يحاول التيار المتشدد في إيران بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية الأخيرة أن یثیر الشبهات حول نزاهة الانتخابات متهما حكومة الرئيس روحاني بارتكاب الخروقات يوم الانتخابات أو التزوير في نتائج الانتخابات.
وقدّم المرشح الخاسر ابراهيم رئيسي مجموعة من الوثائق يعتبرها أدلة على الخروقات من قبل مناصري الرئيس روحاني خلال إجراء الانتخابات للتأثير على نتائجها. ويزعم رئيسي بأن تلك الوثائق تظهر بأن فريق روحاني قام بشراء الأصوات يوم إجراء الانتخابات.
ويقول الرئيس المؤقت لمجمع تشخيص مصلحة النظام رجل الدين المحافظ موحدي كرماني بأن من المحتمل أن ينقص ثلاثة ملايين من أصوات روحاني ويزيد مليونين على أصوات غريمه ابراهيم رئيسي، مما يعني بأن المتشددون يميلون في إشارة إلى أن تكون للانتخابات مرحلة ثانية يتنافس فيها روحاني ورئيسي.
وقام كرماني بتصنيف الاصوات إلى الحلال والحرام أسوة بالمأكولات الحلال والحرام، مضيفا بأن ابراهيم رئيسي حصل على 16 مليون صوت حلال! ملمحا بأن 24 مليون صوت الذي حصل عليها روحاني كان أصوات الحرام.
يقصد كرماني من خلال هذا التصنيف بأن الناخبين الذين صوّتوا للمرشح الخاسر هم من المتدينين والمؤمنين بينما الآخرون الذين صوتوا للرئيس روحاني هم غير متدينين لم يؤدوا واجبهم الشرعي الذي حدّده العلماء الدينيين لهم، أي التصويت لصالح ابراهيم رئيسي.
وسبق كرماني رجال دين آخرون أكّدوا قبل الانتخابات على أن الامام المهدي يصوت لإبراهيم رئيسي تشجيعا لعوام الناس على اختيار المرشح المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي!
وما فات هؤلاء العلماء هو أن الإمام المهدي ليس إيرانيا حتى يحق له المشاركة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية!
وبعد ما رأى هؤلاء الدجالين بأن المرشح الذي صوّت له الإمام المهدي - وفق زعمهم- خسر الانتخابات، التجأوا إلى شبهة التزوير أو الخروقات في الانتخابات، بينما تمت عملية التصويت بشكل شفاف وأمام أعين المراقبين لمجلس صيانة الدستور الذي ألقي على عاتقه مهمة الإشراف على جميع مراحل الانتخابات، ومن المستحيل حصول التزوير في نتائج الانتخابات بمنأى عن إرادة هذا المجلس الذي يتهمه الإصلاحيون بالتزوير في نتائج الانتخابات الرئاسية في العام 2009 لصالح محمود احمدي نجاد.
إقرأ أيضًا: من هو الرجل السياسي الأقوى في إيران؟
وأدانت وزارة الداخلية تصريحات موحدي كرماني التي اعتبرتها مستفزة ومثيرة للفتنة واعتبر البيان الصادر من الداخلية أن حصول التزوير مستحيل نظرا لتواجد ثلاثة من ممثلي مجلس صيانة الدستور في أي مركز من مراكز التصويت.
الجهود الحثيثة التي يبذلها المحافظون من أجل تشويه الانتخابات الرئاسية تُظهر بأن الهزيمة التي تلقوها كانت جسيمة وعظيمة لا يستفيق المحافظون منها في الأمد القريب.
باحث إيراني