هل فُرجت بقانون نسبي , أم تضييع الوقت هو المقصود
المستقبل :
قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان الفضيل، أبت فئة ضالة مجرمة إلا أن تعكّر صفو أجواء البهجة والاحتفال التي يعيشها المصريّون بهذه المناسبة الكريمة، بهجوم إرهابي بشع استهدف زواراً أقباطاً لأحد الأديرة في المنيا من صعيد مصر، موقعاً العشرات منهم بين قتيل وجريح، في محاولة واضحة لاستهداف وحدة مصر حسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسعياً إلى توسيع رقعة النشاط الإرهابي لتصل إلى عمق منطقة الدلتا ووادي النيل بعد أن ظلت محصورة تقريباً بمنطقة شمال شبه جزيرة سيناء طوال السنوات الأربع الماضية.
وفي رد سريع على الهجوم الإرهابي، نفذت القوات الجوية المصرية مساء «ست ضربات مركزة ضد معسكرات تدريب إرهابية بمدينة درنة الليبية» حسب ما أعلن التلفزيون المصري. وقالت مصادر رفيعة إن «القوات الجوية المصرية
دمرت بشكل كامل المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة بليبيا»، وفي وقت متقدم مساء أمس أعلن الجيش المصري أن العملية كانت لا تزال مستمرة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن أنه تم توجيه «ضربة» الى معسكر لتدريب عناصر المتطرفين، رداً على الهجوم الإرهابي على حافلة أقباط، ولكنه لم يحدد مكان الضربة.
وقال الرئيس المصري عقب عقده اجتماعاً أمنياً لمتابعة تداعيات حادث المنيا الإرهابي، إن مهمة الإرهابيين في سوريا قد انتهت والآن يسعون للانتقال إلى مصر. وأضاف أن المتطرفين يسعون إلى فتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
وتابع أن الهدف من هذه الهجمات الإرهابية هو إسقاط الدولة المصرية واستهداف وحدتها، وأن أعداء مصر يحاولون كسر تماسك الدولة وتماسك المصريين، كما تحدث السيسي عن أن الجيش المصري دمّر قرابة ألف سيارة رباعية الدفع حاولت التسلل من ليبيا خلال عامين.
وتابع الرئيس المصري أن بلاده لن تتردد باستهداف معسكرات تدريب الإرهابيين أبداً. وأكد أن أي معسكر يدرّب إرهابيين لمهاجمة مصر سيتم استهدافه سواء داخل مصر أو خارجها.
وفي تفاصيل الحادث، تعرضت حافلة كانت تقل عدداً من الأقباط القادمين من محافظة بني سويف في طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل بمنطقة العدوة في محافظة المنيا، لهجوم مسلح بالأسلحة الآلية من مسلحين مجهولين كانوا يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي، حيث قاموا بإطلاق النيران بشكل عشوائي تجاه الحافلة أثناء سيرها بالطريق الصحراوي الغربي في دائرة مركز شرطة العدوة، بحسب بيان مسؤول المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية المصرية.
وأضاف المسؤول أن «القيادات الأمنية انتقلت إلى محل الواقعة، وتبين وقوع الحادث أثناء سير الحافلة بأحد الطرق الفرعية الصحراوية متوجهة إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة. بينما تحدثت مصادر قبطية عن استهداف ثلاث مركبات، بينها حافلة كبيرة وحافلة صغيرة «فان» وسيارة نقل صغيرة كانت تقل عمالًا إلى الدير».
ووصل عدد القتلى بحسب آخر بيانات وزارة الصحة المصرية إلى 29 مصرياً قبطياً وأصيب 24 آخرون، ومعظم الضحايا من الأطفال، وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية خالد مجاهد في بيان إن 12 من بين المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم، فيما تم تحويل حالة واحدة لطفل إلى مستشفى المنيا الجامعي، وتحويل 11 حالة أخرى إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، لافتاً إلى أنه من بين تلك الحالات طفلان عمرهما عامين.
وبعد الحادث مباشرة دعا الرئيس المصري المجلس الأمني المصغر إلى الانعقاد، ووجه في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء شريف اسماعيل، كافة أجهزة الدولة والمسؤولين المعنيين بسرعة التعامل مع تداعيات الحادث الإرهابي.وأصدرت الكنيسة القبطية بياناً بشأن الحادث الإرهابي ثمّنت فيه استجابة المسؤولين السريعة والتعامل مع الحادث، وطالبت باتخاذ الإجراءات اللازمة «نحو تفادي خطر الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين».
كذلك أدان شيخ الأزهر أحمد الطيب بشدة الهجوم الإرهابي الذي وصفه بـ«الخسيس»، مؤكداً على أنه يخالف تعاليم كافة الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية التي تجرم قتل الأبرياء، مشدداً على أن مرتكبي مثل هذه الأعمال جبناء تجردوا من أدنى معاني الإنسانية، فضلًا عن كونهم بعيدين تماماً عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب.
وفي السنوات الأخيرة استهدف العديد من الاعتداءات مسيحيي الشرق ولا سيما في مصر. ففي التاسع من نيسان الفائت استهدف انتحاريون ينتمون الى تنظيم «داعش» كنيستين في شمال مصر، في طنطا والاسكندرية خلال الاحتفالات بأحد الشعانين، ما أدى الى مقتل 45 شخصاً.
ودان أعضاء مجلس الأمن الدولي بأقوى العبارات الهجوم الإرهابي البشع الذي وقع في المنيا في مصر ضد المدنيين الأبرياء.
ونيابة عن الأعضاء قدم سفير أوروغواي الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، التعازي الحارة لذوي الضحايا ولمصر حكومة وشعباً وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وجدد الأعضاء في بيان صحافي التأكيد على أن الإرهاب بجميع أشكاله وصوره يمثل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين. وشددوا على الحاجة لتقديم مرتكبي ومنظمي وممولي وداعمي هذه الأعمال الإرهابية المستهجنة إلى العدالة. وجددوا التأكيد على أن الأعمال الإرهابية، هي أعمال إجرامية غير مبررة بغض النظر عن دوافعها ومكان وتوقيت وقوعها أو هوية مرتكبيها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليقاً على الهجوم الإرهابي إن «سفك دماء المسيحيين يجب أن يتوقف».
