إنطلاقاً من ارتفاع منسوب التوتر بين الولايات المتحدة وإيران تزامناً مع سعي شركائهما إلى السيطرة على الأراضي الاستراتيجية على طول الحدود السورية-العراقية، وتزامناً مع خسارة "داعش" أراضيه في العراق من جهة، ومن غارة التحالف من جهة ثانية، نقل الكاتبان عن مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى قوله: "لا تمهّد الغارة لأي تغيير في الاستراتيجية الأميركية".
في هذا السياق، لفت الكاتبان إلى أنّ الضباط الأميركيين يأملون في مطاردة "داعش" في دير الزور ووادي الفرات الذي يصل الرقة بالحدود العراقية بعد حصار قوة من المقاتلين الأكراد والعرب الذين تدعمهم واشنطن المدينة، مؤكديْن أنّ إيران تتخوّف من وجود القوات الأميركية الخاصة المتزايد في جنوب سوريا ومن تقدّم السوريين الأكراد والعرب في الميدان.
وعليه، أشار الكاتبان إلى أنّ إيران تسعى إلى شق ممر يصل بين طهران وبغداد وسوريا ولبنان، ناقليْن عن وسيلة إعلامية إيرانية تأكيدها أنّ القوات الأميركية متواجدة في المنطقة الحدودية السورية-العراقية لقطع طرق إمداد إيران. كما نقل الكاتبان عن وكالة "فارس" قولها إنّ إيران ردّت بنشر مئات المقاتلين الأفغان والعراقيين الشيعة وإنّ "حزب الله" أرسل 3 آلاف مقاتل إلى المنطقة المحيطة بالتنف قبل ساعات من الغارة لتحضير الجيش السوري وحلفائه لإحباط المخططات الأميركية للمنطقة وتأمين طريق تدمر-بغداد، عارضيْن إمكانية عملهم على ردع العناصر المدعومة أميركياً من التقدم شمالاً انطلاقاً من التنف.
وفيما رأى الكاتبان أنّ البيت الأبيض ما زال يراجع سياسته المتعلقة بإيران، لفتا إلى أنّ الإدارة ستفصح عن أهدافها على طول الحدود السورية-العراقية، ونقلا عن السفير الأميركي السابق في سوريا روبرت فورد تحذيره: "إذا لم تتوخَ الإدارة الأميركية الحذر ستجد نفسها في وضع حرج. يبدو أنّ احتمال التصعيد وارد".
ميدانياً، أوضح الكاتبان أنّ واشنطن نشرت 1000 جندي أغلبهم من القوات الخاصة في شمالها الخاضع لنفوذ الأكراد وفي قاعدة في الرقة وفي التنف جنوباً، حيث يبعدون مئات الكيلومترات عن "داعش" وبالتالي عن الأراضي التي ينوي النظام وحلفاؤه إعادة سيطرة الحكومة عليها، كاشفيْن أنّ الأخيرة عززت مواقعها العسكرية في دير الزور بـ1000 جندي مؤخراً.
إلى ذلك، أشار الكاتبان إلى أنّ مقاتلين مدعومين إيرانياً ما زالوا مرابضين في مواقعهم بالقرب من التنف بعد الغارة الأميركية، ونقلا عن المتحدّث بإسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس قوله: "إذا عاودوا تقدّمهم، فستدافع قوات التحالف عن نفسها".
وهكذا، ألمح الكاتبان إلى أنّ مخاطر اندلاع نزاع غير مقصود سيزيد عندما ينتقل القتال إلى وادي الفرات في دير الزور، شارحيْن أنّ الخبراء يتخوّفون من تحرّك "الجيش السوري الحر" من الجنوب و"قوات سوريا الديمقراطية" المدعومين أميركياً من الشمال والغرب من جهة، ومن سعي القوات الموالية للنظام التقدم إلى المنطقة من جهة ثانية، وذلك تزامناً مع تحليق الطائرات الأميركية والروسية في الأجواء.
("لبنان 24" - Foreign Policy)