توصلت دراسة حديثة إلى أن الناس، الذين يعيشون في أماكن عالية التلوث لا ينامون بشكل هادئ في الغالب، وحيث تكون لياليهم سيئة.
ووجدت الدراسة أن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق يزيد فيها ثاني أكسيد النيتروجين عن النسب الاعتيادية، يتعرضون لحرمان من النوم بنسبة تصل إلى 60 بالمئة أكثر من الذين يعيشون في مناطق ذات مستويات تلوث أقل.
وتشير الدراسة، التي شملت 1863 شخصاً، إلى أن تأثير تلوث الهواء على الجهاز التنفسي و الجهاز العصبي المركزي، ينعكس في نهاية المطاف على النوم.
وقالت مارثا بيلينغز، الأستاذة المساعدة في الطب بجامعة واشنطن، والباحثة الرئيسية في الدراسة: "إن الدراسات السابقة أظهرت أن تلوث الهواء يؤثر على صحة القلب ويؤثر على التنفس ووظائف الرئة، ولكن لم يكن يُعرف الكثير عما إذا كان تلوث الهواء يؤثر على النوم".
وأضافت: "كان الأمر يدور حول اهتياج الأنف والجيوب الأنفية والجزء الخلفي من الحلق نتيجة استنشاق الملوثات، وهو ما سبب اضطرابات النوم".
ينصح الباحثون بشأن تقليل التلوث داخل المنازل باستخدام منقيات الهواء، والحفاظ على الرطوبة بين 30 و50 في المئة، وعدم استخدم العطور الاصطناعية، والمحافظة على نظافة الأرضيات، وعدم التدخين داخل البيوت.
وتكشف هذه النتائج الجديدة أن مستويات التلوث فوق العادية، لا تؤثر فقط على صحة القلب والرئة، ولكن ربما تؤثر أيضاً على نوعية النوم، ولهذا قد يكون تحسين نوعية الهواء إحدى الطرق لتعزيز صحة النوم وتقليل الأعراض الصحية السلبية.
وأعدت الدراسة التي قدمت في المؤتمر الدولي للجمعية الأميركية لأمراض الصدر، لقياس تأثير ثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الصغيرة على عينة من الأشخاص الذين بلغ متوسط أعمارهم 63 عاما.
وجمع الباحثون معلومات عن نوعية الهواء من 6 مدن في الولايات المتحدة وقاسوا مستويات التلوث في منازل المشاركين، وكذلك استخدموا نظاماً لمراقبة وضعية النوم.
وأُخذت عوامل أخرى في الاعتبار، مثل سن المشاركين وكتلة الجسم وأي مشاكل سابقة مع النوم، كذلك العرق ومتوسط الدخل، ووضع التدخين والوضع الاجتماعي والمادي بالحي السكني كذلك.
في المملكة المتحدة نشرت الحكومة خططاً طال انتظارها لخفض التلوث غير المشروع منذ أسبوعين، ولكن النقاد يحذرون من أن هذه الخطط غير كافية لتحسين الهواء القذر.
وتقترح هذه الخطط تدابير تتراوح بين التخلص من المركبات الأكثر تسببا في التلوث بالطرقات، إلى إعادة تأهيل أساطيل الحافلات والشاحنات المحلية، وتحسين تدفق حركة المرور، وتشجيع المزيد من السيارات الكهربائية.
ويرتبط تلوث الهواء بما يقدر بـ 40 ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً بالمملكة المتحدة، وهناك37 من أصل 43 منطقة في جميع أنحاء البلاد تتجاوز الحدود القانونية للاتحاد الأوروبي في نسب ثاني أكسيد النيتروجين الملوث الرئيسي الذي يأتي معظمه من محركات الديزل.
(العربية)