وفي بيان أصدره مكتبه الصحافي قال ترامب إن «الإرهابيين يخوضون حرباً ضد الحضارة، وعلى جميع من يقدّرون قيمة الحياة أن يواجهوا هذا الشر وأن يهزموه». وشدد على أن مسيحيي الشرق «يجب أن يتم الدفاع عنهم وحمايتهم»، مشيراً الى أن «الولايات المتحدة تقف الى جانب الرئيس السيسي وكل الشعب الشعب المصري».
وأضاف ترامب «في جوهره، فإن روح رمضان تقوي إدراكنا لواجبنا المشترك في رفض العنف والسعي إلى السلام وتقديم العون لمن يعانون من الفقر والنزاعات».
كذلك استنكرت دول عربية عدة الهجوم الذي قامت به جماعات إرهابية على الحافلة، وعبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة وبأشد العبارات الهجوم المسلح في محافظة المنيا المصرية، وجدد المصدر تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود وتوثيق التعاون الدولي للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف.
واستنكر مجلس وزراء الداخلية العرب بشدة الهجوم الإرهابي الدنيء الذي استهدف حافلة بمصر وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
الديار :
من المتوقع خلال الـ 48 ساعة الفاصلة عن جلسة الاثنين النيابية التي دعا اليها الرئيس نبيه بري ان يعمد الرئيسان ميشال عون وسعد الحريري الى فتح دورة استثنائىة لمجلس النواب تبدأ في اول حزيران مقابل اعلان بري تأجيل جلسة الاثنين الى 18 حزيران قبل نهاية ولاية مجلس النواب في 21 حزيران.
وكان لافتا كلام الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في ذكرى المقاومة والتحرير كاشفا عن افكار جديدة وطروحات جديدة خلال اليومين الماضيين يمكن ان توصل الى نتيجة طيبة على مستوى قانون انتخابي جديد.
التطورات المتسارعة في المنطقة من اعلان الرياض الى الوضع في الجنوب السوري والى العملية الارهابية في رأس بعلبك والتي اكدت ان الخطر الارهابي ما زال يحدق باللبنانيين من كل الجهات قد يدفع الاطراف السياسية الى التنازل لايجاد قانون توافقي يجنب لبنان الفراغ، ويحصن امام المخاطر المحدقة وفي المعلومات المتعلقة بالقانون الانتخابي فإن النائب جورج عدوان يقوم باتصالات مكثفة بعيدا عن الاضواء وفي اطار السرية التامة وخطوطه مفتوحة على الجميع دون استثناء وان الاتصالات قطعت شوطا لا بأس به ولن يكون «الحل» عبر بدع جديدة ولن يخرج عن الستين معدلا بشكل طفيف عبر تعديلات في الدوائر تستند الى مشروع قانون حكومة نجيب ميقاتي، والاتصالات الاخيرة مدعومة بصمت من الرئيس نبيه بري وجنبلاط وحزب الله والمستقبل والدكتور جعجع والتيار الوطني الحر.
لكن اللافت امس وبعيدا عن القانون الانتخابي الهجوم الذي تعرض له الرئيس ميشال عون من الاعلام السعودي مع تخوف ساد الساحة اللبنانية من ان ينعكس ذلك على الوضع الداخلي وتحديدا الحكومي لكن تجاوز الرئيسين عون والحريري تداعيات اعلان الرياض في جلسة مجلس الوزراء الاخيرة يكشف عن قرار لدى كل الاطراف وتحديدا رئىس الحكومة سعد الحريري بإبعاد لبنان عن الخلافات الاقليمية والتمسك بالقسم الرئاسي، وهذا الامر تطرق اليه السيد نصرالله في كلامه كاشفا عن اتفاق بين القوى السياسية على ابعاد لبنان عن خلافات المنطقة وتدوير الزوايا مشيرا الى ان هذا القرار ادى الى حلحلة عقد عديدة وكبيرة في الداخل اللبناني.
واللافت ان هجوم صحيفة عكاظ السعودية على الرئىس ميشال عون والوزير جبران باسيل تجاوز كمل الاعراف الديبلوماسية والعلاقات بين الدول، ووصفت عكاظ الرئيس عون بأنه غريب وان وزير الخارجية جبران باسيل «كاذب» بسبب رفضه إعلان الرياض الصادر عن القمة العربية الإسلامية الأميركية، كون باسيل ادعى انه لم يطلّع على البيان الصادر عن القمة الا وهو في الطائرة عائدا الى بيروت، رغم انه حضر القمة، واطلع على مجرياتها.
واطلقت على هذه المسألة ظاهرة الارتياب. واضافت الصحيفة ان مواقف الرئيس ووزير خارجيته يجنحان نحو الغرابة، التي تدفع لبروز ظاهرة الانقلاب والارتياب، ووصفتها بـالإيرانية الأهداف، باعتبار ان ايران هي التي تحكم لبنان.
ورفعت من مستوى الهجوم ، فوصفت الرئيس عون أنه متعدد المرجعيات الذي ينقل بندقيته من كتف إلى آخر وذلك بحسب مصالحه الشخصية الضيقة وهو رجل هش وماكر، وضيق الأفق، وأحادي الرؤية. وذلك بحسب عكاظ.
ولفتت الى انه طيلة تاريخه السياسي والعسكري لم يعمل سوى لاجل مصالحه. وهو أبرز السفاحين في الحرب الاهلية والحرب ضد السوريين. وقد وصل الى منصب قيادة الجيش من بوابة السوريين الذين حاربهم فيما بعد.
وذكرت الصحيفة باتفاق «الطائف» الذي اوقف الحرب الاهلية، ومع هذا لا يزال ميشال عون يهاجم السعودية. اضافة الى ان عكاظ عمدت الى نبش الملفات فيما يتعلق بمعارك العماد ميشال عون مع الرئيس لحود ومع السوريين خلال سنوات تمرد الرئيس عون في نهاية التسعينيات.
ولم يصدر اي تعليق رسمي لبناني على كلام عكاظ السعودية لكن الاعلام اللبناني وتحديدا 8 آذار وصف السعودية بأنها وراء الارهاب في المنطقة والسبب في كل المآسي في الدول العربية.
