قبل يوم واحد من حلول شهر رمضان الفضيل، أبت فئة ضالة مجرمة إلا أن تعكّر صفو أجواء البهجة والاحتفال التي يعيشها المصريّون بهذه المناسبة الكريمة، بهجوم إرهابي بشع استهدف زواراً أقباطاً لأحد الأديرة في المنيا من صعيد مصر، موقعاً العشرات منهم بين قتيل وجريح، في محاولة واضحة لاستهداف وحدة مصر حسب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وسعياً إلى توسيع رقعة النشاط الإرهابي لتصل إلى عمق منطقة الدلتا ووادي النيل بعد أن ظلت محصورة تقريباً بمنطقة شمال شبه جزيرة سيناء طوال السنوات الأربع الماضية.
وفي رد سريع على الهجوم الإرهابي، نفذت القوات الجوية المصرية مساء «ست ضربات مركزة ضد معسكرات تدريب إرهابية بمدينة درنة الليبية» حسب ما أعلن التلفزيون المصري. وقالت مصادر رفيعة إن «القوات الجوية المصرية
دمرت بشكل كامل المركز الرئيسي لمجلس شورى مجاهدي درنة بليبيا»، وفي وقت متقدم مساء أمس أعلن الجيش المصري أن العملية كانت لا تزال مستمرة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أعلن أنه تم توجيه «ضربة» الى معسكر لتدريب عناصر المتطرفين، رداً على الهجوم الإرهابي على حافلة أقباط، ولكنه لم يحدد مكان الضربة.
وقال الرئيس المصري عقب عقده اجتماعاً أمنياً لمتابعة تداعيات حادث المنيا الإرهابي، إن مهمة الإرهابيين في سوريا قد انتهت والآن يسعون للانتقال إلى مصر. وأضاف أن المتطرفين يسعون إلى فتنة بين المسلمين والمسيحيين في مصر.
وتابع أن الهدف من هذه الهجمات الإرهابية هو إسقاط الدولة المصرية واستهداف وحدتها، وأن أعداء مصر يحاولون كسر تماسك الدولة وتماسك المصريين، كما تحدث السيسي عن أن الجيش المصري دمّر قرابة ألف سيارة رباعية الدفع حاولت التسلل من ليبيا خلال عامين.
وتابع الرئيس المصري أن بلاده لن تتردد باستهداف معسكرات تدريب الإرهابيين أبداً. وأكد أن أي معسكر يدرّب إرهابيين لمهاجمة مصر سيتم استهدافه سواء داخل مصر أو خارجها.
وفي تفاصيل الحادث، تعرضت حافلة كانت تقل عدداً من الأقباط القادمين من محافظة بني سويف في طريقهم لزيارة دير الأنبا صموئيل بمنطقة العدوة في محافظة المنيا، لهجوم مسلح بالأسلحة الآلية من مسلحين مجهولين كانوا يستقلون ثلاث سيارات دفع رباعي، حيث قاموا بإطلاق النيران بشكل عشوائي تجاه الحافلة أثناء سيرها بالطريق الصحراوي الغربي في دائرة مركز شرطة العدوة، بحسب بيان مسؤول المكتب الإعلامي في وزارة الداخلية المصرية.
وأضاف المسؤول أن «القيادات الأمنية انتقلت إلى محل الواقعة، وتبين وقوع الحادث أثناء سير الحافلة بأحد الطرق الفرعية الصحراوية متوجهة إلى دير الأنبا صموئيل غرب مدينة العدوة. بينما تحدثت مصادر قبطية عن استهداف ثلاث مركبات، بينها حافلة كبيرة وحافلة صغيرة «فان» وسيارة نقل صغيرة كانت تقل عمالًا إلى الدير».
ووصل عدد القتلى بحسب آخر بيانات وزارة الصحة المصرية إلى 29 مصرياً قبطياً وأصيب 24 آخرون، ومعظم الضحايا من الأطفال، وقال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة المصرية خالد مجاهد في بيان إن 12 من بين المصابين خرجوا من المستشفيات بعد تلقيهم العلاج اللازم، فيما تم تحويل حالة واحدة لطفل إلى مستشفى المنيا الجامعي، وتحويل 11 حالة أخرى إلى مستشفى معهد ناصر بالقاهرة، لافتاً إلى أنه من بين تلك الحالات طفلان عمرهما عامين.
