تحت عنوان الطفلة دلال الكردي توفيت.. ليحيا أطفال آخرون، كتبت نجلة حمود في "سفير الشمال": في خطوة جريئة، أقدمت عائلة الطفلة دلال الكردي التي سقطت من الطابق السادس من منزلها الكائن في منطقة القبة في طرابلس، على وهب أعضائها، لعلهم بذلك يتمكنون من مساعدة أطفال آخرين، ومنحهم فرصة للحياة، وابعاد عائلاتهم عن تجرع الكأس المرة.
خمسة عشر يوما أمضتها عائلتا الكردي ووهبي في محاولة إنقاذ طفلتهم إبنة السبع سنوات، فتم نقلها من مستشفى طرابلس الحكومي الى مستشفى الروم في بيروت، الا أن الاصابة البليغة التي تعرضت لها والكسور في الرأس فضلا عن النزيف الحاد كانا كفيلين بانهاء حياة الطفلة دلال، تاركة وراءها جرحا لن يندمل بسهولة.
لن تكون الكلمات قادرة على التخفيف عن كاهل الوالدة المفجوعة التي لم تستطع بالرغم من كل التدابير المتخذة لحماية دلال وإخوتها، ومحاولتها توفير شروط السلامة في المنزل من إنقاذ حياة طفلتها.
كان القدر قاسيا، مؤلما وسيترك جروحا بليغة في قلب عائلة دلال الصغيرة وعائلتها الكبيرة، وعموم أهالي بلدة البيرة في عكار، ولكن بالتأكيد ستشعر العائلة بالأمل عندما يلتقون بالأطفال الذين تبرعت دلال بأعضائها لهم لتنقذ حياتهم.
وفي هذا السياق أصدر جد الطفلة رئيس بلدية البيرة الحاج محمد وهبي بيانا أكد فيه، أنه "عقب التشاور مع مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور عبد اللطيف دريان واطلاعه على رغبة العائلة التبرع بأعضاء من جسدها الطاهر، أثنى دريان على هذه المبادرة، وأوعز لأمين دار الفتوى الشيخ أمين الكردي التواصل مع العائلة واطلاعها على الفتوى الشرعية التي تجيز وهب الأعضاء في الدين الاسلامي".
وأضاف البيان: "بعد اطلاع العائلة على النصوص الشرعية قرر والد الطفله دلال، مصطفى ناصر الكردي وزوجته هاجر خالد المسلماني وهب أعضاء من فلذة كبدهما دلال للمحتاجين اصحاب الأمراض لتكون دلال بذلك تساهم في انقاذ حياة أطفال آخرين، من عكار، والشمال وكل لبنان".
(نجلة حمود - سفير الشمال)