عملية رأس بعلبك
في المقابل، نجا لبنان من عمليات ارهابية خلال اليومين الماضيين في البقاع وهذا ما يؤكد ان الساحة اللبنانية مفتوحة على كل الاحتمالات وفي التفاصيل انه على خلفية توقيف حسين محمد حسن من قبل فرع مخابرات البقاع فجر الخميس ونقله الى بيروت للتحقيق معه بعد فشل مخططه الارهابي بتفجير عبوة ناسفة في بلدة رأس بعلبك لايقاع عدد كبير من الضحايا بين عسكريين ومدنيين وبعد اعترافه بانتمائه لتنظيم «داعش» وبأسماء شركائه قامت مجموعة من مخابرات الجيش تؤازرها قوة من الوحدات العسكرية المنتشرة في المنطقة بتنفيذ مداهمات في بلدة عرسال لتوقيف المطلوبين الذين وردت اسماؤهم في التحقيق. وخلال عملية توقيف بلال البريدي في منزله (مواليد 1994) بادر الى اطلاق النار باتجاه القوة المداهمة والقاء قنبلة يدوية باتجاه احدى الآليات العسكرية ما ادى الى سقوط ثلاثة جرحى عسكريين نقلوا الى احدى مستشفيات بيروت وهم في حالة مستقرة كما تم توقيف كل من السوري تركي المصري واللبناني فخر الحجيري وينتميان لداعش.
وكان الارهابي حسين حسن قد قام ليل الاربعاء بتفجير عبوتين صغيرتين في رأس بعلبك من دون تسجيل اصابات وعلى الفور حضرت قوات من الجيش وضربت طوقا امنيا حول مكان الانفجار وفتشت في محيطه حيث ضبطت عبوة ناسفة زنة حوالى 3 كلغ من المواد المتفجرة المعدة للتفجير عن بعد وحضر الخبير العسكري وقام بتفكيكها.
وفي المعلومات ان حسن قام بتفجير العبوتين وعندما حضرت وحدات الجيش والاهالي حاول تفجير الثالثة عن بعد لكنه ارتبك وشعر بالخوف فهرب وتم ابلاغ الجيش بالامر الذي عرف من خلال الاستقصاءات هوية الارهابي حسن وقامت مخابرات في البقاع بمداهمة منزله في عرسال واعتقاله واعترف مع شركائه بأنه كان يريد استهداف كنائس في رأس بعلبك من اجل ايقاع اكبر عدد من الضحايا وخلق بلبلة مذهبية وطائفية في المنطقو.
واعترف حسن انه مكلف من امير داعش في جرود عرسال بنقل احزمة وعبوات ناسفة الى بلدة رأس العين مقابل حصوله على مبالغ مالية كبيرة ومبنى في بلدة عرسال وعلى اثر اعترافات حسن قام الجيش اللبناني بتطويق محكم لاحياء الارهابيين الثلاثة في عرسال وحالت اجراءاته دون فرارهم ونفذ الجيش بعدها مداهمات ادت الى توقيف اعضاء الشبكة وذكر ان الاوضاع في بلدة عرسال شهدت اجراءات امنية مشددة بعد تحركات لعدد من المسلحين واتخاذهم اجراءات قتالية واشارت معلومات ان الارهابيين كانوا يريدون تنفيذ عمليات بالتزامن مع مهرجان ذكرى التحرير في الهرمل وخلق فتن وتوجيه رسائل من وراء ذلك باتجاه حزب الله ومنع الاحتفالات الشعبية في ذكرى انتصار ايار.
لكن تنفيذ عملية رأس بعلبك كشف عن تراجع قدرات الارهابيين لجهة التخطيط والتنفيذ عبر الاعتماد على هواة وهذا ما يكشف ضرب الرؤوس الكبيرة والكوادر الارهابية القادرة على تنفيذ هكذا عمليات انتحارية.
قانون الانتخابات
اما على صعيد قانون الانتخاب فالاتصالات البعيدة عن الاضواء حسمت وتتمحور حول الستين معدلا لجهة عدد الدوائر ما بين الـ 11 أو 13 أو 15، على أساس مشروع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وهذا المشروع هو صيغة منمقة عن الستين وقد بدأت الاطراف السياسية الاستعداد للانتخابات النيابية على اساس الستين معدلا وذكرت ان النقاشات دخلت بالاسماء وتحديدا على الصعيد الدرزي وظهرت تطورات بارزة لجهة ميل الرئىس نبيه بري الى استمرار مقعد حاصبيا الى النائب انور الخليل مدعوما من جنبلاط وهذا الموقف ابلغ الى ارسلان، كما افيد عن اتجاه لترشيح الشيخ مروان خير الدين في بعبدا بموافقة جنبلاط الذي تمسك بالمقعد الكتائبي لفادي الهبر في عاليه ورفض مطلب ارسلان باسناده الى مروان ابو فاضل كما ان هذا الامر سيخلق مشكلة مع القوات اللبنانية التي تريد هذا المقعد كما ابلغ جنبلاط من يعنيه الامر بتمسكه بمقعدين مسيحيين في الشوف والمقعد المسيحي في البقاع الغربي وهذا الامر سيفجر خلافا مسيحيا - مسيحيا فالمرشح القواتي جورج عدوان موقعه النيابي محفوظ وبالتالي فإن حصة التيار الوطني الحر ستكون على حساب النائب دوري شمعون ومن الطبيعي ان يرفض الثنائي المسيحي هذا الطرح وسترتفع المواجهة مع جنبلاط مهما كان حجم قانون الانتخاب.
