إلا أن وزارة الخارجية القطرية كشفت لاحقاً أن وكالة الأنباء الرسمية للبلاد تعرضت لقرصنة لمدة أربع ساعات فجر الأربعاء، نُشرت خلالها "أخبار كاذبة وعارية عن الصحة" منسوبة للأمير تميم بن حمد. وقالت الوزارة، في بيان لها الأربعاء، إن العملية "جريمة نكراء لها أهدافها الدنيئة"، متعهدة بملاحقة الذين يقفون خلفها في إطار تحقيق دولي.
ونقل البيان عن مصدر مسؤول أن الموقع عاد تحت السيطرة "بعد ما يقارب أربع ساعات من ارتكاب جريمة الاختراق الإلكترونية، وما تزال هناك محاولات مستمرة لاختراق حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بالوكالة يتم التصدي لها باستمرار".
ولم ينته الأمر حتى تطور إلى أزمة دبلوماسية خليجية مع شكوك في مؤامرة دبرت بإتقان ووسائل إعلام واصلت نقل رواية واحدة للأحداث متجاهلة وجود رواية أخرى.
وبحسب تقرير "هافنغتون بوست"، فإن التوتر الإماراتي تجاه قطر لا يخفى على أحد من المتابعين لأحداث اليمن الأخيرة بعد قيام مقربين من الإمارات وعلى رأسهم محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي الذي أقاله الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بإنشاء مجلس انتقالي في الجنوب برئاسته "لإدارة شؤون المحافظات الجنوبية وتمثيلها داخل وخارج" البلاد، الأمر الذي أثار حفيظة الرئيس اليمني (المقرب من السعودية) معتبراً إن هذه الخطوة تمهيد للانفصال.
وأضاف التقرير: "كما أن التوتر الإماراتي من تغطية "الجزيرة" للأحداث في اليمن لم يكن يجري خلف الأبواب فقط، فكثيراً ما خرج ضاحي خلفان، الذي يعد المتحدث غير الرسمي على الشبكات الاجتماعية باسم السلطات، وانتقد "الجزيرة" وشكك في الأهداف من وراء تغطيتها لليمن".
وذكر أنه "على رغم أن الدوحة خرجت سريعاً لتوضح أن موقع وكالة الأنباء الرسمية "قنا"؛ مصدر الخبر، قد تعرض للقرصنة وأن الكلمة المنسوبة للأمير مفبركة، لأنه "أصلا لم يلق أي خطاب في حفل التخرج"، إلا أن قناة العربية السعودية -التي يرأسها السعودي تركي الدخيل المقرب من الإمارات- وموقعها ضخا خلال ساعات معدودة أكثر من 9 أخبار عن قطر وأميرها والجزيرة وسياستها. والأخبار جميعها تقريبا تعاملت مع التصريح القطري بأن موقع وكالة الأنباء الرسمية قد تعرض للقرصنة، على أنه مزاعم قطرية وأن الكلمة قد جرت بالفعل".
ويشير تقرير الصحيفة إلى أنه على مدار الساعات المتتالية نشرت العربية عناوين: "أمير قطر لا حكمة في عداء إيران وعلاقتنا جيدة بإسرائيل، ثم تضارب الأنباء حول سحب قطر سفراءها من 5 دول عربية، وتلتها ضاحي خلفان: "قطر سخرت إمكاناتها لتكون صوتاً للجماعات المتشددة"، فـ "قطر تفضل الإخوان وإيران على الأشقاء العرب"، وختمتها بالقرائن.. موقع وكالة الأنباء القطرية لم يكن مخترقاً، والقرائن التي أوردتها "العربية" اعتمدت بشكل أساسي على تيكرات تغطية التلفزيون القطري الرسمي لحفل التخرج، وتبين أنها مفبركة.
وسرعان ما أطلق السعوديون هاشتاغ #قطر_تنفي_والعربيه_تنبح، وأصبح ضمن قائمة الهاشتاغات الأكثر انتشاراً في السعودية.
(huffpostarabi)