لم يكن الخلاف الذي وقع بين أفراد العائلة الواحدة يستأهل كلّ هذا الكمّ من التوتر والغضب، ولو فكّر الجاني أنّ ما سيقوم به سيجعله أسير الزنزانة الضيّقة لما أقدم على ما فعله على الإطلاق.
في إحدى قرى عكّار الشمالية، وبسبب خلاف على أفضليّة مرور، كمن الجندي في الجيش "ع.أ" وأخوته الأربعة لقريبهم "خ.أ" أمام منزله وضربوه وشتموه، فيما قام الجندي منفرداً بضربه على رأسه بشاكوش فسقط أرضاً وفقد وعيه. وبمعاينة المجني عليه بعد نقله إلى مستشفى "السلام" في القبيّات، تبيّن أنّه أًصيب بجرح بليغ في الرأس وكسر في الجمجمة أدى إلى نزيف داخلي وإلى تورّم في منطقة الحركة للدماغ وتسبّب بشلل نصفي له.
فور توقيف الجاني اعترف بضرب "خ.أ" بالشاكوش لأنّه استفزّه وتهجّم عليه، فيما أفاد الأخير أنّ الجندي هدّده بسكين كبّاس قبل أن يضربه بالشاكوش على رأسه وقام بتقديم شكوى ضده. وقد جرى الإدعاء على "ع.أ" بتهمة "ضرب الشاكي بشاكوش على رأسه ما تسبّب له بشلل نصفيّ وعاهة دائمة".
وأمام قاضي التحقيق زعم المدعى عليه أنّ الشاكي ضربه بقسطلٍ حديديّ مع شخص سوري وابن أخته، فخاف منهم وراح يدافع عن نفسه "بكل ما جاء تحت يديه" من لوح زجاج وحوض زهور، لكنّهم لم يرتدعوا، فالتقط شاكوشاً وراح يلوّح به لإخافتهم فأصاب رأس "خ" بدون قصد. ونفى باقي المدعى عليهم مشاركتهم في الإشكال.
وأمام المحكمة العسكرية برئاسة العميد حسين عبدالله، سيق الجندي المتهم من مكان توقيفه وحضر المدعى عليهم الباقون (مخلى سبيلهم)، لكن وبسبب تعذّر إحضار المدعي، أُرجأت جلسة الإستجواب إلى يوم الإثنين المقبل.