وفي المعلومات انه مهما كان شكل القانون فإن التغيرات ستشمل 10 او 15 نائبا فقط لناحية الاسماء وتحديدا على النائب المسيحي في بعلبك الهرمل والنائب المسيحي في طرابلس وبعض النواب المسيحيين في الدوائر الثلاث في بيروت اما بالنسبة للثنائي الشيعي والرئىس سعد الحريري فإن التبديلات ستطال بعض النواب فقط كالنائب محمد قباني في بيروت، وبالتالي فإن حركة امل وحزب الله والتيار الوطني والقوات اللبنانية والاشتراكي والمستقبل سيتحكمون بالمجلس النيابي المقبل وسيبقى جنبلاط «بيضة القبان» مع حفظ موقع النائب سليمان فرنجية في زغرتا علما ان الستين يعطيه الارجحية وتبقى المعركة محصورة في طرابلس في ظل قوة المعارضين للرئىس الحريري وتحديدا الرئىس نجيب ميقاتي واللواء اشرف ريفي والمجتمع المدني والنائب خالد الضاهر. كما ان عودة نائب رئىس الحكومة عصام فارس واذا قرر خوض الانتخابات النيابية في عكار سيرسم معادلة جديدة مختلفة جذريا عن المعادلة التي سادت في عكار منذ انتخابات 2005.
وفي المعلومات ان الاطراف السياسية ستخوض الانتخابات دون معارك في اية منطقة باستثناء الشمال وبعض مناطق البقاع السنية في ظل سعي معارضي الرئيس الحريري الى خلق معادلة جديدة في الساحة السنية لكن الحلف الرباعي سيتمدد لينضم اليه التيار الوطني الحر من اجل الفوز بمعظم المقاعد النيابية.
كلام نصرالله
وقد اشاع كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن الله في ذكرى المقاومة والتحرير اجواء ايجابية عن عدم تأثر لبنان بأجواء قمة الرياض في ظل التوافق الداخلي معتبرا ان مواقف الاطراف السياسية والتي ظهرت في مجلس الوزراء دليل ايجابي في السلوك الوطني الحالي في لبنان مؤكدا ان حزب الله سيبقى يدعو للحلول السياسية وفتح ابواب التفاوض وقد ركز السيد نصرالله في خطابه على الخلاف الجذري مع تيار المستقبل ان كان في سوريا او العراق واليمن ومن حول فلسطين لكن ذلك لن ينعكس داخليا لان اعلان الرياض لا يلزم لبنان بشيء وهذا ما قاله تيار المستقبل.
وقد شن السيد نصرالله هجوما على السعودية مؤكدا انتصار صمود المقاومة وبأننا اليوم اقوى من كل العالم ومن اي زمن مضى.
الجمهورية :
اذا ما صدق المناخ الإيجابي الذي لفح الملف الانتخابي في الساعات الاخيرة، يمكن الرهان جدياً على انّ قانون الانتخابات النيابية دخل فعلاً مرحلة المخاض وصار على وشك الولادة المحتملة خلال الاسبوع الاول من الشهر المقبل، ويوم الاثنين 5 حزيران موعد حاسم في هذا السياق.
الأساس في هذا المناخ هو انّ اتصالات الساعات الاخيرة أخرجت «الستين» من دائرة الاحتمالات الجدية، وصار خارج النقاش. بعدها فُتح الباب على مصراعيه في اتجاه البتّ بقانون يعتمد النسبية الكاملة، في ظل مؤشرات ايجابية تؤكد التوافق على المبدأ، الأمر الذي عزّز الآمال في الخروج من المأزق الحالي في فترة قريبة.
لكن يبقى الرهان على وصول النقاش حول شكل القانون الى خواتيم سعيدة، خصوصاً انه يتمحور حالياً على تقسيم الدوائر وحجمها، مع أرجحية لقانون يقوم على 13 دائرة او 14 او 15، وكذلك حول الصوت التفضيلي، وسبل اعتماده، مع الاشارة الى انّ الاجواء التي تحكم هذا النقاش تؤشّر الى حسم اعتماد الصوت التفضيلي خارج القيد الطائفي لكن على مستوى القضاء، في وقت ما زال هناك مَن يطرح إمكانية اعتماد هذا الصوت، وخارج القيد الطائفي على أساس الدائرة.
وعلمت «الجمهورية» انّ الطرح المتعلق بإمكان نقل مقاعد من دائرة الى اخرى، لا يلقى قبول غالبية القوى السياسية، مع انّ «القوات اللبنانية» تؤكد على هذا الامر، وهو ما عرضه النائب جورج عدوان مع رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال اللقاء المطوّل الذي عقد بينهما أمس، واستمر لأكثر من ساعة ونصف، في حضور الوزير علي حسن خليل.
وفهم من جو اللقاء انّ المناخ ايجابي بشكل عام، بل انّ هناك تقدماً ملحوظاً يمكن ان تبنى عليه ايجابية تعزّز إمكانية ولادة القانون الجديد في فترة وجيزة، يفرض النسبية اساساً للانتخابات المقبلة، ويطوي نهائياً «الستين» بكل ما يعتريه من تشوّهات وموبقات.
وبحسب مصادر مطلعة انّ حراك عدوان ايجابي بشكل عام، انما تبقى حتى الآن بعض التفاصيل التي سيُصار الى بحثها ما بين «القوات» و«التيار الوطني الحر».
كما علمت «الجمهورية» انّ المناخ الايجابي سحب نفسه على العلاقات الرئاسية، وسُجِّل توافق رئاسي متجدد في الساعات الاخيرة على اعتماد النظام النسبي في قانون الانتخاب. وبرز في هذا الاطار اتصال أمس بين بري ورئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وكذلك اتصال آخر بين بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.
وعلمت «الجمهورية» انّ اجواء الرؤساء ايجابية، تبشّر بإمكان التوافق القريب على قانون، والترجمة الاولى لهذه الايجابية ستتبدّى في فتح دورة استثنائية لمجلس النواب بالتوافق بين رئيسي الجمهورية والحكومة اعتباراً من 1 حزيران، للإفساح في المجال الى إقرار القانون النسبي في جلسة تشريعية تعقد في خلال الاسبوع الاول من حزيران، مع الارجحية لموعد قد يكون حاسماً الاثنين 5 حزيران. وبناء على ذلك، باتت الجلسة التشريعية المقررة في 29 ايار بحكم المؤجلة الى 5 حزيران.
بري و«الحزب» وجنبلاط
وسألت «الجمهورية» بري تقييمه للمستجدات الانتخابية، فقال: «الأجواء جيدة، هناك تقدم وآمل ان نصل الى الخاتمة السعيدة قريباً».
