قبل سنوات، كانت المحطّات التلفزيونية تراهن على برامج التوك شو الفنيّة في شهر رمضان المبارك، قدر مراهنتها على الدراما، وكانت تغدق عليها أموالاً طائلة، حيث كان الإعلامي نيشان ديرهاروتيونيان يستضيف أهم نجوم الفن طيلة الشهر المبارك، في برامج تفوق ميزانيتها ميزانية أهم الأعمال الدرامية، كما كانت المحطات المحليّة تتسابق لعرض برامج رمضانية تستضيف فيها ما أمكن من فنانين يقبلون الظهور في مقابلات فنيّة من دون مقابل مادي، المهم أن يكون ثمّة برنامجاً فنياً يبقي المحطة على خارطة المنافسة ولو بخجل.
اليوم انحسرت هذه الموضة، وكان متوقعاً أن تقوم محطة MBC باستثمار النجاح الذي حقّقه الإعلامي داوود الشريان في برنامجه الذي استضاف فيه أهم الفنانين في شهر رمضان الماضي، إلا أنّ خارطة المحطّة الرمضانية خلت من أي برنامجٍ حواري فنّي، لصالح البرامج الدينيّة والتوعوية التي حصدت نسبة مشاهدة مرتفعة مثل برنامج "الصدمة" العائد بموسمٍ ثانٍ كما بات لبرامج المقالب التي تنفّذ بميزانيات عالية حصّة من الخارطة الرمضانية حيث يتنافس سنوياً برنامجا رامز جلال وهاني رمزي على استقطاب النجوم والمشاهدين.
في استفتاء أجراه حساب "سيدتي نت" التابع لمجلة "سيدتي"، سألنا قراءنا:
"لماذا انحسر وجود برامج التوك شو الفنية بشكل كبير عن شاشات التلفزيون في خارطة البرامج الرمضانية؟"
وجاءت الإجابات على الشكل التالي:
40% بسبب الملل من الحوارات الفنية
19% بسبب ضعف إمكانية المحطات
41% بسبب منافسة المسلسلات الدرامية
ويتبيّن من الإجابات، اتفاق الجمهور على أنّ البرامج الفنيّة لم تتمكّن من الصمود أمام سطوة الد
راما، وأنّ الجمهور ملّ أصلاً هذه النوعيّة من البرامج التي تغزو الشاشات على مدار العام، وبالكاد تخرج بجديد من الضيف، أو تستضيف وجوهاً غير مستهلكة.
أما القلّة فأجابت أنّ ضعف إمكانات المحطّات حالت دون تنفيذ هذه البرامج التي تتطلّب إمكانات ماديّة ضخمة لاستضافة نجوم الصفّ الأوّل، مقابل بدلٍ مالي قد لا تغطّيه الإعلانات أحياناً مع منافسة الدراما للبرامج الفنيّة.