يتوالى مسلسل الجرائم في لبنان، وكان آخره جريمة مروعة هزت لبنان يوم أمس من أقصاه إلى أقصاه وكأن البلد كله أصبح مسرحًا للجريمة حيث لا تخل نشرات الاخبار من جريمة أو أكثر يوميًا.
الحدث هذه المرة من الجنوب ومن بلدة جناتا حيث لم تعهد هذه البلدة الصغيرة في تاريخها مثل الجريمة المُفجعة التي استفاق ابنائها على وقع خبرها. حُزن؟ صدمة؟ تعجز الكلامات عن وصف الحالة التي تُسيطر على أزقة البلدة التي تحوي في احد منازلها على ثلاث جُثث مُضرجة بالدماء.
ليل أمس، لم يمر مرور الكرام على عائلة شور التي خسرت 3 من أبنائها في جريمة مُروعة إرتكبها الوالد بحق زوجته وابنته القاصر ثم نفسه بعد مرور أقل من 24 ساعة على جريمته التي اكتُشفت منذ ساعات قليلة وبدأت فيها التحقيقات.
سميرة شور، وهي الزوجة والأم في آنٍ معًا، أردتها طلقة نارية في رأسها على سرير نومها، أما مصدرها فهو مُسدس زوجها محمود الذي لم يكتفِ بقتلها فقط.
ناريمان، القاصر ابنة الـ15 عامًا شهدت عيناها على ما ارتكبه والدها بحق امها، فحاولت الفِرار خوفًا من مصير مُشابه لكن والدها سارع في اطلاق النار عليها وارداها ارضًا.
مشهد الدماء السائلة في أرضية المنزل أكثر من مُروع بل وحشي، ضحيتان قُتلا، والاسباب؟ قيل انها عائلية، اذ وبحسب ما تواتر من معلومات، محمود وسميرة انفصلا منذ مدة بعد تفاقم حدة المشاكل بينهما وعدم قدرتهما على حلحلتها.
وهذا الامر كان يؤثر سلبًا وسوءًا على ابنتهما ناريمان التي راسلت أحد أقربائها كما اشيع مُطلعةً اياه على ما يجري من شجارات وتلاسنات داخل جدران منزلها والتي لم تعد قادرة على تحملها أكثر ما دفع بالوالدين لاحقًا الى الاتفاق على الإفتراق.
وبعد أخذ ورد وعدة مُحاولات من الأقارب والأصدقاء لاعادة الامور الى مجراها عل المشاكل تنتهي بينهما، عادت سميرة الى زوجها الذي يعمل في "النشارة" لكنها لم تكن تعرف ان الموت سيكون مصيرها المُحتم.
إذًا، محمود قتل زوجته وابنته، ولعل عقله لم يتحمل وحشيته الامر الذي دفع به وبعد مرور ساعات عدة على جريمته ومشاهدته لابنته وزوجته جُثتين تسيل منهما الدماء وتملأ دار المنزل وغرفه ان يجعل مصيره مُشابه بهمها.
لكن لم يقتله احد، بل قتل نفسه بيديه اذ اقدم على الانتحار مُستخدمًا المُسدس عينه الذي قتل فيه افراد عائلته، رحل تاركًا ورائه جريمة غامضة لا احد يعلم اسبابها الحقيقية الا مُرتكِبها.