وفي الخط ذاته، أكدت مصادر قيادية في «حزب الله» انّ «الامور اخذت مساراً ايجابياً، وبات الجميع يدركون ضرورة الوصول الى قانون ينأى بالبلد عن اي مشكلات بغِنى عنها في هذه المرحلة، ويفتح آفاقاً لمزيد من الاستقرار الداخلي. في الخلاصة، الجو إيجابي، ونأمل ظهور النتائج قريباً».
وقالت مصادر قريبة من النائب وليد جنبلاط لـ«الجمهورية»: «موقفنا سبق وحدّدناه ولا جديد نضيفه، هناك من يتحدث عن افكار جديدة، نحن نتابع ما يجري. نأمل ان تكون هناك إيجابيات فعلية».
وعكست مصادر عاملة على خط الاتصالات قبول جنبلاط للقانون النسبي المقترح، وانه لا يتخذ جانب الاعتراض عليه، كونه يراعي الطرح الذي يلبّي مطلبه بدمج دائرتي الشوف وعاليه.
وقالت مصادر «التيار الوطني الحر» لـ«الجمهورية» انّ النسبية مع 15 دائرة هي احدى الصيغ التي سبق وطرحها «التيار»، ولا تمانع عليها، الّا انّ هذا الامر رغم أهميته، يتطلب وضع الضوابط المطلوبة. وعلى رغم المناخ الايجابي السائد الّا انه من المبكر الحديث عن اتفاق نهائي حتى الآن.
«القوات»
وقالت مصادر «القوات» لـ«الجمهورية»: «جميعنا متفقون على النسبية وبدأنا البحث في التفاصيل وعدد الدوائر وفي الصوت التفضيلي وبنقل المقاعد. حصلت محاولة للمقايضة فرفضناها بمعنى أننا نذهب الى 14 دائرة من دون صوت تفضيلي.
ولفتت الى اننا أصبحنا بين حَدّين؛ الاول، انّ عدم التوصّل لقانون سيدخل لبنان في ازمة، والثاني اننا متفقون على النسبية فلنتفق على التفاصيل. وامّا المعادلة الجديدة التي وضعناها انه في حال تعذّر الاتفاق على التفاصيل نذهب بها الى التصويت.
وقالت: الاتصالات ستتواصل ونحن متفائلون جداً، وهناك تقدم في البحث في التقسيمات الداخلية واعتقد انه سنصل الى قانون نسبي. ولكن حتى الآن لا شيء نهائياً».
«الكتائب»
وقال مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية»: «لا يمكن الحديث عن ايجابيات في قانون الانتخابات طالما انّ الامور تبحث في الغرف المغلقة وخارج مجلسي الوزراء والنواب». ورأى «انّ الامور لا تزال في دائرة استهلاك الوقت وإلّا لماذا لا يطرحون قانون النسبية على التصويت في مجلس الوزراء؟».
وتابع المصدر: «اذا كان تحالف السلطة جدياً باعتماد قانون نسبي فإنّ المطلوب ترجمة الجدية بتقسيم الدوائر على نحو يضمن تمثيلاً صحيحاً، ولكنّ استمرار الخلاف على تقسيم الدوائر والصوت التفضيلي مؤشّر الى محاولة أركان السلطة الوصول الى صفقة سياسية تسمح لهم بتقاسم المقاعد في ما بينهم».
«المردة»
وقالت مصادر تيار «المردة» لـ«الجمهورية»: «نحن نؤيّد كل قانون وقّع عليه ونحترم توقيعنا على الدوائر المتوسطة في بكركي، ونتمنى على «التيار الوطني الحر» أن يحذو حذونا لأنه للأسف لم يحترم توقيعه لا في بكركي ولا في حكومة الرئيس ميقاتي».
واضافت: «القول إنّ القوانين التي سبق ووقّع عليها «التيار الحر» في الأمس القريب باتت اليوم ضد مصلحة المسيحيين هو عذر أقبح من ذنب، فمنذ العام 2013 حتى اليوم لم يتغيّر شيء لكي نستيقظ فجأة على مصلحة المسيحيين، فإمّا انه في الأمس كان يناور، وامّا انه يناور اليوم من أجل مصلحته بعدما تبدّلت الوضعيات السياسية.
واكدت المصادر انّ لدى تيار «المردة» حلفاء شرفاء مخلصين وأوفياء «يربطنا بهم مصير مشترك نطّلع من خلالهم على كل المستجدات الانتخابية، كذلك تربطنا علاقات جيدة مع كل الافرقاء السياسيين».
وحذرت المصادر «من التداعيات الخطرة للفراغ والتي تنسحب على عمل كل السلطات الدستورية»، مشيرة الى «اننا لم نشهد في زمن الحرب فراغاً في السلطة التشريعية ما سمح لنا بإنجاز «الطائف» وإنهاء الحرب، وهنا تكمن اهمية وجود السلطة التشريعية».
وشددت على أنّ «المردة» مع اللاءات الثلاث: لا للتمديد لا للفراغ ولا للستين، إنما ممارسة وليس مناورة. ولم تستبعد إمكانية الوصول الى قانون جديد شرط ان تصدق النيّات أولاً وان يفهم الجميع انّ البلد هو لكل الناس من دون استثناء، وثانياً ان يأتي القانون عادلاً من دون تصغير او تضخيم الاحجام بل ان يأخذ كل طرف حجمه الحقيقي».
وقالت: «إن لم نصل الى قانون قبل 19 حزيران تكن النيات غير صادقة ويكون الفريق الحاكم سعى لأن يكون على قياسه وعلى قياس طموحات البعض فيه». وذكّرت بأنّ القوانين التي تقدم بها «التيار الوطني الحر» هي 3 قوانين إلغائية إقصائية وليس صحيحاً انه قدّم قوانين انتخابية موضوعية، وبالتالي أصبح مباحاً لديه السير بالستين أو مخاطبة الرأي العام بلغة المظلومية والدليل على ذلك تَنصّله من قانوني «بكركي» و«ميقاتي».
مجلس الدفاع الأعلى
من جهة ثانية، ومع إطلالة شهر رمضان برز التوجّه الرسمي والسياسي والامني نحو مواكبة هذا الشهر وكذلك مواكبة دخول لبنان في موسم الاصطياف، بالحد الأعلى من الجهوزية والتدابير والاجراءات الامنية منعاً لحدوث ما يعكّر الاجواء والحؤول دون تسلّل العناصر المخرّبة على غرار ما حصل في السنوات الماضية.
