباوندز و3 تمريرات حاسمة)، واسماعيل أحمد (14 نقطة و15 ريباوندز و6 تمريرات حاسمة)، وادغار سوزا (14 نقطة وريباوند واحد و6 تمريرات حاسمة)، وبرانكو سفيتكوفيتش (10 نقاط و4 ريباوندز و4 تمريرات حاسمة). وفي المجموع سجل الرياضي 86 نقطة و46 ريباوندز و25 تمريرة حاسمة و5 كرات مسروقة، مقابل 18 "تيرن أوفر".
أما هومنتمن الذي افتقد كثيراً للخطيب في هذه المباراة، فسجل 75 نقطة، منها 25 لآتر ماجوك، و16 لدواين جاكسون، و10 لكيفن غالواي، إضافة الى 41 ريباوندز و13 تمريرة حاسمة و9 كرات مسروقة، مقابل 6 "تيرن أوفر".
المباراة الخامسة
وفي المواجهة الخامسة التي جرت على ملعب هومنتمن، عاد فادي الخطيب الى صفوف هومنتمن واضعاً واقياً على رأسه (على طريقة الحارس المخضرم بيتر تشيك) لحمايته من أيّ ضربة محتمَلة. إلّا أنّ هذه العودة لم تؤثر على تفوّق الرياضي الذي واصل انتصاراته وفاز في هذه المباراة بفارق 12 نقطة (76-64).
لا شك أنّ وجود الخطيب في أرض الملعب كان يجب أن يمنح رفاقه معنوياتٍ كبيرة، لكنّ هذا الأمر انعكس سلباً على أداء باقي رفاقه، حتى إنّ الخطيب بنفسه لم يقدّم مستواه المعهود وتجنّب الالتحام خوفاً من تعرّضه لإصابة فادحة.
وهذا ما جعل أداءَ هومنتمن ضعيفاً نسبياً بمواجهة ماكينات الرياضي التي سجّلت في هذه المباراة 76 نقطة، منها 16 لعلي حيدر، و14 لكل من ألادي أمينو وبرانكو سفيتكوفيتش، و13 لإدغار سوزا، و11 لجان عبد النور، إضافة الى 39 ريباوندز و20 تمريرة حاسمة و10 كرات مسروقة، مقابل 10 "تيرن أوفر".
أما هومنتمن، فسجل 64 نقطة، منها 17 لكيفن غالواي، و16 لدواين جاكسون، و10 لفادي الخطيب، و9 لإيلي شمعون، إضافة الى 36 ريباوندز و11 تمريرة حاسمة و4 كرات مسروقة، مقابل 15 "تيرن أوفر".
يُذكر أنّ الخطيب خاض 35 دقيقة في هذه المباراة، سجل خلالها 10 نقاط و5 ريباوندز و5 تمريرات حاسمة وكرتين مسروقتين، وارتكب 4 "تيرن أوفر".
المباراة السادسة
وفي المباراة السادسة والأخيرة، حسم الرياضي اللقب على أرضه وبين جماهيره وسط فرحة هستيرية، مستغلّاً غيابَ فادي الخطيب مجدّداً عن صفوف منافسه.
فبعد بداية صعبة بانتهاء الربع الأول بالتعادل (11-11)، نجح لاعبو الرياضي في فرض إيقاعهم على مجريات المباراة فأنهوا الربع الثاني (40-27)، والثالث (54-44)، قبل أن يسجّلوا 16 نقطة في الربع الأخير، مقابل 13 فقط للاعبي هومنتمن، ليحتفظ البطل بلقبه.
وفي إحصاءات المباراة، سجل الرياضي 70 نقطة، منها 16 لإدغار سوزا، و13 لكلٍّ من جان عبد النور واسماعيل احمد، و10 لكلٍّ من برانكو سفيتكوفيتش وأمير سعود، إضافةً الى 35 ريباوندز و18 تمريرة حاسمة و9 كرات مسروقة، مقابل 13 "تيرن أوفر".
من جهته، سجل هومنتمن 57 نقطة، منها 20 لهايك غيوقجيان، و15 لآتر ماجوك، و12 لدواين جاكسون، إضافة الى 48 ريباوندز و13 تمريرة حاسمة و8 كرات مسروقة، مقابل 13 "تيرن أوفر".