تسارع الأجهزة الأمنية والعسكرية الإيرانية إلى بث رسائل طمأنة للمتشددين في الداخل الإيراني في مواجهة انقلاب المشهد الدولي ضدها.
وتكشف التطورات الأخيرة على الصعيد العسكري الإيراني ومن بينها الإعلان عن إقامة مصنع ثالث تحت الأرض للصواريخ الباليستية، عن المخاوف الحقيقية التي تنتاب الطبقة الحاكمة في إيران والتي تحاول تغليفها بالحديث عن اكتساب “أسباب” أخرى للقوة. ونقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الخميس عن مسؤول كبير في الحرس الثوري قوله إن إيران أقامت ثالث مصنع تحت الأرض للصواريخ الباليستية وستواصل تطوير برنامجها الصاروخي.
وينظر على نطاق واسع إلى الكشف الأخير لإيران على أنه رغبة كبيرة لصناع القرار في طهران لكسب تأييد المتشددين الذين أغضبهم فوز الرئيس حسن روحاني المحسوب على المعتدلين بولاية ثانية.
ومن المرجح أن يؤجج هذا التطور التوترات مع الولايات المتحدة خلال أسبوع وصف فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران بأنها راعية للجماعات المتشددة وتهدد دول الشرق الأوسط خلال أول زيارة خارجية يقوم بها منذ توليه السلطة.
ونقلت الوكالة عن أمير علي حاجي زادة رئيس القوة الجو فضائية بالحرس الثوري قوله “أقام الحرس ثالث مصنع إيراني تحت الأرض في السنوات القليلة الماضية… وسنواصل تطوير قدراتنا الصاروخية بقوة”.
وفرض الرئيس الأميركي عقوبات جديدة على إيران منذ توليه المنصب في يناير ردا على إطلاقها صواريخ.
وردت إيران بتحد، وقال الرئيس الذي أعيد انتخابه حسن روحاني الإثنين “إيران لا تحتاج إذنا من الولايات المتحدة حتى تجري تجارب صاروخية”. وعبرت الدول العربية المجاورة لإيران في الخليج وكذلك إسرائيل عن مخاوفها بشأن برنامج الصواريخ الباليستية واعتبرته تهديدا للأمن الإقليمي.
وفي عام 2015 أذاع التلفزيون الإيراني الرسمي لقطات لأنفاق توجد بها شاحنات تحمل صواريخ جاهزة للإطلاق، قائلا إن هذا المرفق هو واحد من مئات قواعد الصواريخ تحت الأرض في أنحاء البلاد.
وقال حاجي زادة “من الطبيعي أن تغضب عدوتنا أميركا والنظام الصهيوني لأنهما يريدان إيران في موقف ضعف”.
وجرى رفع غالبية العقوبات المفروضة على إيران ذات الصلة بالشأن النووي العام الماضي بعد أن أوفت بالتزاماتها في إطار صفقة أبرمتها مع القوى الكبرى عام 2015 للحد من البرنامج النووي، وهو اتفاق انتقده ترامب مرارا باعتباره ضعيفا للغاية بالنسبة لطهران. لكن لا تزال إيران خاضعة لحظر أسلحة صادر من الأمم المتحدة وغيره من القيود.
وبعد شهرين من تنفيذ الاتفاق أجرى الحرس الثوري تجربتي إطلاق صواريخ باليستية قال إنها صممت لتكون قادرة على ضرب إسرائيل.
وتقول إيران إن برنامجها الصاروخي لا يتحدى قرارا للأمم المتحدة يدعوها إلى الامتناع عن تطوير الصواريخ الباليستية القادرة على إيصال أسلحة نووية.
وقال حاجي زادة “إلى جانب تحسين قدراتنا الدفاعية سنواصل إجراء تجاربنا الصاروخية وإنتاج الصواريخ. الصاروخ المقبل الذي سننتجه سيكون صاروخ أرض أرض” دون المزيد من التوضيح.
وردا على العقوبات الأميركية الجديدة أضافت إيران هذا الشهر 9 من الأفراد والشركات إلى قائمة تضم 15 شركة أميركية تقول إنها تنتهك حقوق الإنسان.