وشكّل هذان الامران محور اجتماع مجلس الدفاع الأعلى في بعبدا أمس، حيث عرض قادة الاجهزة الامنية تقارير حول الوضع والإجراءات التي نفّذت والتي ستنفذ، ولا سيما حول العمليات الإستباقية ضد المجموعات الإرهابية وإحباط خططها ضد المواقع العسكرية والأمنية والمراكز الدينية، بالاضافة الى الاجراءات لمواجهة عصابات النشل.
أما دولياً، فقد برز توقيع قادة مجموعة الدول السبع الكبرى على وثيقة لمكافحة الإرهاب والتطرف المسلح على مستوى أعلى، وذلك في نهاية جلسة عمل عقدت في إطار قمتهم المنعقدة في جزيرة صقلية الإيطالية.
اللواء :
ماذا وراء الإعلان ان اتفاقاً تمّ التوصّل إليه، أو هو قيد الاعداد حول قانون جديد للانتخابات قوامه النظام النسبي بدوائر لا تقل عن 15 دائرة؟
هل ان شيئاً حقيقياً قد أنجز أم المسألة ذات صلة بموعد الجلسة المقررة لمجلس النواب بعد غد الاثنين، حيث دعت النقابات كالعادة للمطالبة بحقوقها، لا سيما سلسلة الرتب والرواتب؟
المعلومات المستقاة من العاملين على خط «التقدُّم الحاصل» في إنجاز قانون الانتخاب تؤكد ان الساعات المقبلة، الفاصلة عن جلسة الاثنين عصيبة، فالجلسة قائمة ونقل عن الرئيس نبيه برّي ان لا مكان للفراغ في الدستور اللبناني، وانه باقٍ في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، حتى لو انتهت ولاية المجلس، مستنداً إلى الدستور.
في حين، كشفت مصادر نيابية لـ«اللواء» ان تقدماً حصل، لكن خلافاً جوهرياً ما يزال يعيق التفاهم الأخير، وهو يتعلق بالصوت التفضيلي، هل يكون على أساس مذهبي، طائفي أو غير ذلك.
وقالت هذه المصادر ان الدوائر المعتمدة على أساس النظام النسبي تتراوح بين 15 و16 دائرة وسطى، وليست صغيرة.
وأشارت إلى ان التيار الوطني الحر، الذي عرضت عليه الصيغة، وطلب مهلة 5 أيام انتهت، ما يزال يتمسك بأن يكون الصوت التفضيلي على الأساس المذهبي.
في هذه الاثناء، بقي التكتم سيّد الموقف في ما خص صدور مرسوم فتح دورة استثنائية للمجلس، ليكسب سحابة ثلاثة أسابيع إضافية تمكن من إقرار قانون الانتخاب العتيد، فضلاً عن إقرار سلسلة من اقتراحات ومشاريع القوانين ذات المنفعة الملحّة.
ويربط مصدر «عوني» بين «ثبات التفاهمات» حول قانون الانتخاب، والنيات الجادة لانجازه، يفتحان الباب امام مرسوم الدورة الاستثنائية.
وفي هذا السياق، أبلغ الرئيس برّي من يعنيه الأمر، ان لا تأجيل لجلسة الاثنين، ما لم تفتح الدورة الاستثنائية.
فإذا فتحت الدورة، يُصارعندها إلى تأجيل الجلسة، ولو اقتضى الأمر صدور المرسوم يوم غد الأحد، وهو يوم عطلة.
على ان مصادر أخرى تحدثت عن ان الجهد المبذول حالياً، يُركّز على إنجاز صيغة جديدة للانتخابات على أساس النظام النسبي، على ان تجري الانتخابات للسنوات الأربع المقبلة على أساس قانون الستين، وبعدها يعتمد النظام النسبي، نظراً لضيق الوقت، والحاجة إلى تدريب الموظفين والاعداد اللوجستي.
قانون الانتخاب
في هذا الوقت، بدا السباق حامياً، بعد ان ضاقت المهل امام القوى السياسية لإنجاز قانون جديد للانتخاب، بين مساعي التوافق، وبين انعقاد الجلسة المقررة للمجلس النيابي بعد غد الاثنين في 29 أيّار الحالي، والمعلقة بدورها على قرار التعطيل أو التأجيل.
وقال عضو هيئة مكتب مجلس النواب النائب انطوان زهرا لـ«اللواء» ان جلسة الاثنين قائمة من حيث المبدأ إلا اذا تم في الربع الساعة الاخير (بين نهار اليوم ونهار يوم الاثنين) الاتفاق على فتح دورة استثنائية للمجلس، و«الحكي ماشي» حول إصدار مرسوم فتح الدورة حتى تاريخ اخر حزيران، لتكون بمثابة فرصة اضافية واخيرة للاتفاق على قانون الانتخاب.
وثمة من يتوقع تطيير نصاب الجلسة اذا عقدت او اذا لم يتم تاجيلها، من قبل القوى السياسية الرافضة للتمديد، وهنا الخوف الحقيقي من أن تكون هذه بداية الفراغ التشريعي الذي ينعكس تعطيلاً وشللاًعلى باقي المؤسسات في حال لم يصدر مرسوم فتح الدورة بوقت قريب.
لكن المعلومات الرسمية التي رشحت عن اللقاء غير المعلن الذي عقد مساء الأربعاء في عين التينة بين الرئيس نبيه برّي ونائب رئيس «القوات اللبنانية» جورج عدوان، الذي كشفت عنه «اللواء» في حينه، اشارت إلى ان «هناك تقدماً يحصل لكنه غير نهائي، وأن الاتصالات والمداولات ستستكمل في هذا الإطار.
وجاءت هذه المعلومات لتعزز ما أعلنه كل من الرئيس سعد الحريري والأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عن تقدّم في البحث يمكن ان ينتج قانوناً جديداً للانتخاب.