وبعد الحادث مباشرة دعا الرئيس المصري المجلس الأمني المصغر إلى الانعقاد، ووجه في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء شريف اسماعيل، كافة أجهزة الدولة والمسؤولين المعنيين بسرعة التعامل مع تداعيات الحادث الإرهابي.وأصدرت الكنيسة القبطية بياناً بشأن الحادث الإرهابي ثمّنت فيه استجابة المسؤولين السريعة والتعامل مع الحادث، وطالبت باتخاذ الإجراءات اللازمة «نحو تفادي خطر الحوادث التي تشوه صورة مصر وتتسبب في آلام العديد من المصريين».
كذلك أدان شيخ الأزهر أحمد الطيب بشدة الهجوم الإرهابي الذي وصفه بـ«الخسيس»، مؤكداً على أنه يخالف تعاليم كافة الأديان السماوية والتقاليد والأعراف الإنسانية التي تجرم قتل الأبرياء، مشدداً على أن مرتكبي مثل هذه الأعمال جبناء تجردوا من أدنى معاني الإنسانية، فضلًا عن كونهم بعيدين تماماً عن تعاليم الأديان التي تدعو إلى التعايش والسلام ونبذ العنف والكراهية والإرهاب.
وفي السنوات الأخيرة استهدف العديد من الاعتداءات مسيحيي الشرق ولا سيما في مصر. ففي التاسع من نيسان الفائت استهدف انتحاريون ينتمون الى تنظيم «داعش» كنيستين في شمال مصر، في طنطا والاسكندرية خلال الاحتفالات بأحد الشعانين، ما أدى الى مقتل 45 شخصاً.
ودان أعضاء مجلس الأمن الدولي بأقوى العبارات الهجوم الإرهابي البشع الذي وقع في المنيا في مصر ضد المدنيين الأبرياء.
ونيابة عن الأعضاء قدم سفير أوروغواي الذي يتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي، التعازي الحارة لذوي الضحايا ولمصر حكومة وشعباً وتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
وجدد الأعضاء في بيان صحافي التأكيد على أن الإرهاب بجميع أشكاله وصوره يمثل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين. وشددوا على الحاجة لتقديم مرتكبي ومنظمي وممولي وداعمي هذه الأعمال الإرهابية المستهجنة إلى العدالة. وجددوا التأكيد على أن الأعمال الإرهابية، هي أعمال إجرامية غير مبررة بغض النظر عن دوافعها ومكان وتوقيت وقوعها أو هوية مرتكبيها.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليقاً على الهجوم الإرهابي إن «سفك دماء المسيحيين يجب أن يتوقف».
وفي بيان أصدره مكتبه الصحافي قال ترامب إن «الإرهابيين يخوضون حرباً ضد الحضارة، وعلى جميع من يقدّرون قيمة الحياة أن يواجهوا هذا الشر وأن يهزموه». وشدد على أن مسيحيي الشرق «يجب أن يتم الدفاع عنهم وحمايتهم»، مشيراً الى أن «الولايات المتحدة تقف الى جانب الرئيس السيسي وكل الشعب الشعب المصري».
وأضاف ترامب «في جوهره، فإن روح رمضان تقوي إدراكنا لواجبنا المشترك في رفض العنف والسعي إلى السلام وتقديم العون لمن يعانون من الفقر والنزاعات».
كذلك استنكرت دول عربية عدة الهجوم الذي قامت به جماعات إرهابية على الحافلة، وعبّر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة وبأشد العبارات الهجوم المسلح في محافظة المنيا المصرية، وجدد المصدر تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب مصر، مشدداً على ضرورة تعزيز الجهود وتوثيق التعاون الدولي للقضاء على آفة الإرهاب والتطرف.
واستنكر مجلس وزراء الداخلية العرب بشدة الهجوم الإرهابي الدنيء الذي استهدف حافلة بمصر وأسفر عن سقوط عشرات الضحايا والمصابين.
المستقبل : الإرهاب يستهدف الأقباط.. ووحدة مصر
المستقبل : الإرهاب يستهدف الأقباط.. ووحدة...لبنان الجديد
NewLebanon
|
عدد القراء:
261
مقالات ذات صلة
الجمهورية : السلطة تحاول التقاط أنفاسها... والموازنة تفقدها...
الاخبار : السفير الروسي: الأميركيّون يهيّئون لفوضى في...
اللواء : باسيل يتوعَّد السياسيِّين.. ورعد...
الجمهورية : مجلس الوزراء للموازنة اليوم وللتعيينات غداً.....
الاخبار : الحريري بدأ جولة...
اللواء : هل يستجيب عون لطلب تأجيل جلسة المادة...
ارسل تعليقك على هذا المقال
إن المقال يعبر عن رأي كاتبه وليس بـالضرورة سياسة الموقع
© 2018 All Rights Reserved |
Powered & Designed By Asmar Pro