وتفيد المعلومات عن ان البحث بات محصوراً في تقسيم الدوائر الانتخابية بين ١٥ و١٦ دائرة وهوامر متفق عليه ومرجح ان تكون التقسيمات وفق ١٦ دائرة، كما لا يزال البحث يدورفي نسبة التأهيل في القضاء او اعتماد الصوت التفضيلي هل يكون التفضيل لمرشح واحد او لمرشحين، وموضوع التفضيل لازالت تعترضه عقبات وربما يسقط لمصلحة بحث كيفية احتساب عدد الاصوات في التأهيل بالقضاء، اضافة الى البحث في نقل بعض المقاعد النيابية المسيحية من دوائر ذات اغلبية اسلامية كطرابلس وبعلبك- الهرمل الى دوائر مسيحية كالبترون وزحلة، وتردد ان الرئيس بري لا زال يرفض نقل هذه المقاعد.
وذكرت مصادر مطلعة على اجواء القصر الجمهوري، ان مرسوم الدورة الاستثنائية يمكن ان يصدر في اية لحظة يحصل فيها اتفاق على قانون الانتخاب، ولكن من الاهم ان تُعطى الفرصة للاتصالات علّها تصل الى نتائج ايجابية، ويبقى إصدار مرسوم فتح الدورة الاستثنائية موضوعا تقنيا لا يحتاج سوى الى لحظات لتوقيع المرسوم.
الحريري
وكان الرئيس الحريري، أكّد خلال الجولة الإنمائية التي قام بها الخميس الماضي في مدينة طرابلس، وشملت 7 محطات لمشاريع إنمائية يجري تنفيذها في المدينة، انه ما زال متأكداً اننا ما نزال قادرين على الوصول إلى نهايات إيجابية في شأن البحث عن القانون الانتخابي، مشيراً إلى انه من المعيب الا نتوصل إلى إنجاز قانون الانتخابات، خاصة في بلد كلبنان حيث نتغنى بالديمقراطية والحريات فيه.
وقال انه «مع أي قانون انتخاب، سواء كان قائماً على النسبية أو المختلط، ولكن يجب على الفرقاء التنازل قليلاً لكي نصل الى هذا القانون».
واستمع الرئيس الحريري، خلال جولته التي رافقه فيها وزير الثقافة غطاس خوري ومدير مكتبه نادر الحريري، إلى شرح مفصل على الخرائط من رئيس مجلس الإنماء والإعمار نبيل الجسر ومستشار الرئيس الحريري للشؤون الإنمائية فادي فواز عن سير تنفيذ مشروع الطريق الدائري الغربي لمدينة طرابلس الذي يربط مناطق الميناء وطرابلس والبداوي، ويبدأ بالقرب من فندق «الكواليتي ان» وينتهي عند شركة البترول اي بي سي، كما اطلع على تفاصيل العمل به وقد انجز جزء كبير منه بطول ١٨٠٠ متر ومن المتوقع انتهاء العمل به أواخر العام الحالي.
بعد ذلك انتقل الرئيس الحريري وتفقد مشروع المنطقة الاقتصادية الخاصة في طرابلس، ثم تفقد سوق الخضار الحديث الذي انجز العمل فيه في منطقة المرفأ في المدينة والذي سيحل مكان السوق القديم ويضم حوالي ١٨٤ مخزنا، ثم زار مشروع اعادة تأهيل واجهات المباني المتضررة جراء الاشتباكات والاحداث التي حصلت في مناطق البقار وبعل محسن والمنكوبين ومن المقرر ان يستغرق تنفيذه ستة أشهر. (راجع ص 2)
وشدد السيد نصر الله «في عيد المقاومة والتحرير» في خطاب له في مدينة الهرمل على اهمية الوصول الى قانون انتخابي من اجل البلد ومصداقية الجميع، مؤكدا رفضه للفراغ والتمديد وقانون الستين، ولفت الى انه من الطبيعي ومن المنطقي ان نكون امام عقد استثنائي لمجلس النواب، مما يعطي المزيد من الايام ومن الوقت الضيق حتى 20 حزيران المقبل لعل وعسى نصل الى هذه النتيجة المطلوبة.
المجلس الاعلى للدفاع
وفي اطار مجابهة التحديات الأمنية أوضحت مصادر مطلعة على اجتماع المجلس الأعلى للدفاع لـ«اللواء» أن الاجتماع الذي انعقد أمس في قصر بعبدا أتى استكمالا للاجتماع السابق الذي انعقد في كانون الثاني الماضي وتم فيه عرض القرارات التي نفذت وتلك التي لم تنفذ وأسباب عدم تنفيذها وقد طلب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تقريرا في هذا المجال.
ولفتت المصادر إلى أن نقاشا جرى حول الإجراءات الأمنية الواجب تنفيذها خلال شهر رمضان المبارك وحماية أماكن العبادة وأماكن التجمع. وتركز البحث أيضا على متابعة الإجراءات التي تتخذ في موسم السياحة وعلى الحدود البرية والبحرية وإنارة الطرق المؤدية إلى المطار . وأثير أيضا موضوع تطويع إضافي للعسكريين وطلب وضع خطة بحاجات الأجهزة الأمنية لجهة العتاد والعديد على أن تكون خطة متوسطة وطويلة الأمد . وكان كلام عن تنسيق بين الوزارات والأجهزة لاسيما في مجال المعلوماتية وتم الاتفاق على عقد اجتماعات دورية بين الوزراء المعنيين بالأمن والقادة الأمنيين على أن تكون منفصلة عن اجتماع المجلس الأعلى للدفاع وتم الاتفاق على سلسلة إجراءات تركت سرية.
كذلك نوقشت الحملة الاستباقية بعد الإجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني وضرورة متابعتها. وأفادت المصادر نفسها أن الرئيس عون اثار مسألة حوادث السير التي تقع في الطرقات نفسها وتبدو متشابهة من بعضها البعض ومعرفة أسباب وقوعها واذا كانت هناك حاجة إلى انارة الطرقات او الحاجة إلى التشدد بالإجراءات من قبل شرطة السير. ونوقش أيضا موضوع المخدرات وتكثيف ملاحقة مروجي المخدرات في جميع المناطق اللبنانية وتأمين العلاج لحالات مرضية جراء الإدمان على المخدرات.
وأكدت المصادر أن عنوان الاجتماع أمس يبقى التنسيق بين الأجهزة الأمنية كافة.
وكان الرئيس عون، نوه في خلال الاجتماع والذي حضره الرئيس سعد الحريري ووزراء المال والدفاع والخارجية والداخلية والعدل والاشغال والسياحة، وقادة الاجهزة الامنية والقضاة، بأداء الاجهزة الامنية لجهة الاستمرار بالقيام بالعمليات العسكرية والامنية والاستباقية لردع الارهاب والتصدي له بكل وجوهه وحفظ الامن، وذلك لتعزيز الاستقرار، خصوصا مع تنامي الحركات الارهابية في العالم.
عرسال ورأس بعلبك
اما اشارة نصر الله، في بداية خطابه الى الوضع القائم في جرود عرسال، والى انه لا يجوز ان يستمر وجود الجماعات المسلحة في الجرود، وتأكيد حرصه على انهاء هذا الملف بالطرق السلمية وبأفضل وسيلة ممكنة، فقد جاءت بمثابة تحذير او تنبيه لما يمكن ان تقوم به هذه الجماعات من اعتداءات طالت ليل الاربعاء الماضي منطقة رأس بعلبك البقاعية، حيث انفجرت عبوتين صغيرتين اقتصرت اضرارهما على الماديات، فيما عثر لاحقا على عبوة ناسفة مجهزة بحوالي 3 كيلوغرامات من المواد المتفجرة موصولة بجهاز لاسلكي يفجر عن بُعد.
وتبين ان تفجير العبوتين هدفه ان تكون فخاً لتجمع الاهالي فيتم عندها تفجير العبوة الثالثة عن بعد لايقاع اكبر عدد من الضحايا، غير ان مخابرات الجيش تمكنت لاحقا، من توقيف احد المشاركين في الاعتداء يدعى حسين الحسن من بلدة عرسال.
وبدا ان تداعيات حادث رأس بعلبك لم ينته عند هذا الحد اذ فاجأ بلال ابراهيم بريدي والذي وصفه بيان قيادة الجيش «بالارهابي» وبأنه احد المشاركين بتفجيرات رأس بعلبك، قوة من الجيش اثناء مداهمته مساء امس لتوقيفه في بلدة النبي عثمان القريبة من عرسال، بتفجير نفسه، ما ادى الى مقتله واصابة عدد من العسكريين، تردد ان عددهم ستة، بجروح غير خطرة، وتم نقلهم الى المستشفى للعلاج.
وليلاً، نفت قيادة الجيش ما سبق لوكالة «رويترز» وذكرته من ان القوى الامنية ضبطت سيارتين مفخختين قبل انفجارهما قرب عرسال.
اجراءات مالية
وكشف رئيس جمعية المصارف جوزيف طربيه ان العقوبات المالية الاميركية قائمة، وهي ذات طابع سياسي وليس امني، لكنها قد تؤثر على الاقتصاد الوطني والقطاع المصرفي.
واكد طربيه في مؤتمر صحفي خصصه للاعلان عن نتائج زيارة الوفد المصرفي اللبناني الى واشنطن ان «المزيد عن العقوبات قد يسيء الى مصالح الشراكة بين لبنان والولايات المتحدة الاميركية».
في هذا الوقت، كشف موقع «ليبانون ديبايت» الالكتروني ان التأثيرات لحزمة العقوبات الاميركية المالية بدأت لجهة التشديد على المودعين المحسوبين على حزب الله، مع سريان المواعيد السلبية لهذه العقوبات على شركات دولية وتتهم بتقديم الخدمات المالية التي يستفيد منها قسم من اللبنانيين، على الرغم من ان الكونغرس لم يفرض بعد اية عقوبات جديدة.
واشار الموقع الى ان احدى الشركات التي تقدم خدمات مالية عبر الانترنت لتقديم بطاقات ائتماني تعبأ من الحساب المصرفي الشخصي بغية استخدامها في عمليات شراء، ابلغت زبائنها قرار اقفال حساباتهم.
واكتفت شركة Entropay بالرد على استفسارات الزبائن: «لم يعد بمقدرونا توفير الخدمات لبلدكم».
وتشير معلومات «ليبانون ديبايت» ان عدداً من اصحاب المؤسسات التي يصنف اصحابها على انهم قريبون او لديهم علاقات مع حزب الله طلب حضورهم الى افرع المصارف لإغلاق حساباتهم وانهاء تعاملاتهم.
الاخبار :
قبل أسابيع من الأزمة الكبرى ودخول البلاد في الفراغ القاتل والمجهول، في ظلّ فوضى الإقليم المشتعل والتصعيد المتوقّع على الجبهات المحيطة، تسارعت وتيرة الاتصالات السياسيّة للوصول إلى قانون انتخاب جديد. وبدا أمس أن «البورصة» رست على «اتفاق عريض» باعتماد النسبية الكاملة في 15 دائرة مع الصوت التفضيلي على أساس القضاء.
ولم يكد النائب جورج عدوان يخرج من لقاء الرئيس نبيه برّي والوزير علي خليل ظهر أمس، حتى بدأت المعلومات «الإيجابية» تتوارد عن وصول القوى السياسية الأساسية إلى اتفاق حول قانون الانتخاب، بعدما لاقى برّي طرح عدوان في منتصف الطريق، ووافق على تقسيم لبنان إلى 15 دائرة، بعد أن كان يتمسّك بسقفٍ أعلى هو 13 دائرة، نسبة إلى الاقتراح الذي قدّمته حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، واتفقت عليه الأطراف المسيحية في لقاء بكركي الشهير.
ويمكن القول إن عدوان نال إجماع القوى السياسية أو ما يشبه التفويض على إعداد طبخة القانون الجديد الذي يرضي غالبية القوى الكبرى، بعد سلسلة تفاهمات، أهمّها مع النائب وليد جنبلاط، وتمّ تتويجها مع برّي أمس.
أمّا الرئيس سعد الحريري، الذي أظهرت إحصاءاته الأخيرة ودراسات المعنيين في تيار المستقبل أن قانون «الستين» سيكبّده خسائر كبيرة، لا سيّما في بيروت وطرابلس وإقليم الخرّوب، فارتأى الخروج بأقل الخسائر الممكنة والسير باقتراح عدوان، ملاقياً الآخرين في منتصف الطريق أيضاً.
وفي ما خصّ التيار الوطني الحرّ، الذ